أقتبس من مطلع قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي قم للمعلم وفه التبجيلا.. وبتصرف مني لأقول، «قم للمحسن وفه التبجيلا.. كاد المحسن أن يكون رسولا».. فذلكم هو المحسن وتلكم هي أياديه البيضاء فهل يوجد في الدنيا من يضاهي شرف عمله ومروءته؟
ولنحاول في رمضان التخفف والتخفيف.. التخفف مما قد يثقل جيوبنا والتخفيف عن أخوة لنا فقدوا كل شيء ولم يبق لهم من شيء سوى أفئدة المحسنين تهوي إليهم وتهم بهم وإليهم، أولئك المشردون الذين فقدوا الأهل والأقارب وفقدوا الدار والوطن والأحباب يفترشون الأرض ملتحفين السماء في شهر رمضان، فليس من سعادة لو تعلمون أفضل من الأنفاق على أخوة لنا، بحاجة إلينا، يتطلعون نحونا، فلنسموا فوق شهواتنا ولنقتسم معهم بعض من موائد أفطارنا.
فهذا الواقع جديد علينا فلنتعامل معه بروح المحبة والتضامن، ففي الأمس القريب لم نعلم وعلى امتداد ربوع عالمنا العربي بوجود الجياع والمشردين، ولكنها اليوم أصبحت واقعاً، وظاهرة تطل علينا بالصوت والصورة، وكل يوم وكل ليلة لتذكرنا أنهم نحونا بأبصارهم يشخصون، وبأذرع أطفالهم الهزيلة الممدودة يتضرعون، فلنتنادى لنجدتهم ونهب لمعونتهم ولنقتسم معهم اللقمة والزاد، ونرسل لهم مما عندنا وما زاد.. فطوبى وألف سلام للمحسنين.
مؤيد رشيد