16 مارس 2011 00:24
قُتل مسلح وأصيب جندي أمس باشتباكات بين قوات الأمن اليمنية ومعارضين من رجال القبائل بمحافظة الجوف شمال شرقي البلاد.
وقال وكيل محافظة الجوف منصور عبدان لـ”الاتحاد” إن “مسلحا من أحزاب (اللقاء المشترك) قتل في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار المعارضة المسلحين الذين يسيطرون على مبنى المجمع الحكومي” بالمحافظة. وأشار إلى أن الاشتباكات أسفرت أيضا عن إصابة شخص آخر، متهما أنصار المعارضة بالسعي إلى السيطرة على بقية المقار الحكومية في الجوف، على بعد 143 شمال شرقي العاصمة صنعاء.إلا أنه أكد أن قوات الأمن “ستتمكن” من هزيمة المسلحين المعارضين “والسيطرة” مرة أخرى على المقار الحكومية في مدينة الحزم، مركز الجوف القبلية.
من جهته، قال بدر أبو صقره، وهو أحد أبناء مدينة الحزم، لـ”الاتحاد” إن القتيل يدعى محمد شريان، وهو من أنصار (اللقاء المشترك)، وينتمي إلى قبيلة “همدان”، إحدى قبائل الجوف المشهورة، لافتا إلى أن المصاب “أحد أفراد حراسة وكيل المحافظة منصور عبدان”. وأضاف: “الوضع مرشح للتأزم.. والاشتباكات لا تزال مستمرة”، مؤكدا أن مسلحي “اللقاء المشترك” يسيطرون بالكامل على مقر المجمع الحكومي. وبمقتل شريان، يرتفع إلى 48 عدد قتلى الاحتجاجات الشعبية في اليمن، المطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، منذ 11 فبراير الماضي، حسب إحصائية منظمة حقوقية يمنية غير حكومية. وكانت منظمة “منتدى الشائق العربي لحقوق الإنسان”أعلنت، الاثنين، مقتل 47 شخصا منذ اندلاع الاحتجاجات في اليمن، وحتى الأحد الماضي، بينهم 32 قتلوا في مدينة عدن، التي تشهد أعنف الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن اليمنية.
في غضون ذلك، شيع عشرات آلاف اليمنيين بمحافظة إب (وسط) أمس جثمان الناشط عوض السريحي، أول ضحايا الاحتجاجات الشبابية بالعاصمة صنعاء، والذي قتل برصاص مسلحين موالين للرئيس صالح، هاجموا المعتصمين قبالة جامعة صنعاء في 22 فبراير الماضي.وردد المشيعون هتافات مطالبة بـ”إسقاط النظام”، ومعاقبة المسؤولين عن “الجرائم” ضد المعتصمين في مختلف المدن اليمنية. وقد تحولت مراسيم التشييع إلى مسيرة طافت شوارع مدينة إب، حسبما أفادت وسائل إعلام يمنية.
وفي سياق الاضطرابات التي يشهدها اليمن، فجر مسلحون من رجال القبائل، الليلة قبل الماضية، خط أنبوب نفطي رئيسي، بمحافظة مأرب، الغنية بالنفط، على بعد 173 شمال شرق العاصمة صنعاء. وقالت مصادر قبلية وصحفية يمنية لـ«الاتحاد» إن التفجير وقع في منطقة “آل شبوان” بوادي مأرب، واستهدف خط الأنبوب الذي ينقل النفط من منطقة صافر، إلى محافظة الحديدة الغربية الساحلية.وليست هذه المرة الأولى التي يعرض فيها هذا الأنبوب للتفجير، حيث تعرض لأكثر من ثلاث عمليات تفجير منذ مقتل نائب محافظ مأرب جابر الشبواني، في غارة جوية استهدفت موقعا مفترضا لتنظيم “القاعدة” في “وادي مأرب”، أواخر مايو الماضي.
وعزت المصادر هذا التفجير إلى “خلاف” بين أسرة الشبواني و”اللجنة الرئاسية” التي شكلها الرئيس صالح العام الماضي لإنهاء الأزمة التي نشبت إثر مقتل الشبواني الزعيم القبلي البارز في مأرب.وأفاد الصحفي بمدينة مأرب محمد الجداسي، السلطات اليمنية “لم تتمكن بعد من إصلاح الضرر”، وأن “سحبا من الدخان لا تزال تتصاعد” من مكان التفجير، مستبعدا إمكانية إصلاح خط الأنبوب حاليا “بسبب تدهور الأوضاع الأمنية” خصوصا مع سيطرة المحتجين على المجمع الحكومي في مأرب، الاثنين الماضي. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين يمنيين قولهم إن رجالا من القبائل اليمنية “منعوا فنيين”، أمس الثلاثاء، من إصلاح الأنبوب النفطي.
وقال المسؤولون إن النيران “مازالت مشتعلة “ في خط الأنابيب الذي تعرض لتفجيرات متكررة في الشهور الأخيرة. وأعلنت مجموعة “أو.ام.في” النمساوية للطاقة، أمس الثلاثاء، أنها لن تستطيع نقل النفط عبر خط أنابيب تصدير يمني ليومين أو ثلاثة أيام وذلك لحين إصلاحه بعد تعرضه لحادث.
المصدر: صنعاء