السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسن رجب: التنويع والتجريب ضرورتان في فضاء المسرح المحلي

حسن رجب: التنويع والتجريب ضرورتان في فضاء المسرح المحلي
13 مارس 2012
يضع الفنان المسرحي حسن رجب حاليا اللمسات النهائية لمسرحية “من هب ودب” التي يدير فيها دفة الإخراج، بمشاركة مجموعة من الممثلين المعروفين بأدوارهم الكوميدية والجماهيرية والذين يتصدرهم الفنان سعيد بتيجا، والعرض من إنتاج مسرح رأس الخيمة الوطني وهو ضمن عروض المسابقة الرسمية للدورة القادمة من مهرجان أيام الشارقة المسرحية التي تنطلق فعالياتها في الثامن عشر من الشهر الجاري. وبالإضافة لإخراجه عرض “من هب ودب” يقوم رجب بأداء دور رئيسي في مسرحية “أخوان شما” المشاركة أيضاً في المهرجان وهي من إخراج الفنان إبراهيم سالم، وفي نفس الوقت يشرف حسن رجب هذه الأيام على الجوانب الفنية المتعلقة بمهرجان المسرح الجامعي المزمع إقامته في الثامن من شهر أبريل القادم. «من هب ودب» حول هذه الانشغالات المليئة بهاجسه الخاص في التجديد وتجريب أدواته الإبداعية المتنوعة، التقت “الاتحاد” بالفنان حسن رجب الذي تحدث عن تفاصيل هذه الانشغالات، ومدى تداخلها مع رغبته في توسيع رقعة الاهتمام بفن المسرح، وتأكيد حضوره الجماهيري والفني في المكان. وتحدث بداية عن إدارته لدفة الإخراج في عرض “من هب ودب” مشيرا إلى أن العرض تم إعداده باللهجة المحلية استنادا على نص بعنوان: “وراء الكواليس” للكاتب أحمد الماجد، وهو كما قال يعتبر من النصوص المميزة والمختلفة التي تتطرق للنقد المسرحي الذاتي، وتتناول شؤون وشجون الحركة المسرحية المحلية، خصوصا فيما يتعلق بالتفاصيل الخفية التي تحدث وراء الكواليس، ودخول المنتفعين والانتهازيين الذين لا يملكون وعيا مسرحيا كافيا إلى مجال فني وإبداعي تخصصي يحتاج لدربة وخبرة ومراس كبير، وبالتالي ــ كما أشار رجب ــ فإن جرأة العمل وفضاءه الشعبي وحسه الكوميدي، رغم الانتقادات القوية التي يتضمنها، شجعته على التصدي له، وتقديم عمل مسرحي يختلف في طرحه وتكوينه عن أعماله السابقة. وأضاف رجب بأن عرض “من هب ودب” انطلاقا من عنوانه يحاول الكشف عن الحيل والممارسات الغريبة التي يتبعها المتطفلون على المسرح من أجل حيازة الشهرة والمكاسب المادية، ومن دون أي اهتمام أو غيرة على المسرح نفسه، وعلى تأثيره وقيمته الجمالية العالية والرفيعة. وعن الأسلوب أو التكنيك الذي اتبعه لإيصال مضامين النص، أشار رجب إلى أنه اعتمد على مكونات المسرح الشعبي الكوميدي حتى لا يظل العمل أسيرا لإشكالية العرض الواحد خلال أيام الشارقة، فالعمل الكوميدي والجماهيري والمنفذ بطريقة متماسكة ــ كما أكد رجب ــ يمكن استثماره بحيث يضمن لنفسه الاستمرارية والتواصل مع الجمهور حتى بعد انقضاء مهرجان الشارقة، وبالتالي سيكون متاحا لأكبر شريحة ممكنة من محبي هذا النوع أو هذا النمط المسرحي المتلائم مع حاجة الجمهور للفرجة ومن دون إسفاف أو مبالغات زائدة. التنويع والتجديد وحول هاجس التنويع والتجديد الذي يلاحقه في كل موسم مسرحي وتأثير ذلك على تحديد أسلوب فني واضح ومتفرد يتبعه وينشغل به، أشار رجب ــالذي قدم العام الماضي عرض “السلوقي” الأقرب للمسرح الأسودــ بأن التجديد والتنويع هو نوع من التحرر الذي يخلّص الفنان من هيمنة القالب المنهجي الثابت، الذي يمكن أن يتحول مع مرور الزمن إلى نوع من التكرار وإتباع فلسفة أو اتجاه فني جامد حتى لو تم التعبير عنه بأساليب مختلفة، وأضاف رجب بأنه جرب عدة أساليب مسرحية مثل المونودراما والمسرح الراقص والمسرح الجماهيري والأوبريت وحتى التجريبي، لأنه ـ كما قال “لا يهاب الخوض في مغامرات مسرحية متعددة الأشكال والأنماط، لأنه لا يفكر في فشل هذه التجربة أو تلك، بقدر تفكيره في ضرورة البحث عن مسارات متباعدة تتيح له فرصة اكتشاف واختبار قدراته المسرحية سواء في الإخراج أو التمثيل”. «إخوان شما» وعن دوره في مسرحية “إخوان شما” للمخرج إبراهيم سالم المشارك أيضاً في أيام الشارقة المسرحية، أوضح رجب أنه يقدم في المسرحية دور الأخ الأوسط الذي يتطلب دوره في العائلة أن يكون هو المرجع والمثال الذي يجب اتباع تعاليمه خاصة مع أخيه الأصغر منه، وبالتالي فهو يدخل في صراع ونقاش حاد مع أخيه الأصغر الذي يتمرد على هذه الفكرة ويجد أنها لا تتناسب مع نمط حياته وتفكيره، وأضاف رجب بأنه سيقدم دورا يميل أكثر للتراجيديا رغم بعض القفشات والمواقف الكوميدية التي يضيفها لفضاء العرض عموما. وعن إشرافه على أحد العروض المشاركة في مهرجان المسرح الجامعي القادم، أشار رجب إلى أنه وبتكليف من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ـــ الجهة المنظمة للمهرجان ــ فإن دوره يتمثل هذا العام في الإشراف على عمل بعنوان “سنة رابعة” من تأليف مرعي الحليان، وبمشاركة طالبات من جامعة الإمارات في العين. وأوضح رجب أن إشرافه على هذا العرض يدخل في إطار تعزيز وتطوير أداء المشرفين والممثلين في جامعات الدولة من أجل تكوين قاعدة مسرحية تحقق الاستمرارية والتجدد للبنية المسرحية في الإمارات، ومن هنا ــ كما أشار ــ فإن المسرح الجامعي يعتبر كيانا أساسيا ويجب التركيز عليه لأنه يضم الكثير من المبدعين الشبان من الجنسين والذين يمكن الرهان على قدراتهم ومواهبهم لتعزيز وجود المسرح وتأكيده حضوره ودورة في وعي وثقافة وذائقة الأجيال المسرحية في المستقبل.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©