30 ابريل 2010 20:31
في ظل الحياة المعاصرة المتسمة بضغوط العمل واللهاث وراء توفير متطلبات العيش التي لا تنتهي، يكاد يكون السؤال الذي يشغل بال الجميع هو:”كيف نقي أنفسنا شر السمنة وأمراضها؟” وبهذا انفتح الباب على مصراعيه لطوفان الريجيم الذي اجتاح العالم ما دفع ببعض خبراء الصحة لإطلاق صيحة تحذير مدوية عبر إطلاق يوم عالمي جديد وهو “يوم اللا حمية العالمي” الذي يصادف السادس من شهر مايو من كل عام.
يعتبر “يوم اللا حمية العالمي” احتفالا سنويا عالميا لقبول تنوع واختلاف أشكال وأحجام البشر، ويتم فيه كذلك التوعية بمخاطر إتباع الحميات الغذائية غير الصحية، وتم اختيار السادس من مايو للاحتفال بهذا اليوم وتم اختيار الشريطة الزرقاء كشعار له على غرار اختيار الشريطة الحمراء لليوم العالمي لمرض الإيدز.
وتم الاحتفال بهذا اليوم أول مرة بحسب موسوعة ويكيبديا الحرة، عام 1992 عندما قامت الناشطة النسوية البريطانية ماري ايفنز يونج بمحاربة الحمية الغذائية التي أصبحت صناعة تتربح منها بعض الشركات التجارية، وكذلك التوعية بمخاطر الهوس بالحميات الغذائية والتشدد في اتباعها ما قد يصيب ببعض الأمراض مثل سوء الهضم أو الإصابة بمرض “النهم العصابي” وفي سبيل ذلك راسلت “يونج وسائل الإعلام لتوصيل رسالتها.
أهداف اليوم العالمي
تتلخص أهداف اليوم العالمي للا حمية بجملة أهداف هي:
- التعريف بمخاطر التشدد في إتباع الحميات الغذائية.
- نقض فكرة الشكل الأمثل للجسم.
- رفع التوعية بحقوق أصحاب الأوزان الكبيرة ومناهضة ظاهرة الخوف من البدناء (fatphobia).
- كشف النزعة التجارية خلف شركات صناعة الحمية ووسائل الغش التجاري التي تتبعها.
- تكريم وتذكر ضحايا الاضطرابات النفسية والعضوية ممن اتبعوا الحميات، وكذلك من اتبعوا عمليات التجميل فكانوا من ضحايا الهوس بإنقاص الوزن.
الإنترنت تساهم في الأضرار
من أجل تسليط الضوء على دور الإنترنت في نشر أنظمة غذائية غير صحية، تقول أخصائية التغذية مونيك باسيلا زعرور “تعتبر شبكة الإنترنت مصدراً للمعلومات النافعة والضارة على حد السواء، ويجب على الشخص أن يكون حذراً جداً في التعامل معها واتباعها وخاصة عندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي والصحة وفي العادة فإن مواقع الإنترنت والتي تنتهي بكلمة” (gov) أو (org) تكون أكثر مسؤولية من حيث المعلومات التي تقوم بتقديمها، على خلاف المواقع التي نجد في آخرها كلمة (com) أو (net) والتي تقدم المعلومات التي يقصد بها الترويج والبيع دون الاهتمام بالدقة والصحة، ولذلك يجب علينا أن نكون حذرين جداً في اختيار مصادر المعلومات والبحث”.
وتضيف زعرور:”من الصعب أن يعاني المرء من البدانة ويرغب في فقدان الوزن بسرعة كبيرة؛ فعندما يخضع إلى حمية غذائية منخفضة السعرات الحرارية إلى حد بعيد، فإنه يتعرض لخطر فقدان نسبة مئوية أعلى من العضلات في معظم الحالات، إلى جانب ذلك ستتعرض صحته العامة إلى الضرر البالغ، كما أن الكثير من الناس يستعيدون وزنهم السابق مرة أخرى على المدى الطويل، ولهذا يجب الحذر من كل أنواع الرجيم فالأفضل للناس هو إيقافها وتغيير أسلوب حياتهم بشكل جذري إلى الأبد حيث ينبغي عليهم ممارسة التمارين الرياضية وأن يطبخوا ويتناولوا الغذاء الصحي وأن يلتزموا بالمقادير المسموح بها طيلة حياتهم”.
