18 مارس 2011 19:26
حث روبرت دودلي الشركات العاملة في مجال النفط على العمل من أجل منع تكرار حادثة خليج المكسيك، وذلك لأول مرة بعد توليه منصب مدير شركة “بي بي” البريطانية.
وقال: “أعتقد أنه من الخطأ عدم الاستفادة من التجربة التي حدثت في العام الماضي والتي تعتبر نسبة تكرار حدوثها 1 من المليون. كما أعتقد أن القطاع مسؤول عن عملية التغيير”. وتبنى روبرت استنتاجات “لجنة التحقيقات الأميركية” التي شكلها الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي خلصت لنتائج مشابهة. وأشار إلى استعداد “بي بي” لمشاركة غيرها فيما تعلمته من دروس.
ويجيء حديث روبرت على النقيض مع مديري بعض الشركات الآخرين الذي ذكروا أن شركاتهم لن تقم بتصميم آبارها كما فعلت شركة “ماكوندو”. ويذكر أن التسرب النفطي في خليج المكسيك خلف وراءه 11 ضحية بالإضافة إلى تسرب ملايين من براميل النفط داخل خليج المكسيك.
وقال هؤلاء المديرون إنه لم يكن لهذه الحادثة أن تقع إذا تصرف عمال البئر ومشرفوهم وفقاً للإجراءات المتبعة في القطاع، والقيام بالاختبارات والتدريبات اللازمة المناسبة. وقال ريكس تيلرسون مدير “أكسون موبيل”: “هذه مشكلة ليست من المشاكل العامة في القطاع”.
ويحاول روبرت منذ توليه منصب مدير الشركة في الخريف الماضي، إعادة ترتيب أوضاع الشركة والثقة إليها. كما استعادت أسهم الشركة أكثر من نصف قيمتها التي فقدتها إبان حادثة التسرب.
وأقدم روبرت على بيع أصول بمليارات الدولارات في محاولة منه لإصلاح الدمار الذي خلفه التسرب.
وحاول أيضاً أن تسلك “بي بي” نهجاً جديداً للنمو من خلال الحصول على 30 مشروعاً في مختلف دول العالم مثل روسيا والهند وكندا.
وأعلنت الشركة مؤخراً عزمها دفع نحو 7,2 مليار دولار للاستحواذ على 30% من 23 حقل نفط وغاز تديرها شركة “ريليانس إندستريز” الهندية العملاقة العاملة في مجال النفط. ومن جانبها توفر “بي بي” خبرتها في حفر آبار المياه العميقة والتقنية، الشيء الذي يؤكد أن الحادثة الأخيرة لم تثنها عن إنجاز مثل هذه المشاريع. وتأتي هذه الاتفاقية بعد أسابيع قليلة من عقد “بي بي” صفقة أخرى مع شركة “روسنيفت” الروسية قوامها 7,8 مليار دولار للقيام بعمليات الحفر في المحيط المتجمد الشمالي، الشيء الذي مكن الشركة من الحصول على تراخيص لاستكشاف النفط في واحدة من أكثر مناطق النفط والغاز الرائدة في العالم.
واتسمت موافقة موسكو على وجه الخصوص بأهمية كبيرة خاصة وأن روسيا هي أكبر منتج للنفط في العالم اليوم.
وحاولت “تي أن كي – بي بي” وهي واحدة من شركاء “بي بي” الروسيين، الوقوف ضد إتمام الصفقة بحجة أنها تخرق الاتفاقات السابقة. ولم يخف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غضبه إزاء ما قدمته “بي بي” من تأكيدات كاذبة في أن الاتفاقية لا تتعارض مع تعاقدات “بي بي” مع شركائها الروسيين.
وفي أميركا قال محللو “وول ستريت” إن الشركة استفادت من التقرير الذي أعدته اللجنة الرئاسية التي أجرت تحقيقاً في حادثة التسرب حيث لم يلق التقرير بالمسؤولية على “بي بي” وحدها، بل تشاركها فيها شركة المقاولات “هالي بورتون” وشركة “ترانس أوشان” المالكة لبئر “ديب ووتر هورايزون”، وذلك في عدد من الأخطاء التي تسببت في الحادثة.
وقال ماتي تيتين نائب مدير شركة “آي أس أتش هيرولد” “بتوزيع الخطأ بين الشركات الأخرى، يمكن الاعتقاد بان “بي بي” لم ترتكب خطأ جسيماً، الاستنتاج الذي من شأنه أن يعمل على مضاعفة الغرامات في المستقبل”.
وذكر روبرت دودلي أن شركته توصلت إلى معايير سلامة جديدة بدأت تقطف ثمارها بالفعل. وأضاف أن الشركة تدخلت عدة مرات لوقف العمليات عند اكتشافها أن هناك ضرورة للقيام بعمل تصحيحي، كما أنها حرمت بعض المقاولين من عقود آبار لعدم توافقها مع معايير الشركة. وقال “عندما نكتشف مشكلة ما، نريد أن تكون لنا مقدرة وقف العمليات. كما أننا نكافئ الذين يقومون بذلك، وهذا جزء من سياسة التغيير التي ننتهجها الآن”.
نقلاً عن: إنترناشونال هيرالد تريبيون
ترجمة: حسونة الطيب