عصام أبو القاسم (الشارقة)
في إطار البرنامج الثقافي المصاحب للدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي استضاف قصر الثقافة، مساء أمس الأول، ندوة فكرية تحت عنوان «خصائص النص المسرحي المدرسي: مضموناً وشكلاً»، وركزت مداخلاتها على إبراز وتحديد سمات الكتابة المسرحية الموجهة لتلامذة المدارس، من ناحية موضوعاتها، حبكتها، شخصياتها، لغتها، ملفوظها الحواري، طولها وقصرها.
الندوة التي حضرها أحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة في حكومة الشارقة ـ الجهة المنظمة، قدمتها الفنانة المصرية منى سليمان، وتحدث في مستهلها الكاتب والناقد السوري هيثم الخواجة، الذي تطرق إلى مقومات النص المدرسي الفنية وهويته المضمونية، وقال إن من الخصائص المهمة التي ينبغي أن يلتزمها النص المسرحي المدرسي أن تكون «فكرته واضحة، مشوقة وذات مغزى وأهداف تسهم في تطور الطالب وتقنعه، ومن الضروري أن يكون الصراع واضحاً بين الخير والشر، سواء أكان صريحاً بين فئة وأخرى أم صراعاً ذاتياً».
وفي مداخلته، تطرق الدكتور حبيب غلوم إلى أهمية ابتكار طرائق جديدة في التأليف المسرحي المدرسي، مثل إشراك الطلاب في كتابة النصوص، مشيراً إلى أن «الصغار» يدركون عالمهم ولديهم أفكارهم الخاصة، كما دعا غلوم المشرفين على النشاط المسرحي في المدارس إلى تجنب «إعطاء الطلاب أدواراً لا تناسبهم في العروض التي يشاركون بها كدور الأب أو الأم..إلخ».
من جانبه، تحدث المخرج العراقي كريم رشيد عن تجربة المسرح المدرسي في السويد، حيث يعيش ويعمل، مستعرضاً المناهج المتبعة في التأليف بصفة خاصة، وقال في هذا السياق إنه لاحظ «أن ما يقدم اليوم لطلاب المدارس هو ذاته الذي كان يقدم قبل أربعة عقود، فكأن هناك إعادة لما تم تقديمه». وتحدث رشيد عن تطور ذهنية أطفال هذا العصر، داعياً إلى مراعاة تأثيرات التكنولوجيا الحديثة في توسيع مدارك الصغار، وقال إن «الكبار يعتقدون أنهم أدرى من الأطفال وهذا مجرد وهم». وتابع قائلاً: «طفل اليوم ليس في حاجة إلى حكايات الحيوانات الشريرة والخيرة وسواها من القصص النمطية والمستهلكة».
وفي ختام مداخلته تحدث المخرج العراقي عن صيغة حديثة في التأليف المسرحي المدرسي لا تعتمد على الكتابة النصية بصيغتها التقليدية، ولكن كـ«حكايات يتم تأليفها من قبل التلاميذ أثناء البروفات». مشيراً إلى أننا «كتربويين ليس همنا العرض المسرحي في حد ذاته ولكن طريقة إعداده».
وقالت الفنانة اللبنانية سوزان أبو علي إن «النص المسرحي المدرسي يجب أن يلتزم المعايير التي تراعي أعمار الطلبة في المراحل المدرسية الثلاث، وأن يلتزم شروط العرض المدرسي وأن يأتي متسقاً مع العملية التربوية، وأن يتسم بالقصر ويسهل تجسيده ويتضمن ما يحرّك مشاعر الطلبة، ويتوسط لغة بسيطة». وفي مداخلتها قالت الإعلامية اللبنانية مارلين سلوم إن «المسرح المدرسي هو سلاح»، وإن من المهم أن يتعلم الطلبة أسس المسرح ولكن ليس بالضرورة في شكل احترافي، كما تحدثت سلوم عن أهمية استلهام المستجدات التقنية في مجال المسرح المدرسي وتقديمها في إطار حداثي. من جانبها، تحدثت الفنانة التونسية خليدة شيباني عن تجربتها كمدربة في المسرح المدرسي، وقالت في هذا السياق: إن المسرح المدرسي ينبغي أن ينبع من الوسط الطلابي وألا يكون تلقينياً. وفي ختام الندوة شاركت ثلة من المشرفين على الأنشطة المسرحية بتعليقات ومداخلات على الأوراق المقدمة، قبل أن يقدم أحمد بورحيمة شهادات الشكر والتقدير للمشاركين.