الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكتب الإلكترونية توجد سوقاً جديداً للصحف والمؤسسات الإخبارية

الكتب الإلكترونية توجد سوقاً جديداً للصحف والمؤسسات الإخبارية
12 مارس 2012
في وقت ما سيصبح الكتاب الإلكتروني محرك سوق النشر الأول، وسيصبح من الجاري والمعتاد أن يتوجه المؤلفون بداية إلى الإصدار الرقمي، وبعدها يمكن إعادة إصدار الكتب التي تحقق النجاح الأكبر في كتاب مطبوع ورقياً بالاتفاق مع الناشرين. ويأتي ذلك ضمن ما بات يسمى تضافر جهود بعض الناشرين والمؤسسات الإخبارية من أجل إنتاج الكتب الإلكترونية وفق جداول زمنية سريعة، وجعل البعض يتفاءل بأن سرعة توسع نطاق القراء الإلكترونيين قد ساعد المجلات وناشري الصحف على العثور على منصات جديدة من أجل الاستفادة من إنتاجها ومحتواها. أبوظبي (الاتحاد) - يعتبر الكاتب فريدريك فيلوكس في مقال كتبه على مدونته في صحيفة «الجارديان» البريطانية أن نوعية الجهاز نفسه (آيفون وآيباد وكيندل) لا تعتبر مهمة للمستخدم، فهذا شأن يقرره السوق، ولكن ما يهم هو بعض المميزات، مثل نوعية شاشة الجهاز. بينما الأهم بالنسبة للمؤلفين هو نمو نشر الكتب الإلكترونية الذي سيجعل نموذج أعمالهم جذاباً بشكل متزايد؛ فرغم انحدار الأسعار، مع كتب إلكترونية تباع بنحو 3 دولارات، فإن الأحجام الكبرى للكتب والنسبة المئوية العالية لشركات التوزيع والبائعين على سبيل المثال ستغير قواعد اللعبة. جدد وقدامى الواقع أن ما يجري الآن في عامل النشر يرجح ما سيحدث للكتب. فقد أعلنت دار النشر الأميركي الشهيرة «راندوم هاوس» لكتب الأطفال مؤخرا عن نيتها إصدار 13 كتاباً للمؤلفة جودي بلوم بنسخة إلكترونية هذا العام، ما يؤكد رهان الناشرين على أن الكتب الورقية الأكثر رواجاً والتي سبق لها وباعت الملايين، باتت على ثقة بأن كتبها ستكون أكثر مبيعاً ومردوداً إّذا تحولت إلكترونياً، حيث إن المؤلفة بلوم تصنف بأنها كاتبة القصص التي تبيع ملايين النسخ. ووفق بيان وزعته الشركة الناشرة قالت المؤلفة إن «المعجبين بكتبها ينتظرون بفارغ الصبر صدور النسخات الرقمية». وأنها سعيدة لأنه سيكون بوسعهم الاختيار بين أشكال النسخ الرقمية التي يفضلونها من أجل التمتع بكتبهم المفضلة. وإذا كان هذا حال دور النشر الأكثر انتشاراً فإن المميزات التي تتيحها الكتب الرقمية بدأت تفتح عيون الكثيرين على خوض غمار نشر الكتب، فضعف التكلفة وانتشار تكنولوجيا النشر سيجعل إصدار الكتب مغرياً للعديد من الجهات والمنظمات عدا الأفراد، سواء لغايات ربحية أو غير ذلك. ومؤخراً، أقدمت العديد من المؤسسات على إصدار كتب إلكترونية لم يكن كثير منها ليرى النور لو تم انتظار صدورها ورقياً، ومن هذه المؤسسات مجلة «نيو يوركر» وصحيفة «نيويورك تايمز» وموقع «بوليتيكو» ومجلة «كوسموبوليتان». ظاهرة رائجة لفتت عدة مقالات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن هذه الظاهرة بدأت تستقطب حتى المؤسسات غير الربحية التي تنشط في عالم الصحافة ولاسيما الصحافة الاستقصائية، مثل موقع ومؤسسة «بروبوبليكا» لتوزيع الأخبار على الصحف والمواقع الإخبارية التي أعلنت قبل أسابيع عن إصدار محتواها الصحفي الاستقصائي في كتب إلكترونية بالتعاون مع شركة «أوبن رود» للإعلام المُدمج، ومن بينها كتاب بعنوان «العفو الرئاسي» وهو سلسلة تحقيقات لصحفيين من «بروبوبليكيا» نشرت في صحيفة «واشنطن بوست»، ومنها أيضا كتاب آخر مكون من تحقيقات استقصائية نشرها الموقع نفسه عن مراكز الفحص الطبي في الولايات المتحدة. ولكن هذا التعاون بين الجهتين ليس الأول، فدار «راندوم هاوس» التي يعتبرها البعض الناشر الأكبر في العالم، عقدت اتفاق شراكة مع موقع «بوليتيكو» الإخباري من أجل إصدار سلسلة من أربع كتب حول السباق إلى انتخابات الرئاسة الأميركية. ووفق ما جاء في «نيويورك تايمز» ، سبق لـ «أوبن رود» أن عقدت اتفاقاً شبيهاً مع موقع «بوليتيكو» لإصدار أربع كتب إلكترونية مكونة من تحقيقات ومقالات الموقع التي تتناول الانتخابات الرئاسية لعام 2012. كما أن «بوليتيكو» نفسه نشر مؤخراً خمسة كتب إلكترونية باتت الآن متوافرة على موقع «أمازون.كوم» وموقع «بي إن.كوم». والجدير بالذكر أن صحفيي «بوليتيكو» يكتبون له أيضاً مقالات تنشر في الوقت نفسه مع صحيفتي «نيويورك تايمز» و»واشنطن بوست» والعديد من المؤسسات الصحفية الأخرى. تحديات البيع الاتفاق الجديد بين «أوبن رود» و»بروبوبليكيا» يلقي عليهما عناء تحديات بيع محتوى سبق أن ظهر مجاناً على شبكة الإنترنت، ولهذه الغاية فإن الكتب الموعودة قد تتضمن محتويات أكثر أخرى، إضافة إلى المقالات بحيث تحتوي على أفلام فيديو أو خرائط ووثائق أو صور ومقابلات مع الصحفيين الذين كانوا وراء الكشف عن المعلومات المتعلقة بموضوع الكتب. وكانت تقارير إعلامية تحدثت قبل فترة عن أن ناشري الكتب التقليديين باتوا محاصرين بمنافسين جدد متعطشين للعمل، فحتى موقع أمازون الشهير بدأ يلقى منافسة من المؤلفين الذين ينشرون كتبهم الإلكترونية بأنفسهم ومن مواقع جديدة متخصصة بالكتب الإلكترونية مثل «آتافيست» و»بايلانير» وأخيراً منافسة من المؤسسات الإخبارية، من صحف ومجلات ومواقع مثل «نيويورك تايمز» و»بوسطن جلوب»، وشبكة «أيه بي سي» الإخبارية وأخيرا صحيفة «هوفنتيجتون بوست» الإلكترونية التي تتطلع إلى تحقيق موارد عبر نسخها الخاصة للكتب الإلكترونية، وتسعى لجعل الكتب عملية أكثر وأقصر وأرخص بما يمكن بيعها بسرعة، والتي أصدرت حديثاً كتابها الثاني بعنوان «كيف نربح؟» لمؤلفه آرون بيلكين الذي يتحدث فيه عن حملة لإنهاء سياسة «لا تسأل، ولا تخبر» المطبقة في الشؤون العسكرية الأميركية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©