روح المها العربية تعود إلى جسد الصحراء في الأردن

كان الجميع على موعد صباح الأربعاء الماضي في وادي رم بالعقبة مع تدشين مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإعادة توطين المها العربية في مناطق انتشارها الطبيعية بالأردن، حيث تم إطلاق 20 رأساً من حيوانات المها العربي، منها 8 ذكور و12 أنثى. وقد تجمع الإعلاميون الذين بلغ عددهم حوالي 40 صحفياً في استراحة وادي رم، حيث ترأس وفد الإمارات محمد أحمد البواردي، أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والعضو المنتدب لهيئة البيئة، أبوظبي، وضم الوفد علي محمد بن حماد الشامسي، سفير الدولة لدى المملكة الأردنية الهاشمية، وماجد المنصوري الأمين العام للهيئة، ومحمد خلف المزروعي رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والمهندس حسني أبو غيدا رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وعبدالناصر الشامسي، مدير إدارة البيئة البرية في هيئة البيئة في أبوظبي، وممثلين عن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، ووكالة المعونة الأميركية، بالإضافة إلى وجهاء وشيوخ عشائر منطقة وادي رم. وقد زودت حيوانات المها جميعها بأجهزة ترقب ورصد متطورة لمتابعتها ورصد تحركاتها عبر الأقمار الاصطناعية، حيث تمت عملية تركيب الأجهزة وفق أعلى المستويات وأحدث التقنيات العلمية، وقد اعتبرت عملية عودة المها إلى مناطقها بمثابة عودة الروح إلى الجسد، ولم يدخر شعراء من عشائر المناطق الصحراوية جهداً في وصف جهود الإمارات الحثيثة من أجل تحقيق الاستدامة البيئية. كانت عملية الإطلاق هامة ومثيرة بالنسبة للجميع، حيث اتجهت القلوب إلى السياج المؤقت الذي أقيم من أجل حصر الحيوانات في مكان مناسب، وعندما فتح الباب توقفت المها قليلاً قبل الانطلاق بسبب سماعها لأصوات البشر من حولها، وقد علا التصفيق المكان إثر خروجها تباعاً، وسادت لحظات من الفرح والبهجة وجوه الحاضرين، فيما ينتظر الجميع نتائج هذه العملية خلال الفترة القادمة. لم تقتصر جهود دولة الإمارات، التي ترأس اللجنة التنسيقية لصون المها العربية، على العناية بهذا الحيوان الرائع ورعايته داخل الدولة، بل تعدت ذلك لتشمل دول المنطقة من خلال تبني مشاريع إقليمية، منها مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لإعادة توطين المها العربي في منطقة رم الطبيعية، حيث تقوم الهيئة بموجب الاتفاقية بدعم وتمويل مشروع يمتد لمدة ثلاث سنوات، وبتكلفة إجمالية تصل إلى نحو مليون ومائة ألف دولار أميركي.