السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"أميركان ثينكر": أردوغان يستعين بـ "الإخوان" للتنصل من "مذابح الأرمن"

"أميركان ثينكر": أردوغان يستعين بـ "الإخوان" للتنصل من "مذابح الأرمن"
23 ابريل 2019 00:18

دينا محمود (لندن)

عشية حلول الذكرى الـ 104 لشروع قوات الدولة العثمانية في اقتراف مذبحتها الدموية بحق نحو مليون ونصف المليون أرمني خلال الحرب العالمية الأولى، والتي تحل في الرابع والعشرين من أبريل من كل عام، أكدت مصادر إعلاميةٌ أميركية استعانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجماعاتٍ إرهابيةٍ ومتشددةٍ مثل جماعة «الإخوان» لطمس مسؤولية العثمانيين عن عملية الإبادة الجماعية هذه، التي شملت مجازر وعمليات ترحيلٍ قسريٍ.
ونددت المصادر بمحاولة أردوغان وأنصاره إنكار وقوع «المحرقة العثمانية» التي جرت بشكلٍ منهجيٍ في هذا الشأن، وشملت - إلى جانب الأرمن - سفك دماء أعدادٍ من اليونانيين والأشوريين، مُشيرة في تقريرٍ نشرته مجلة «أميركان ثينكر» المرموقة إلى أن الرئيس التركي هو الرجل الوحيد الذي لن يحيي ذكرى ما ارْتُكِبَ بحق هؤلاء الأبرياء في العالم بأسره.
وقال التقرير، إن هذا الرجل «يتوهم أنه من سيحيي الإمبراطورية العثمانية الجديدة، ويحمل على عاتقه مهمة نشر تأثيره الإيديولوجي على مستوى العالم، وهو ما يشمل إنكار إبادة الأرمن جماعياً»، وهو الأمر الذي تبذل تركيا محاولاتٍ مستميتةً لمحاربة الاعتراف به دولياً.
وأشارت المجلة الأميركية المرموقة إلى أن أردوغان يستغل في هذا الشأن تحالفاته، التي تشمل جماعةً إرهابيةً مثل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وما يتبعها من تنظيماتٍ وفروعٍ على الساحة الغربية، والأميركية بشكلٍ خاص.
وقالت إن الكثير من هذه التنظيمات - التي يصل عددها إلى أكثر من 30 - يمارس «دوراً دعائياً لصالح الرئيس التركي في الولايات المتحدة على مستوياتٍ لم تكن قائمةً من قبل»، بما يشمل الانهماك في تنظيم فعالياتٍ ومؤتمراتٍ منذ عام 2014 على الأقل، للترويج للإنكار التركي لسفك دماء الأرمن، وإيهام الأميركيين بأن ما يتردد في هذا الشأن ليس سوى أكاذيب.
وضرب التقرير مثالاً على ذلك بمؤتمرٍ عُقِدَ في كاليفورنيا أواخر العام الماضي، ولم تحضره من حكومات الدول الإسلامية سوى حكومة أردوغان، ووُزِعت خلاله الأعلام التركية والقمصان والقبعات المرسوم عليها ألوان هذا العلم، بجانب توزيع كتب وكتيبات تتضمن الروايات التركية الزائفة، التي تشوه خصوم أنقرة وعلى رأسهم الأرمن.
وأشار إلى أن من بين أكثر الدعايات السافرة والمفضوحة التي روجها نظام أردوغان في ذلك المؤتمر، كتاباً أنيق الطباعة يحمل اسم «الأرمن: جيراننا لألف عام»، ويتضمن «مزاعم تاريخيةً مشكوكاً فيها، وحججاً لا أساس قوياً لها بشأن العلاقات التركية الأرمنية» عبر التاريخ.
واستعرضت المجلة أبرز سبع أكاذيب تناثرت بين صفحات هذا الكتاب، وعلى رأسها تجاهل أردوغان في التصريحات المنسوبة له بين جنباته، لهوية المسؤول عن مذبحة الأرمن، والادعاء بأن الدولة العثمانية لم تسع لإفناء أبناء هذه الأقلية وإنما إلى نقلهم إلى مكانٍ آخر بسبب تطورات الحرب العالمية الأولى، «التي مثلت صراع حياةٍ أو موت» بالنسبة للعثمانيين بحسب ما ورد فيه.
وزعم الكتاب التركي - وفقا لـ «أميركان ثينكر» - أن الأتراك والأرمن عاشوا بصورةٍ ودية جنباً إلى جنب لعدة قرون، وأن الصراع نشب بينهما جراء «أعمالٍ مسلحةٍ من جانب الأرمن»، في تجاهلٍ مفضوحٍ لحقيقة أن الدولة العثمانية بدأت التحرش بالأرمن منذ عام 1894 وكررت ذلك على مدار السنوات التالية.
ومن بين الأكاذيب التركية في هذا الشأن، اتهام الأرمن بالتعاون مع خصوم الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، وارتكاب جرائم عنيفة في تلك الفترة كذلك، والادعاء بأن المسؤولين العثمانيين كانوا يعتزمون تقديم الطعام والدعم للأرمن الذين رُحِلّوا من ديارهم، لولا حدوث «انتكاساتٍ وإساءاتٍ» على صعيد تطبيق خطة تركيا على هذا الصعيد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©