14 مارس 2011 21:16
استضاف المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة أمس الأول في مقر المركز بأبوظبي الروائي المصري محمد سلماوي أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب رئيس اتحاد كتّاب وأدباء مصر في محاضرة بعنوان “الأدب والثورة”، وشهد المحاضرة شخصيات دبلوماسية واجتماعية وعدد من الصحفيين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وفي تقديمها للمحاضر قالت الإعلامية لينا القاضي “إن موضوعة الأدب والثورة التي يتحدث عنها سلماوي تتوافق إلى حد كبير مع طبيعة التحولات التي شهدتها مصر وتونس ومن هذا المنطلق فإن ارتباط الثورة بالأدب جاء حتمياً، لأن الأدب هو الثورة بعينها”.
وتطرقت إلى السيرة الإبداعية لمحمد سلماوي كونه كاتباً ومترجماً وصحفياً، شغل عدة وظائف إعلامية مهمة، كما مارس التدريس بوصفه أستاذاً للأدب الإنجليزي في جامعة القاهرة، ومثل الروائي الراحل نجيب محفوظ في احتفالات توزيع جائزة نوبل التي فاز بها محفوظ. وأكد سلماوي أن موضوع “الثورة والأدب” ربما يفهمه البعض بأنه يملك التنافر الواضح لعدم تشابه دموية وعنف الثورة وأدبية الأدب وإنسانيته، وأشار أن هناك تماثلاً عندما نفهم الأدب بأنه ثورة كبرى، باعتبار الأديب ثائراً على السائد النمطي.
ونوه إلى أن الأدب في رؤيته يتحدى السائد وأن الأدب والثورة مصطلحان ليسا بعيدين عن بعضهما.
وتطرق سلماوي إلى ثلاثة حقول معرفية في التاريخ الإنساني تمخض عنها أعمال كبرى أسهمت في تأجيج الثورات أو توقعها وهي أولاً الحقل السياسي والفكري وثانياً الحقل العلمي وثالثاً الحقل الأدبي.
وأشار إلى كتابات فولتير وجان جاك روسو في مناقشته للحقل الفكري والسياسي حيث أسهمت تلك الكتابات بقيام الثورة الفرنسية وبخاصة جماعة “حركة التنوير”.
وأوضح سلماوي أن كتابات كارل ماركس قد غيرت مسار الفكر العالمي كونه تنبأ بثورة طبقة البروليتاريا.
وتحدث سلماوي عن الحقل العلمي واستشهد بأعمال سويفت وفولتير عام 1752 عندما تنبأ برحلات الفضاء بكتاباته العلمية.
أما في الحقل الأدبي فقد أكد سلماوي أن الأدب كان دائماً مرجعاً معرفياً للعلم والسياسة بعكس المفهوم القائل بأن الأدب يأخذ من العلم، وأشار إلى الاستفادة الكبرى التي تحصل عليها سيجموند فرويد حينما درس “الكترا” في الدراما الإغريقية، ونوه بعمل جورج ارويل المعنون “مزرعة الحيوانات” الذي تنبأ فيه بالمجتمع المادي.
وقدم محمد سلماوي قراءة سريعة لتوقعات الأدب في قيام ثورات وأشار إلى رواية “عودة الروح” لتوفيق الحكيم التي ألهمت جمال عبدالناصر في إشعال فتيل ثورة 1952 المصرية التحررية من الملكية.
وقدم سلماوي عمله الروائي “أجنحة الفراشة” التي قال عنها بأنها طبعت وتداولها القراء في بداية يناير أي ما قبل ثورة 25 يناير التي أحدثت انقلاباً كبيراً في الوضع السياسي المصري. وأشار سلماوي إلى العنوان الفرعي الذي أضافه الناشر إلى الرواية وهو “الرواية التي تنبأت بثورة 25 يناير”. وأضاف “أن هذه الرواية التي أمضيت عاماً كاملاً في كتابتها تعالج الوضع السياسي والاجتماعي الذي كان سائداً في مصر وما سيصير عليه خلال ثورة مستقبلية وهذا ما حدث في 25 يناير فعلاً”.
المصدر: أبوظبي