الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مهلة أفريقية 3 أشهر للانتقال السلمي في السودان

مهلة أفريقية 3 أشهر للانتقال السلمي في السودان
24 ابريل 2019 00:31

أسماء الحسيني (القاهرة)

دعت القمة الأفريقية التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان، في بيان مشترك مع مجلس السلم والأمن الأفريقي أمس، إلى تمديد المهلة الممنوحة للمجلس العسكري في السودان 3 أشهر، من أجل انتقال سلمي للسلطة. وقال بيان صادر عن القمة التي دعت إليها مصر رئيس الاتحاد الحالي، إنه في ضوء الإحاطة التي قدمها موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي حول زيارته للسودان، أقرت الدول المشاركة بالحاجة إلى منح المزيد من الوقت للسلطات والأطراف السودانية لتنفيذ تلك الإجراءات وتسليم السلطة.
وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي قد أعلن في 15 من الشهر الحالي أنه إذا لم يسلم المجلس العسكري السلطة للمدنيين خلال 15 يوماً، سيعلق الاتحاد الأفريقي مشاركته في كافة أنشطته إلى حين عودة النظام الدستوري. وشددت الدول المشاركة في القمة على أن هناك حاجة عاجلة لقيام السلطات السودانية والقوى السياسية السودانية للعمل معاً بحسن نية لمعالجة الأوضاع الحالية في السودان، وسرعة استعادة النظام الدستوري. وفي كلمته أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن السودان يشهد مرحلة استثنائية في تاريخه، موجهاً تحية تقدير واعتزاز للشعب السوداني وللتحول الديمقراطي الذي يشهده.
وقال: إن الحل سيكون من صنع السودانيين عبر حوار شامل جامع بين القوى السودانية، لتحقيق تطلعات الشعب في التغيير والتنمية، عبر انتخابات حرة ونزيهة، مؤكداً ضرورة منح وقت كافٍ للأطراف، ودعا المجتمع الدولي إلى مراعاة حساسية الحدث التاريخي في السودان، وضرورة دعمه لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية. إلى ذلك ، رحبت قوى وشخصيات سودانية بالقمة الأفريقية المصغرة ، وأكد خبراء سودانيون ومصريون أهمية انعقاد القمة، وشددوا على أهمية مساعدة الأطراف السودانية على تجاوز الاستقطاب الحالي، ودعم السودان على جميع الصعد.
وقالت رقية عبد القادر القيادية في حزب الأمة السوداني: نحيي الموقف المصري، ومن حسن حظ السودان أن تكون مصر رئيس الاتحاد الأفريقي في هذه المرحلة الدقيقة من ظروف السودان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ينظر للسودان نظرة عميقة، تدرك الظروف التي مر بها السودانيون وتطلعاتهم للتخلص أولاً من تبعات النظام السابق. وقالت إن منح السودان مهلة إضافية لترتيب أوضاعه، وعدم تجميد عضويته أو فرض عقوبات عليه، يأتي بالنظر إلى أوضاعه الداخلية، وإدراكاً بأن ما حدث في السودان لم يكن انقلاباً عسكرياً، بل استجابة من الجيش لمطالب الشعب السوداني بحماية ثورته.
وأوضحت أن أهم ما يمكن للاتحاد الأفريقي تقديمه للسودان في أوضاعه الحالية المأزومة هو تأمين أوضاعه الجديدة في مواجهة فلول النظام السابق التي لم يكن سهلاً عليها أن يتم اقتلاعها، وهي الآن تسعى لاستعادة سيطرتها بمعاونة قطر وتركيا والتنظيم العالمي للإخوان، وبالتالي يصبح تثبيت النظام الجديد في السودان في وجه هذه المحاولات التخريبية.
وبدوره، أكد أحمد السنجك القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني أن ما حدث في السودان لم يكن انقلاباً عسكرياً، وبالتالي فإن الوضع في السودان يحتاج إلى تعامل استثنائي من الاتحاد الأفريقي، بالنظر إلى ثورته الشعبية التي انحاز لها الجيش. وقال: إن مصر هي العمق الاستراتيجي للسودان ودعمها له أمر طبيعي، وأعرب عن تقدير الشعب السوداني لموقف مصر الداعم للسودان في هذه المرحلة الحساسة ودعمها لثورته، مؤكداً أن هذه الثورة تفتح الباب لبداية عصر جديد في العلاقات بين البلدين، وفى علاقات السودان نحو أشقائه جميعا العرب والأفارقة، بعد 3 عقود قام فيها النظام السابق بتسميم العلاقة بين السودانيين وأشقائهم.
ومن جانبه، قال هاني رسلان رئيس وحدة السودان والقرن الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن فكرة عقد قمة أفريقية مصغرة أو قمة إقليمية بالقاهرة، لتظهر الاهتمام المصري البالغ من مصر بالأوضاع في السودان، واهتمامها أيضا كرئيس للاتحاد الأفريقي.
وقال رسلان: إن القمة أكدت مجدداً أهمية السودان، وأهمية مساعدته لتجاوز مشكلاته الداخلية، والاستقطاب بين قواه الذي يمكن أن يؤدي في حال استمراره إلى انزلاق السودان إلى الفوضى. وأعرب عن أمله أن تجد هذه القمة والجهود التي تبذل قبولاً من الأشقاء في السودان، وتشعرهم بأن أشقاءهم حريصون على الدعم والإسناد لهم في هذه المرحلة، للوصول إلى حد من التوافق لتجاوز هذه المرحلة بسلام.
من ناحيته، قال محمد المكي أحمد الكاتب والمحلل السياسي السوداني، إن دعوة القمة للتعجيل بنقل السلطة إلى حكومة مدنية وإرساء الديمقراطية هو أمر إيجابي، وقال: إن تمديد المهلة الممنوحة من الاتحاد الأفريقي لنقل السلطة، يجب أن يكون دافعاً للإسراع بهذه الخطوة، حتى يتم الاعتراف بالحكم الجديد في السودان. ورحب بقمة القاهرة الأفريقية بشأن السودان، وقال: إن ما أكدته من احتكام للشعب السوداني والانتقال إلى سلطة مدنية هو محل تقدير.
وأشاد بدور مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي الذي دعا إلى الإسراع بتسليم السلطة إلى مدنيين، اتساقا مع المبادئ الأفريقية في هذا الخصوص.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©