السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أوير مابيل.. سوداني في منتخب أستراليا

أوير مابيل.. سوداني في منتخب أستراليا
13 يناير 2019 00:02

منير رحومة (دبي)

من مخيم اللاجئين بكينيا، وأهوال الحرب في جنوب السودان، إلى عالم الشهرة والنجومية في أستراليا، محطات متناقضة، ومشاعر متباينة، عاشها أوير مابيل مع المعاناة والفقر، خاصة عندما كان يلعب الكرة في المخيمات بكينيا، حتى حصول أسرته على حق اللجوء إلى أستراليا عام 2006، حيث بدأت صفحة جديدة في حياته، بانضمامه إلى نادي بلايفورد سيتي، ثم تدرج عبر عدد من الأندية الأسترالية مثل كامبيل تاون وأديلايد، قبل أن يحترف في الدنمارك.
يقول أوير مابيل: «كل هدف أسجله في المباريات هو هدية لوالدتي التي ضحت كثيراً من أجل أسرتنا، وعاشت ظروفاً قاسية وحياة صعبة، من أجل إنقاذنا، ونقلنا إلى عالم أفضل».
وأضاف: «أعتز بأصولي السودانية، وحياتي التي عشتها في مخيمات اللاجئين، حيث ولدت هناك وقضيت عشر سنوات، قبل أن أنتقل إلى أستراليا، وتتغير حياتي بفضل تضحيات والدتي»، وأكد بأن ما عاشه من ظروف صعبة في المخيمات ساهم بقدر كبير في تكوين شخصيته القوية، ودفعه للنجاح، وتحقيق أهداف كبيرة مثل أن يصبح لاعب كرة قدم، ويحقق مسيرة ناجحة في الملاعب.
وقال أيضاً: «لم أزر السودان في حياتي، لكنني أفخر بأصولي وسأعود إليها يوماً كمدرب، لأساهم في تطوير الكرة بها وتقديم ما يمكن تقديمه للأجيال الصاعدة».
وأشار إلى أنه لن ينسى أصوله، ودائماً يتواصل مع العائلة والناس، ويسعى جاهداً من خلال المنظمات الخيرية إلى تقديم كل ما يمكن فعله لمساعدة الشباب.
وفي نفس الوقت يرى مابيل أن اللعب لمنتخب أستراليا فخر كبير، حيث يعيش لحظات سعيدة بالتواجد مع أحد أكبر المنتخبات ليس فقط في آسيا وإنما في العالم، معتبراً أن شهر أكتوبر الماضي كان نقطة تحول في حياته باستدعائه للمرة الأولى إلى منتخب «الكنجارو».
أما عن هدفه الأول على المستوى الدولي الذي سجله أمس الأول، فعبر مابيل عن سعادته الكبيرة بإحراز الهدف الثاني في مرمى فلسطين، ومساعدة منتخب بلاده على الفوز والعودة إلى طريق النتائج الإيجابية، كما اعتبر أن الهدف الدولي الأول له هدية جديدة لوالدته التي تسعد كثيراً بتألقه ونجاحه في مشواره الكروي، خاصة أنه لم يمض على انضمامه للمنتخب الأسترالي سوى أشهر قليلة.
وعن تأقلمه مع أجواء المنتخب الأسترالي، أوضح مابيل أن الانسجام كان سريعاً، خاصة مع انضمام بعد العناصر الجديدة في نفس الوقت، بالإضافة إلى تعاون الجميع من أجل النجاح والدفاع عن سمعة الكرة الأسترالية للاحتفاظ باللقب القاري.
وأشار إلى أن مباراة أمس الأول تعتبر نقطة انطلاقة المنتخب الأسترالي في البطولة، لأنها أعادت الثقة إلى اللاعبين ومنحتهم دفعة قوية لتقديم حقيقة إمكاناتهم، وتطوير الأداء والمستوى في بقية المشوار، مؤكداً أن الجماهير ستنتظر عروضاً قوية واستفاقة «الكانجارو» في بقية المشوار.
وعن دوره في خط الهجوم يرى أن التفاهم بينه وبين بقية زملائه أثمر عن تفعيل الجانب التهديفي وتسجيل ثلاثة أهداف، متمنياً أن يستمر تطور الأداء، وأن يحقق المنتخب الأسترالي الفوز على سوريا في الجولة المقبلة ليحسم بطاقة التأهل إلى الدور المقبل.
وشدد على أن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخب جريح لم يحقق أي فوز حتى الآن، مما يتطلب تركيزاً عالياً وجديةً كبيرةً لمواصلة العروض الإيجابية وحصد النقاط الثلاث. وأوضح مابيل أن البطولة تشهد مستويات قوية وظهوراً مفاجئاً لبعض المنتخبات الجديدة، الأمر الذي جعل الفوارق تبدو بسيطة، ولا يوجد منتخب صغير، حيث أكد أن كل المنتخبات تملك فرصة المنافسة، مما يشعل الحماس ويفرض على الجميع بذل أقصى ما عندهم للفوز وحصد النتائج الإيجابية، مشدداً على أن التركيز حالياً منصب على الدور الأول فقط.

التجربة الدنماركية
عن احترافه في الدوري الدنماركي أكد مابيل أنه حلم جميل باللعب في إحدى الدول الأوروبية، واعتبر أن الدوري الدنماركي من أقوى الدوريات في القارة العجوز، وهو حريص على الانضمام إلى مدرسة كروية كبيرة تساعده على تطوير مستواه والارتقاء بموهبته، على أمل أن يصل إلى مراتب أعلى، وشدد على أنه يملك طموحات كبيرة في عالم المستديرة، وأنه لا يزال في بداية مسيرته الكروية، ويطمح إلى الاستفادة من كل المحطات التي يخوضها، سواء مع أندية أسترالية أو أوروبية، معترفاً أن الدوري الإنجليزي يبقى أحد أهدافه في المرحلة المقبلة بما يتميز به من إثارة وتشويق، وتواجد نخبة من أشهر اللاعبين والمدربين في العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©