29 ابريل 2010 21:01
يطلق عليها «جزيرة الأحلام» نظرا لجمال طبيعتها وتنوعها البيئي، ولكونها تضم واحدة من الأفكار الرائدة على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة في احتضان مواطنيها وتعليمهم التراث بكل تفاصيله البريّة والبحرية.. إنها جزيرة السّمالية التي يرتبط اسمها، في أذهان الجميع، بالأنشطة الطلابية التراثية المختلفة كالرماية والفروسية والهجن، والصيد بالصقور وغيرها من الأنشطة البحرية الأخرى.
الحديث عن جمال الجزيرة، ليس كمشاهدتها على أرض الواقع، ولا يمكن اكتشاف ذلك سوى بزيارتها شخصيا، عن طريق ركوب البحر، حيث تبعد عن العاصمة أبوظبي مسافة 12 كيلو متراً قرب شاطئ الراحة.. هناك، وعلى أرض السمّالية، التي تزيد مساحتها التقريبية عن (13) كيلو متراً مربعاً، يمكنك أن تلاحظ وجود مبانٍ تراثية تم تشييدها وفق أحدث المواصفات العالمية تصلح للاستخدام «كموتيلات» سياحية في المواسم الدراسية، حيث تخلو الجزيرة من الأنشطة الطلابية. كما يسترعي الانتباه وجود أعداد كثيرة من الغزلان، يربو عددها على المئة، تتجول بين الأشجار، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الحيوانات والطيور باعتبارها محمية طبيعية تتمتع بتنوع بيولوجي كبير.
ويحلّق في فضاء السمّالية 14 نوعاً من الطيور بمختلف الأحجام والألوان، معظمها تمّ إدخاله إلى الجزيرة، منها النعام الإفريقي والأسترالي والأميركي، والديك الرومي، والبط بأنواعه، والطاووس، والحجل، والقطا، والفزن، بالإضافة إلى الحمام، ودجاج الوادي، إلى جانب خلايا النحل الذي يربى على أرض الجزيرة.
وقد تحولت جزيرة السمّالية إلى واحة للأبحاث البيئية بعد أن تشكلت هيئة البحوث البيئية فيها بهدف دراسة الأحياء البحرية والنباتية والحيوانية والحفاظ على الحياة الفطرية النباتية والحيوانية والتوازن البيئي، وتوصلت هذه الأبحاث إلى حصر 24 نوعاً من الهائمات البحرية النباتية التي تنتمي إلى سبع طوائف مختلفة و13 نوعاً من الهائمات البحرية الحيوانية.
إلى ذلك، فقد تم تأسيس بنك للنباتات في الجزيرة، ويحتوي على أكثر من ألف نوع من الأشجار التي تتحمّل الملوحة والجفاف والحرارة والتي يتّم ريّها بالماء المالح حيث تزرع البذور في أماكن خاصة تجهّز ويعتنى بها خلال مراحل إنباتها ونموّها حتى تصل إلى مرحلة تُمكنها من الاعتماد على نفسها، وبعد ذلك يجري نقلها إلى حيث يُستفاد منها، كما يحتوي البنك على أنواع أخرى تجري زراعتها باستقدام شتلات وإكثارها بطرق علمية وفي فترة زمنية قصيرة تحت ظروف بيئية تتحكم فيها عوامل الحرارة والرطوبة والريّ والسماد.
هذا ولا يمكن إغفال الدور الإنساني والبشري الذي تؤديه الجزيرة في تعليم الطلاب وربطهم بالتراث، فقد سخرت الجزيرة، بتوجيهات من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الممثل الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، كل إمكانياتها لاستقبال الطلاب من كافة المدارس والمؤسسات التعليمية، وتعليمهم العديد من الأنشطة التراثية، لتصبح بذلك مركزاً تراثياً مهماً يعرض جوانب عديدة من تراث دولة الإمارات.
المصدر: السمّالية