القطاع السياحي ينمو رغم الأزمات ومعدل إشغال الفنادق يتجاوز 80%

واصل القطاع السياحي في أبوظبي نموه وحفاظ على مستواه في النصف الأول من العام الحالي رغم الأزمات، ليحقق القطاع الفندقي معدل إشغال يتراوح بين 80 إلى 90%، إلى جانب نمو مستمر في قطاع الطيران والمطارات، بحسب هيئة أبوظبي للسياحة. وعززت هيئة أبوظبي للسياحة تواجدها في المحافل الدولية العام الحالي، بحيث تشارك ابتداء من شهر سبتمبر في 10 معارض دولية عالمية تعقد خارج الدولة بعد أن شاركت في 7 معارض منذ بداية العام، ليصل مجموع المعارض التي تشارك بها الهيئة إلى 17 معرضا مقارنة بنحو 11 معرضا العام الماضي. أما الفعاليات التي تنظمها أو ترعاها الهيئة، فمن المتوقع أن تنظم أو ترعى نحو 22 فعالية العام الحالي مقارنة بـ12 فعالية العام الماضي، بحسب فيصل الشيخ مدير الفعاليات في الهيئة. وأوضحت الهيئة أن تلك التطورات «تؤكد ما أنجزته هيئة أبوظبي للسياحة خلال العام الحالي، إلى جانب شركائها بالقطاع، الأمر الذي دعم تماسك القطاع في وجه الأزمات وعمق موقع أبوظبي في الخريطة السياحية العالمية». وتتحقق تلك الإنجازات، من خلال التعاون والمشاركة مع جميع الشركاء في القطاع، فالفنادق حافظت على معدلات إشغال مرتفعة خلال العام الحالي، وحققت نموا في أرباحها رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية، بحسب مسؤولين ومستثمرين في القطاع أكدوا أن مشاريعهم ستزيد عدد الغرف الفندقية في أبوظبي. وبحسب أرقام الهيئة، من المتوقع أن يبلغ عدد الغرف الفندقية 25 ألف غرفة بحلول العام 2012. مشاركات الهيئة شاركت الهيئة في شهر فبراير الماضي في معرض في ميلان بإيطاليا، وفي شهر مارس في برلين بألمانيا، وفي شهر أبريل في معرض المؤتمرات والحوافز في أبوظبي، وفي شهر مايو اشتركت في معرض ATM في دبي وفي معرض في فرانكفورت بألمانيا. وبعد ذلك، شاركت الهيئة في شهر يونيو في معرض بهونغ كونغ وفي شنغهاي. وستشارك الهيئة في شهر سبتمبر المقبل في معرض بشنغهاي وفي طوكيو وروسيا ثم ستشارك في شهر أكتوبر بريميناي في إيطاليا وبعدها في سنغافورة، أما في شهر نوفمبر ستشارك في معرض بلندن ثم بمعرض آخر في الصين. وتختتم العام الحالي مشاركتها في ديسمبر بمعرضين أحدهما في برشلونة والآخر في فرنسا. ونظمت الهيئة خلال العام الحالي ورعت عدداً من الفعاليات الهامة محليا ودوليا مثل «استعراضات العين الجوية» وبطولة أبوظبي للجولف ومهرجان فنون الطهي ورالي أبوظبي الصحراوي ومسابقة ريد بول الجوية ومهرجان صيف في أبوظبي، وبطولة أبوظبي للجولف للناشئين وبطولة أبوظبي للمغامرة والتحدي. ومن الفعاليات الأخرى التي حفلت بها أجندة أبوظبي ماراثون تيري فوكس ومعرض أبوظبي للكتاب ومهرجان أبوظبي للموسيقى والفنون ومهرجان الغربية للرياضات المائية ومهرجان الظفرة لمزاينة الإبل ومهرجان ليوا للرطب. ومن الفعاليات التي ستقام في الفترة المقبلة، المعرض الدولي للصيد والفروسية ومهرجان موسيقى أبوظبي الكلاسيكية، ومهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، وجائزة طيران الاتحاد الكبرى للفوميلا وان في نوفمبر، فضلا عن المعارض التي سيحتضنها مركز أبوظبي للمعارض. مركز المعارض يستضيف مركز أبوظبي للمعارض أكثر من 75 فعالية العام الحالي، ليرتفع عدد زواره إلى 1.8 مليون شخص، بزيادة نسبتها 20% مقارنة بالعام الماضي، والذي استقبل المركز خلاله 1.5 مليون زائر، بحسب توقعات سابقة لـ «أدنيك». وتمتلك شركة أبوظبي الوطنية للمعارض «أدنيك»، ثلاثة فنادق في مشروع كابيتال سنتر، وهي «حياة آت كابيتال سنتر» في برج «كابيتال جيت»، وفندقي «ألوفت» و»إليمنت» التابعين لمجموعة ستاروود، ويقدر حجم الاستثمار في مشروع «كابيتال سنتر» بحوالي 8 مليارات درهم. وخصصت الشركة 2.2 مليار درهم من هذا المبلغ للفنادق الثلاثة التي تنجز في العام 2011. وفيما يتعلق بالقطاع الفندقي، قال سيف الجاهري رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي الوطنية للفنادق لـ «الاتحاد» إن معدل نسب إشغال الفنادق منذ بداية العام ولغاية الآن يتجاوز 80%، محافظا على معدله رغم الأزمة المالية العالمية وانعكاسات فيروس «H1N1» المعروف باسم مرض انفلونزا الخنازير. وتراوحت نسب الإشغال في الفنادق خلال عام 2008 بين 85 و90% معظم أوقات السنة، بحسب عاملين في القطاع. وأكد الهاجري أن أرباح الشركة نمت بنسبة 17% في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي ما يؤكد نشاط الحركة على الفنادق. وحققت شركة أبوظبي الوطنية للفنادق أرباحا صافية في النصف الأول من العام الحالي بلغت 324,2 مليون درهم، فيما بلغت إيراداتها 950.6 مليون درهم. وأرجع الهاجري هذا النمو إلى توسع الفعاليات في القطاع والقطاعات الرديفة، مثل «الاتحاد للطيران» وهيئة أبوظبي للسياحة ومركز المعارض. فنادق فيما يخص الفنادق الجديدة، قال الهاجري إن الشركة تنشئ حالياً فندق «جي دابليو ماريوت» والذي سيضم أكبر عدد من الغرف، يبلغ 700 غرفة، متوقعا أن ينجز بالكامل في الصيف المقبل. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تضيف الشركة أكثر من 1000 غرفة فندقية إلى أبوظبي خلال السنوات الثلاث المقبلة مشيرا إلى أن الشركة تعتزم تشييد مشاريع فندقية باستثمارات تصل إلى 4 مليارات درهم. كما بدأت الشركة بإنشاء فندق بارك حياة السعديات والذي من المؤمل افتتاحه في بداية عام 2011، حيث إن هذين الفندقين سيشكلان إضافة مهمة في قطاع الضيافة في أبوظبي والمنطقة ككل. وكان مسؤولون في القطاع الفندقي أشاروا إلى أن فنادق العاصمة استفادت خلال الربع الثاني من النشاط المسجل في شهر أبريل ومايو الماضيين، حيث تجاوزت نسب الإشغال خلالهما 85%، قبل بدء موسم الصيف الذي عادة ما تتراجع خلاله نسب الإشغال الفندقي في الإمارة إلى نحو 70%. وكان ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة فنادق روتانا قال إن «معدل نسب الإشغال بلغ خلال الربع الثاني من العام الحالي 85% .. القطاع لم يتأثر بالأزمة المالية العالمية». وزاد «شهر مايو كان ممتازا من حيث نسب الإشغال». وأوضح النويس أن نشاط قطاع الأعمال والمؤتمرات والمعارض في أبوظبي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي رفع من نسب إشغال الفنادق لتتجاوز الـ85%. وقال سايمون وليام ستامبر المدير العام الإقليمي لفنادق الانتركونتينتال /أبوظبي والعين إن المجموعة حققت أرباحا ونمواً في معدلات الإشغال في أبوظبي منذ بداية العام الحالي لغاية الآن رغم الأزمة المالية العالمية. السياحة الخارجية لكن مع تداعيات الأزمة المالية العالمية، التي تبعها انتشار مرض انفلونزا الخنازير، تأثرت السياحة الخارجية خلال الصيف الحالي، وتباينت آراء مسؤولين في القطاع بين الاستقرار أو التراجع في مستويات الحجوزات للسياحة الصادرة. بيد أن مطار أبوظبي واصل تسجيل معدلات نمو قياسية نسبة لأوضاع قطاع الطيران عالمياً، إذ ارتفع عدد الركاب بنسبة 8.1% خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، بحسب آخر تقرير صادر عن شركة أبوظبي للمطارات «أداك». وكان مدير عام هيئة الطيران المدني سيف السويدي أكد أن قطاع الطيران شهد نموا مطرداً منذ بداية العام، متجاهلا تداعيات الأزمة المالية. وتخطى نمو حركة الطيران في مطارات الدولة خلال النصف الأول من العام الجاري العديد من دول العالم، لتحتل الإمارات مركزا متقدما من حيث النمو في الفترة من يناير إلى يونيو 2009، بنسبة 7.6%، في الوقت الذي ما زالت تتراجع فيه الرحلات في العديد من المناطق، خصوصا أوروبا وأميركا. وسجلت الحركة الإجمالية للشهور الستة الأولى من العام الجاري 279 ألفا و608 رحلات، مقابل 259 ألفا و721 رحلة في الفترة المماثلة من العام الماضي 2008، بزيادة 19 ألفا و886 رحلة، بمعدل نمو 7.6%، بما يزيد على ضعف معدل النمو العالمي لاتحاد شركات الطيران العالمي «اياتا»