20 يناير 2009 01:15
تحظى القلاع والمناطق الأثرية في دولة قطر باهتمام بالغ من الجهات المختصة كما تلقى إقبالاً كبيراً من المواطنين الذين يرتادونها للتعرف على مناقب أسلافهم وحضارتهم الخالدة على الأرض التي بقيت منها هذه القلاع الشامخة والتي تعانق السماء والتاريخ ففيها الكثير من الذكريات التي لم تمر مرور الكرام في حياة الأجداد الذين بنوها كحارسة للأمجاد الكبيرة والثمينة في قلوبهم ودفعوا دمائهم حفاظاً على أوطانهم وتجمع هذه القلاع إرثاً جماً وتعتبر ذاكرة لحضارة محلية دامت سنيناً طويلة حتى جاء العصر الحديث وتمدن الناس وتركوا حياة الصحراء ومما لا شك فيه أن مثل هذه الآثار والاماكن الأثرية مهمة في وجدان الإنسان القطري وأي إنسان يفاخر بتاريخه حتى أمام ذاته ويعطيه تاريخه المجيد الدافع لأن يبقى عزيزاً وهذا عامل لإبقاء العزة حاضرة في عيون الشعب القطري الذي يفخر بإنجاز الأولين من أهلهم والذين سطروا في صفحات التاريخ قصص من البطولات والأمجاد التليدة ذات المآثر الحميدة والعظيمة ·
يتم الاهتمام بهذه القلاع من ناحية الحفاظ على إبقائها مثلما تم بنائها وتشييدها بغض النظر عن عمرها ومهما كانت السبل فإن الأهم هو بقائها بنفس الشكل كما يحصل لها ترميم مستمر وتحظى باهتمام بالغ النظير والمجال مفتوح لزيارتها في أوقات معينة يتاح فيها دخول هذه القلاع كي يطلع الزائرون على المعالم فيها وخصوصاً محبي الآثار والمختصون في هذا الجانب والدارسين والمبتعثين وتحقق هذه المعالم زيادة في نسبة الزائرين ومرتاديها بشكل ملحوظ ومستمر خصوصاً بعد أن انعكس الاهتمام بالمرافق والخدمات الموصلة إليها وتطوير المنشآت الخدمية وتوفير المواصلات والتركيز على الإعلان عنها والترويج السياحي لها بالإضافة إلى تنظيم رحلات منتظمة إليها بالنسبة للمواطنين والمقيمين وكذلك للسياح والضيوف الحضارين للمهرجانات والمؤتمرات وهذا كله مهم في هذه المرحلة بالذات حيث تشهد الدوحة نهضة عمرانية وتطور كبير على جميع الأصعدة وخصوصاً الثقافية والاقتصادية ووصلت إلى العالمية بهذه النهضة وتتواصل الجهود لجعل قطر متطورة اكثر فأكثر ولذلك فإن التاريخ والآثار الباقية تدل على عمق الحضارة والمجتمع القطري وكي تبقى الهوية والمجد حاضران في وجدان الناس والإعلام الذي ينقل صورة الدوحة في الماضي والحاضر كي يستطيع استشراف المستقبل ·
ولعل تشابه المعالم الأثرية القطرية يدل على أنها متقاربة في زمن عمرانها كما أنها تدل على أن هناك نظاما وشكلا معماريا معروفا ومميزا في قطر يميز القلاع القطرية عن باقي القلاع في كل الأصقاع فتبنى من الأحجار القوية وتكون الجدران عريضة وتشيد على الزوايا أبراج مراقبة وحراسة وفي الداخل الثكنات والقصور والغرف والممرات الموصلة بين كل الأجزاء من كل قلعة وتقع القلاع في أماكن متفرقة في قطر وتحديداً في الشمال والجنوب أيضاً ولا تزال هذه القلاع شامخة فارعة وشاهدة أمام التاريخ المستقبلي ومعالم أثرية لا يمكن أن يمر عليها الزائر مرور الكرام بل الجميع يرتادونها أو حتى يحبون التعمق في الاطلاع على تاريخها بالكامل
المصدر: الدوحة