30 ابريل 2010 20:39
الرياح أو الهبوب مفردة أصيلة في تراث الإمارات، فهذا الشعب الذي عاش لقرون معتمدا على خيرات الطبيعة كان يستمد من تحركات الرياح وتغيرات الطقس الإشارات إلى بدء موسم الغوص أو انتهائه، واقتراب البرد أو اشتداده، ومواقيت تلقيح الأشجار وتكاثر الدواب.
وفي الإمارات هناك ثلاثة عشر اسما أطلقت على الرياح بحسب مواسم هبوبها وما تؤثر فيه أثناء مرورها على المكان، وبالطبع يعرف أهل البحر الرياح الأكثر إفادة لهم ليتمكنوا من تحريك «محاملهم» إلى الوجهات التي يريدون الوصول إليها، ويعرف أهل البر والزراعة رياحا أخرى يستدلون منها على مواسم التلقيح والحصاد، وقد تكون الريح ذاتها بعدة أسماء تتباين باختلاف المناطق.
ولأنها جزء من منظومة الحياة كان من الطبيعي أن نجد أسماء الرياح في أبيات الشعراء والأمثال الشعبية، وعلى قدر فائدتهم من الريح يذكرها الناس ويخلدونها في كلماتهم.
من أشهر الأمثال التي تقال «الهوا غربي والماي ثبر» والثبر هو الجزر، ويقال هذا المثل حينما تتعطل المصالح لعدة أسباب، فمن المعروف أن الغربي رياح خفيفة فإذا اجتمعت مع الجزر تتعطل السفينة «المحمل» عن المضي في البحر.
ومن الرياح المعروفة عند أهل البر والبحر رياح «المزر» وتعني الكلمة «الممتلىء أو المملوء» وهي رياح قوية تهب بسرعة كبيرة تصل إلى 40 عقدة، تتجمع السحب على إثرها فهي تملأ السماء بالسحب وهذا كما يبدو مصدر الاسم، ولأنها في الأغلب لا تدوم أكثر من عدة ساعات فلا تؤثر كثيرا على سقوط الأمطار.
من الرياح المحلية أيضا «الفياضة» وجاء اسمها من دورها القوي في ارتفاع موج البحر بشكل مفاجئ وكأن البحر يفيض ما أن تمر عليه، تهب الفياضة عادة باتجاه الشمال الغربي، وغالباً ما يستدل عليها البحارة برؤية خط أفقي رفيع من السحاب، وبذلك يحتاطون من آثارها قبل حدوثها إن أمكن.
ومن أشهر أسماء الرياح التي تعيش في الذاكرة الشعبية عبر القصائد «الكوس» وهي رياح صيفية بين الشمالية الشرقية والشرقية، وتصاحبها أمواج عالية أحياناً وطقس رطب على السواحل، بينما «النعشي» رياح شتوية باردة تهب في نفس اتجاه هبوب الكوس ذات سرعة أشد من الكوس وتصاحبها أمطار.
من الرياح المعروفة أيضا «المطلعي» وهي رياح معتدلة تلطف الأجواء، وأحيانا تكون قوية تؤدي لهطول الأمطار خاصة على رؤوس الجبال، ولدورها اللطيف في تبريد حرارة الجو ذكرت هذه الريح في كثير من الأشعار الشعبية الموروثة.
هناك أيضا «اليولات» وهي رياح متغيرة الاتجاه بسرعة، تهب أحيانا من الشرق ثم تتغير بسرعة لتهب من الغرب وهي عادة ما تهب في هذه الأيام من السنة على الساحل وتصحبها أمطار.
من الرياح المعروفة والمشهورة أيضا رياح «الروايح» ومفردها رايحة، بمعنى الذاهبة، وهي عادة ما تمر بعد ظهور سهيل ( نهاية أغسطس) وتلاحظ بسرعة عند رؤية سحابة بيضاء كبيرة ذات نمو رأسي ضخم «السحب ركامية»، تتأثر بها المناطق البرية مثل العين وتتحرك نحو السواحل محملة بالرمال، وأحيانا يعقب ذلك سقوط أمطار خاصة على المرتفعات.
هناك أيضا رياح الأكيذب التي يسبقها هدوء تام للريح تهب بعده هذه الرياح القوية محملة بالسحب ذات الأمطار الغزيرة، مثلها رياح الشمال والسهيلي. رياح شتوية باردة معروفة تسبقها غالبا «رياح السموم»، لكن أقوى أنواع الرياح الشتوية رياح «الثمانين» وهي رياح شتوية ترفع الأمواج إلى أعلى حد لها وغالباً ما تهب هذه الرياح في الفجر وتشبه «الاكيذب» في السكون الذي يسبق هبوبها.
المصدر: أبوظبي