تسير الإمارات بخطى ثابتة وعزيمة راسخة لنشر الخير عملًا وقولًا وفعلاً.. فالخير في الإمارات متأصل في الجذور، ومغروس في النفوس، فالشخصية الإماراتية التي ترّبت على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، تمارس الخير وتنتهجه ضمن سلوكياتها وفي كل مواقفها، كما أن كل شبر من أرض إمارات الخير ينطق بالعطاء والخير وينبض بالأمل لجميع البشر، بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم أو عرقهم، فتدفق العطاء الممتد من هذا الوطن العزيز ووصل إلى الجميع دون تمييز.
ومنهج العطاء الذي تأسست عليه دولة الإمارات على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد سطر اسمه بأحرف من نور صانعاً للأمل والخير في مختلف بقاع الأرض، وعلى درب الوفاء والعطاء والنماء تسير قيادتنا الرشيدة مواصلة مسيرة الخير في أجمل وأنبل صورها لتتبوأ بذلك دولتنا العزيزة اليوم المركز الأول عالمياً في العطاء قياساً إلى الناتج الإجمالي، وهو مؤشر يدل على مدى إرادتنا وعزمنا على أن نقف بجانب كل المعوزين والمحتاجين ومساعدتهم بكل الطرق الممكنة.
ورفعت هذه الشيم والعزائم الإماراتية في العطاء راية الدولة الخيرة في كل مكان، وجعلت الجميع يقفون عرفاناً وامتناناً لما تبذله من جهود حثيثة لمساعدة المحتاج، ونصرة الضعيف في أي مكان من العالم.
ومن مبادرة «عام الخير» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» نستلهم معاني كثيرة، ونستشرف آفاقا جديدة تسهم من خلالها المؤسسات والأفراد في دفع مسيرة دولتنا التنموية في مختلف الميادين والمجالات، بترسيخها للمسؤولية المجتمعية في خدمة الوطن، وبثها لروح البذل والعطاء في نفوس الشباب، كما أنها ستكون أيضاً نبراساً للأجيال القادمة المحبة لوطنها، ودافعاً لهم على خدمة الوطن ومواصلة البذل في سبيل رفعته.
والثقة كبيرة جداً بنتائج هذا العام وحصيلته التي ستكون إيجابية للغاية، بإذن الله، فقد انخرطت في إنجاح هذه المبادرة مختلف الجهات، وسارع الأفراد أيضاً لتقديم كل ما من شأنه مساعدة الضعيف وإغاثة الملهوف ونشر قيم الخير والمحبة والأخوة الإنسانية الكريمة.
وإذا ما أردنا أن ندرك المعاني الجميلة التي جعلت الإمارات قيادة وشعباً تتسابق لإنجاح مبادرة «عام الخير» سنجد بلا شك أنها رغبة صادقة وعزيمة قوية لرد الجميل لوطن أعطى الكثير من دون مقابل، وينتظر منا الكثير، خاصة وأنه الوقت المناسب، والظروف الملائمة لإظهار التماسك والتكاتف المجتمعي، وترسيخ قيم التطوع والتكامل بين المؤسسات، ومن خلفها أبناء الإمارات الذين عاهدوا وطنهم وقيادتهم على العمل والبناء والانخراط في تحقيق قيم الخير والعطاء، ويجسد عام الخير أيضا رسالة محبة وتسامح ونماء، من قادة الإمارات، وشعبها المعطاء، من أرض الخير للعالم أجمع، من أجل تبني نموذج فريد في العطاء الإنساني والخيري الذي اعتادت الإمارات منذ عقود أن تكون نموذجاً أعلى له وداعمة لوسائله وبرامجه في كل مكان دون أن تفصلها عنه مسافات أو تحد من عطائها ظروف.
ويحسب للإمارات أنها أدركت ضرورة إعداد الاستراتيجيات والخطط الداعمة لاستدامة العطاء وتوحيد الجهود وتجديد العهود بالاستمرار في السير على طريق الخير، فعمدت إلى إيجاد الخطط التي تساهم في تعزيز العمل الخيري سواء داخل الدولة أو خارجها، من خلال الحرص على استدامة أطر عمل الخير والاستمرار في تطوير وتعظيم استفادة المتلقي من المشاريع الإنسانية الرائدة، فلم تدخر وقتاً ولا جهداً في البناء والتشييد والبذل والعطاء وتعليم المحرومين من العلم ليتمكنوا من النهوض بأنفسهم، وقيادة حياة كريمة تحت مظلة التلاحم والتكافل الوفاء والنماء والعطاء، بإذن الله.