أينما حل الإرهاب، فإنه يضرب في صميم الإنسانية جمعاء، فهو شر أعمى لا يفرق بين دين أو عرق أو لون، هدفه التدمير والخراب وزرع الفتن بين المجتمعات التي تحيا بأمان ولم تعرف يوماً لغة سوى لغة السلام بين أهلها على اختلاف أعراقهم أو دياناتهم.
الإرهاب لا يفرق بين الآمنين في مساجدهم، وكنائسهم ودور عباداتهم، فهو يقتل الجميع أياً كانوا وأينما التقوا، فها هو يضرب من جديد الأبرياء في فنادق وكنائس سيريلانكا خلال مناسبة دينية ويخلف عشرات الضحايا والمصابين الأبرياء، قبل أن يصحو العالم من صدمته بشن هجوم إرهابي استهدف الآمنين في مسجد بنيوزيلندا.
آفة خطيرة تهدد أمن العالم واستقراره، كما تؤكد دولة الإمارات في إدانتها لهذا الحادث وغيره من أوجه الإرهاب، ويجب اجتثاثها من جذورها، بكل الطرق والوسائل، ولعل التسامح وقبول الآخر أهم هذه الوسائل، كما هو نهج دولتنا وعاصمتنا أبوظبي التي شهدت قبل يومين وضع حجر الأساس لأول معبد هندوسي في الإمارة.
إرهابي من يغدر بالناس في دور العبادة، إرهابي من يشيع الخوف عند المصلين الآمنين، إرهابي من يريد أن يشعل حرباً دينية بين البشر، بهذه الكلمات لخص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رأي وشعور كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة التي تشكل عنواناً للتعايش والتعارف والتقارب بين البشر.
الإرهاب فكر قبل أي شيء، وهو الذي يقود إلى ارتكاب أشنع الجرائم وأكثرها دونية بحق الإنسانية، ومن هنا فإن العالم مطالب بتجفيف منابع هذا الفكر في كل بقعة، لضمان حياة آمنة للبشر في مجتمعاتها من دون خوف أو وجل من أن يفقد الإنسان حياته أو حياة طفله وهو في بيت آمن.
"الاتحاد"