أحمد البنك، الاتحاد (القاهرة، بنغازي)
شهدت غالبية محاور القتال في العاصمة الليبية طرابلس هدوءاً حذراً بعد إعلان قيادة الجيش الليبي انطلاق المرحلة الثانية من عملية «طوفان الكرامة». وقال مصدر عسكري في قيادة الجيش الليبي في تصريحات خاصة، أمس الثلاثاء، إن طيران الجيش استهدف تمركزات للمليشيات المسلحة في منطقة الهيرة، مؤكداً أن القوات المسلحة قامت بانسحاب تكتيكي لتمكين الطيران من استهداف المسلحين، وتمسك قوات الجيش بالقتال في المحور، الذي يعد خط الإمداد الرئيسي للجيش الليبي من غريان إلى السواني.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن ميناء مصراتة البحري، غربي البلاد، استقبل سفينة شحن إيرانية مفروض عليها عقوبات دولية تحمل أسلحة وإرهابيين في مدينة مصراتة، مؤكداً أن السفينة الإيرانية لها سوابق في بيع السلاح للإخوان والجماعة الليبية المقاتلة، مضيفاً «هذه السفينة تحمل أسلحة ومعدات عسكرية لإرهابيين في مصراتة». وكانت سفينة تحمل العلم الإيراني ومملوكة لشركة (إي أر إس أل) المدرجة على قائمة العقوبات الأميركية قد وصلت إلى مصراتة، الثلاثاء، وهي شركة مملوكة للحرس الثوري الإيراني، وتورطت الشركة المذكورة أكثر من مرة في نقل أسلحة وذخيرة لمسلحين في سوريا والعراق.
وتخضع مصراتة لسيطرة حكومة الوفاق الوطني وتتواجد بها غالبية إخوانية، وشكلت المدينة تحالفاً عسكرياً مع طرابلس بدعم من تركيا وقطر، لعرقلة عملية الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة. وأكد المسماري في تصريحات خاصة للاتحاد، الثلاثاء، إلى أن تركيا دفعت ببوارج حربية إلى شواطئ طرابلس، وكانت تخطط لتدخل عسكري في طرابلس، إلا أن موقف المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، دفع أنقرة لمراجعة حساباتها، موضحاً أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، لا يستطع التحرك منفرداً في ظل مراقبة المليشيات المسلحة لتحركاته في الفترة الأخيرة. وتعليقاً على الاجتماع الأفريقي للترويكا في القاهرة حول الأزمة الليبية، أشار اللواء أحمد المسماري إلى أن مصر تعي تماماً ما يجري في الدولة الليبية، مؤكداً أن الخطوات التي تقوم بها قوات الجيش الليبي هي لمكافحة الإرهاب، داعياً كافة الدول المعنية بالوضع في ليبيا بدعم قوات الجيش الوطني في معركته ضد الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار الإقليم.
وفي سياق متصل، أعلن مكتب الإعلام، التابع للقيادة العامة للجيش الليبي، الثلاثاء، إسقاط طائرة تتبع حكومة الوفاق الوطني كانت تُحاول شن غارات جوية على قاعدة الجفرة الجوية. وقال المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي: إن المُضادات الأرضية في القاعدة تمكّنت من إصابة الطائرة التي كانت من بين ثلاث طائرات، مؤكداً أن الجيش الوطني الليبي يقوم بعمليات البحث عن الطائرة والطيار. وسبق أن شنت طائرات حربية تتبع حكومة الوفاق الوطني غارات جوية على قاعدة الجفرة الجوية، أواخر الأسبوع الماضي، وذلك لتدمير القاعدة الجوية التي تعد خط الإمدادات الرئيسي لقوات الجيش الليبي في طرابلس. وأكد مصدر عسكري ليبي شن سلاح الجو التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية لغارات، استهدفت مخازن أسلحة للمليشيات المسلحة في مدينة الزاوية غربي البلاد.
بدوره، قال عضو مجلس النواب الليبي، على التكبالي، إن السفينة الإيرانية التي دخلت ميناء مصراتة دليل على دعم قوى خارجية للإرهابيين في ليبيا، مؤكداً أن الدولة الليبية ستكشف كافة الحقائق الخاصة بدخول السفينة لميناء مصراتة. وأكد التكبالي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أمس الثلاثاء، أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج، يذعن لكل ما يقوله قادة الميليشيات المسلحة، مرجحاً إمكانية استعانة السراج بمقاتلين أتراك لتأمينه داخل العاصمة الليبية طرابلس، مضيفاً «لا استبعد أن يطلب ذلك، ولكني لا أعتقد أن الأتراك مجانين ليستجيبوا لطلبه». وكان فائز السراج قد أصدر قراراً، أمس الثلاثاء، باعتبار المتوفيين خلال مواجهة القوات المسلحة الليبية جنوب طرابلس من تاريخ الـ4 من شهر أبريل الجاري إلى نهاية العمليات العسكرية شهداء واجب.
وفي سياق متصل، كشفت تقارير إعلامية ليبية عن توجيه المجلس العسكري في السودان دعوة للقائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، لزيارة الخرطوم، مؤكداً أن المشير حفتر استجاب للدعوة، ومن المتوقع وصوله الخرطوم خلال الساعات القليلة المقبلة، لبحث التعاون المشترك في تأمين الحدود وسبل مكافحة الإرهاب. وفي تونس، جدد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي موقف تونس الداعي إلى ضرورة وقف التصعيد العسكري، وإنهاء الاقتتال بين أبناء البلد الواحد، وحقن دماء الليبيين، واستئناف المسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة.