2 يناير 2008 02:46
بات الناس في هذا العصر يشتكون من كثرة الأعمال والأشغال، وغالباً ما نسمع كلمة تتردد باستمرار (أنا مشغول) للتبرير عن غيابه الاجتماعي أو عدم قيامه بأي دور أو مسؤولية اجتماعية عامة حتى أصبح كل واحد منا مشغولاً بنفسه وأسرته الصغيرة في حدودها الضيقة·· هذه الحالة التي يعاني منها معظم الناس أصبحت مرض هذا العصر، فالقطيعة والعزلة الاجتماعية عن أقرب الناس لنا إذا استمرتا فستؤديان إلى أضرار كبيرة ليس في ترابط الناس وتكافلهم فحسب بل في بنية المجتمع وقوته· إن عدد الأطباق اللاقطة التي نصبت فوق هذا المنزل الموجود بالصورة في وسط مدينة العين يثير انتباه أي إنسان، خاصة إذا صعد إلى الطابقين الأول والثاني من مبنى بريد العين الذي يؤمه الناس يومياً·
فإذا كانت هذه اللاقطات مجتمعة تخص أسرة واحدة فهذا يجسد أن كل فرد من أفرادها في واد، لتؤكد أن هناك قطيعة اجتماعية بامتياز· إلا أنه من المرجح أن هذه الفيلا يسكنها مجموعة من العزاب عددهم يتساوى مع أعداد الصحون اللاقطة فوقها أو يزيد، وإلا فالمفترض أن ضيق مساحة المنزل تشعر ساكنيه بحميمية أكبر وتوحيد البث بلاقط واحد أو اثنين لمراعاة الفروق الفردية·
المصدر: العين