عدد اليوم
أحمد مرسي (الشارقة)
زودت وزارة الصحة ووقاية المجتمع مركز القلب في مستشفى القاسمي في الشارقة بجهازين حديثين، يعتبران من الأجهزة الأحدث عالمياً، والتي تستخدم للمرة الأولى في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، أحدهما لعلاج تكلسات الشرايين القلبية، والثاني للتصوير الدقيق للشرايين.
وكشف الدكتور عارف النورياني، المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي ورئيس مركز القلب والقسطرة، أن الجهاز الأول «روتا برو»، من أحدث الأجهزة عالمياً التي تستخدم تقنيات حديثة جداً في علاج التحجرات «الكلس» في الشرايين، التي تمثل «الجيل الثاني» من هذه التقنيات المتطورة، حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي لضمان سرعة الأداء، ودقة العمل والتحكم، وتوفير الوقت والجهد.
وأفاد أن هذا الجهاز يعتمد في عمله على ثاقب يستهدف الجزء الذي يتم إجراء العملية فيه، بحجم من 1.25 مليمتر إلى 2.5 مم، ومن ثم يقوم بتفتيت التحجرات في الشرايين التاجية، ويصل سعر الثاقب الواحد لما بين 13 وحتى 20 ألف درهم، وأن هناك بعض الحالات قد تحتاج لثاقبين نظراً لشدة التكلسات بها.
وذكر النورياني، أنه تم إجراء 3 عمليات خلال يومين من خلال استخدام الجهاز الجديد، أجريت لثلاثة أشخاص، «مواطنان وشخص وافد»، تتراوح أعمارهم بين 50 عاماً و70 عاماً، وأن حالتهم الصحية مستقرة، موضحاً أن إجراء العملية بالجهاز الجديد يستغرق نحو نصف ساعة فقط.
وأشار إلى أن العمليات أجريت من خلال الفريق الطبي في المستشفى، وبحضور البروفيسور الفرنسي دكتور جان فاجاديت، والذي يزور المكان للمرة السادسة ضمن برنامج الأطباء الزائرين الذي تنظمه الوزارة في مجال التعليم الطبي المستمر، والذي يقوم على استقدام كوادر طبية عالمية جيدة من مراكز ومستشفيات متخصصة، لإجراء العمليات وفحص الحالات المرضية داخل البلاد وذلك بهدف تخفيف المعاناة المادية والمعنوية على المرضى دون تكلفتهم لعناء ومتاعب السفر، وكذلك لإعطاء الفرصة للكوادر المتخصصة داخل مستشفيات الدولة للإطلاع على الممارسات الحديثة والمتطورة والخبرات العالمية المتنوعة.
وقال النورياني: «إن مثل هذه الأجهزة تعتمد في تقنياتها على الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة من حيث صغر الحجم ودقة النتائج واختصار الوقت، كما يتميز بالتطوير في استخدام اليد للتحكم، بعد أن كان الجيل السابق يتم التحكم به باستخدام القدم واليد معاً، وبالتالي يكون تركيز الطبيب كاملاً على الحالة».
ونوه، إلى أن الجهاز الثاني، الذي زودت الوزارة به المستشفى، خاص بتصوير الشرايين التاجية من الداخل، ويسمى «أي لاب بولارس»، ويعتمد على تقنيات هي الأحدث عالمياً في التخصص، بالإضافة إلى سهولة الاستخدام، واختصار الوقت والجهد والسرعة، وسعة ذاكرة تخزين الصور ووضوح الصورة ودقتها، والتي تصل إلى 60 ميجا.
ولفت إلى أن الأجهزة الجديدة، تناسب الحالات التي تعاني من انسدادات مزمنة في الشرايين، وبالتالي لا يصلح فحصها باستخدام البالون العادي، وعليه يتم التعامل معها عن طريق الثاقب المدبب والتصوير الحديث، للتعرف على واقع الحالة، وبالتالي تركيب الدعامات القلبية.
وأكد النورياني أن قسم القلب في مستشفى القاسمي بالشارقة بات بالفعل، وبدعم من القيادة الرشيدة، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، من الأقسام الروبوتية العالمية، حيث يضم العديد من الأجهزة العالمية المتطورة جداً في مجال العلاجات القلبية، من بينها «هانسن» و«دافنشي» و«كوريندس»، حيث يتخصص «دافنشي» في إجراء عمليات القلب من دون تدخل جراحي، ويستخدم في تقنيات، منها زراعة شرايين، وترقيع واستبدال صمامات، بالإضافة إلى ترقيع وتصليح العيوب الخلقية في القلب، وتقدر قيمته المالية بـ13 مليون درهم، وجهاز «كوريندس»، الذي تصل قيمته المالية إلى ثمانية ملايين درهم، وهو الجهاز الـ21 على مستوى العالم، وللمرة الأولى يستخدم خارج الولايات المتحدة، ويمتاز بالدقة العالية في زراعة الدعامات القلبية، و«هانسن» في تقنية جديدة لعلاج الرجفة الأذينية، وتقدر قيمته بأكثر من 7.5 مليون درهم.