مخاطر الريجيم الكيميائي
يعد الريجيم الكيميائي حمية “كيتوجينية” غير متوازنة غذائيا ولا تؤثر على العمليات داخل الجسم بصورة غير عادية حقيقتها هي التخفيف الشديد للسعرات الحرارية بصورة غير متزنة (أي تخفيف للسعرات يقود لفقدان الوزن)، حيث يعتمد الريجيم الكيميائي على ثلاث مجموعات فقط من المجموعات الخمس الأساسية للغذاء المتوازن، فيعتمد على مجموعات اللحوم وبدائلها ثم الفواكه والخضار ويفتقر بصورة شبه تامة لمجموعتي الحبوب ومنتجاتها والحليب ومنتجاته ويقتصر تناول حصص الحبوب في الأسبوع الأول على حصتين فقط لكل الأسبوع أما الأسبوع الثاني فلا حبوب فيه على الإطلاق، وحصتان من الحليب، أما الأسبوع الثالث فلا يوجد فيه لا حبوب ولا حليب، أي انه خلال ثلاثة أسابيع لا يزود الجسم إلا بحصتين من الحبوب وست حصص حليب، ?ولا يصح تقليل هذه الحصص خاصة إذا طالت فترة الحمية.
مستحضرات تخسيس الوزن
حبوب التخسيس بكل أنواعها رغم ضوابط استخدامها إلا إن الأشخاص الذين يفقدون الوزن بسبب تناول هذه العقاقير سيكتسبونه مرة أخرى بعد فترة من الزمن، علما بأن حبوب تخسيس الوزن تنقسم إلى فئتين؛ الفئة الأولى متوفرة في المتاجر وتباع دون ترخيص، أما الفئة الثانية فهي مصدقة من قبل وزارة الغذاء والدواء الأميركية. ومع ذلك ينبغي تعاطيها وفقاً لإرشادات طبيب معين، وهو الأمر الذي لا يتم الالتزام به دائماً، وغالبا ما تكون هذه الأدوية شبيهة بالعقاقير الطبية الأخرى التي لها آثارها الجانبية التي تضر بصحة الإنسان، لذلك يوصي بأن يتم أخذها حسب نصائح الطبيب ويجب على المريض مراجعته خلال هذه الفترة. أما النوع الأول الذي يباع دون قيود في المتاجر فهو خطير جداً ويسبب الكثير من المشاكل الصحية الرئيسية لأكثر من الأقراص المضادة، وهي خطيرة جدا ويمكن أن تسبب الكثير من المشاكل الطبية الرئيسية، مثل الفشل الكلوي وتلف الكبد ومشاكل صحية أخرى واضحة.
الحميات العشوائية
تنتشر في شبكة الإنترنت الكثير من الحميات الغريبة المقترحة في المنتديات الإلكترونية، وهي مقترحة غالبا من أناس غير متخصصين أو منقولة من مواقع مختلفة بشكل عشوائي؟ وقد يكون بعضها مأخوذ من مصادر معتبرة ولكنها تناسب أفرادا معينين وضعت من أجلهم خصيصا، وبالتالي فإنها لا تكون صالحة لآخرين وسيكون تطبيقها بالطبع خطيرا جدا على سلامة الجسم، وقد تتسبب بأعراض خطيرة لا تحمد عقباها، وبلا شك أن الحميات الجيدة الموصى بها من قبل خبراء ومختصين والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية واستشارة المدربين المؤهلين، هما أفضل وسيلة للصحة والرشاقة وليس الاعتماد على الإنترنت.
نظام حياتي دائم
بدلا من ممارسة الحميات القاسية ينصح خبراء التغذية الأشخاص بضرورة أن يتعلموا معالجة أخطائهم الخاصة بتناول الطعام أكثر من اتباع حمية غذائية معينة، عبر الالتزام بالآتي:
- الطبخ الصحي.
- ممارسة التمارين يومياً، والتحرك كثيراً.
- الاستمتاع بتناول الغذاء الصحي.
- إيقاف حساب السعرات الحرارية.
- عمل خطة غذائية.
- التعامل مع مجمل الخطوات السابقة على أنها نظام حياتي دائم.
المصدر: الشارقة