أحمد البنك (القاهرة طرابلس، بنغازي)
قال اللواء فوزي المنصوري قائد منطقة الخليج العسكرية في ليبيا، وقائد محور عين زارة في معركة تحرير طرابلس، أن قوات الجيش الليبي تقوم بإعادة التمركز قبيل دخول وسط العاصمة، نافيا تراجع القوات المسلحة في محور عين زارة جنوبي العاصمة طرابلس. وأكد اللواء فوزي المنصوري في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، امس الجمعة، أن القوات المسلحة الليبية تتقدم بشكل جيد في محاور القتال المختلفة، لافتا إلى أن قوات الجيش الليبي تفصلها كيلومترات معدودة عن قلب العاصمة الليبية، وأوضح اللواء المنصوري أن طبيعة الأرض ووجود عوائق في معركة تحرير طرابلس تفرض طبيعة الخطة العسكرية المتبعة للقتال، مشيرا إلى أن قوات الجيش الوطني الليبي تقوم بتمشيط محور العزيزية وملاحقة ميليشيات مسلحة وجماعات إرهابية في المنطقة.
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري إن بلاده بحاجة لممارسة ضغوطات دولية على إيطاليا لإجبارها على سحب قواتها من مدينة مصراتة، متهما دول أجنبية باستخدام رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج لتحقيق مصالحها وهو سبب تمسكهم به واعترافهم الدولي بمجلسه الرئاسي، وأشار اللواء أحمد المسماري في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أمس، إلى أن الجنود الإيطاليين في الكلية الجوية يبلغ عددهم 400 جندي، لافتاً إلى أن روما تتذرع بأن الجنود برفقة المستشفى الإيطالي في مدينة مصراتة، لكن الحقيقة أن المستشفى تقدم خدمات طبية للميليشيات المسلحة وليس للأهالي الذين في حاجة لخدمات إنسانية، على حد قوله.
ولفت المسماري إلى وجود مقاتلين أجانب وإرهابيين في صفوف قوات حكومة الوفاق، مؤكدا أن الأجانب يقاتلون جنبا إلى جنب مع مليشيات إرهابية في ضواحي طرابلس، وذلك ببنادق قناصة متطورة وتمتلك تقنيات حديثة في الاتصالات اللاسلكية، ما يدل على وجود غرفة عمليات خلفية تقود العمليات لعرقلة تقدم الجيش الليبي، مضيفا «هذا إثبات بأنهم ليسوا مرتزقة بل وحدات منظمة تنظيما جيدا»، بدورها أكدت مصادر استخباراتية ليبية أن كتائب مسلحة في مدينة مصراتة تستعد لاقتحام مدينتي غريان وترهونة خلال الأيام المقبلة، وذلك بسبب موقف المدينتين الداعم لعملية الجيش الوطني الليبي لتحرير طرابلس من ميليشيات مسلحة وجماعات متشددة.
وأشارت المصادر في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى تحركات تقوم بها دول إقليمية ودولية لوقف إطلاق النار في طرابلس، شريطة تسليم الميليشيات المسلحة والجماعات المتشددة لأسلحتها، وهو ما يرفضه رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج .. وفي سياق متصل، بحث رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، آخر تطورات الوضع السياسي والأوضاع في ليبيا. وأكد رئيس الوزراء الإيطالي إن لا حل عسكري للازمة في ليبيا داعياً إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، مشيرا إلى أن إيطاليا ستبذل كل الجهود لإنهاء هذه الأزمة وحقن دماء الليبيين، وبدوره وصف وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، امس، الوضع الأمني في العاصمة طرابلس بالممتاز، وأن جميع مكونات الوزارة تنسق فيما بينها وتعمل على مدار الساعة.
وأعلن وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن بلاده بصدد استضافة اجتماع ثلاثي حول ليبيا لوزراء خارجية تونس ومصر والجزائر، مؤكدا أنه تم الاتفاق على عقد الاجتماع وتنتظر بلاده تحديد موعد الاجتماع، وأعلن وزير الخارجية التونسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم أمس، أنه يتم تباحث حول إمكانية دعوة دول الجوار الليبي الأخرى في المباحثات الثلاثية التي تقودها كل من تونس ومصر والجزائر لإنهاء الأزمة. بدوره أكد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، أن بلاده ترفض أي تدخل عسكري في ليبيا، مشددا على ضرورة العمل على دفع جميع الأطراف الليبية إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل وقف الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد.
وأكد وزير خارجية الجزائر على ضرورة أن تعمل دول الجوار الليبي، وكذلك الدول المعنية بالملف على فرض الحل السياسي لإنهاء الأزمة الليبية، مضيفا «جلوس الأطراف الليبية إلى طاولة المفاوضات هو الحل لوقف الاقتتال الدائر في بلادهم». فيما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، نزوح ما يقرب من 19 ألف مواطن ليبي خلال الاشتباكات التي تشهدها العاصمة طرابلس.