28 يوليو 2009 02:20
كشفت معلومات أولية تناقلتها الصحف المحلية ومسؤولون أكراد أن القائمة التي يترأسها الحزبان الكرديان الحاكمان في إقليم كردستان تتقدم في انتخابات برلمان ورئاسة الإقليم التي جرت قبل يومين. وأثارت النتيجة الأولية المسربة أعمال عنف طالت مقرات أحزاب المعارضة الكردية التي شكت خروقات دفعت بعثة الأمم المتحدة (يونامي) إلى الدعوة إلى مراجعة هذه الشكاوى والاعتراضات.
وقال فؤاد حسين المسؤول البارز في حكومة بارزاني إن تقارير غير رسمية أظهرت حصول الأخير على 70 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية. وأضاف أن الائتلاف الحاكم المكون من حزبين هما الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الديمقراطي الكردستاني بزعامة جلال طالباني حصلا على 60 في المائة من الأصوات في انتخابات البرلمان الكردستاني التالي المؤلف من 111 عضواً. وقال فاضل عمر المتحدث باسم قائمة الائتلاف الحاكم إنه يتوقع أن يحصل الحزبان على 63 مقعداً استناداً إلى نتائج غير رسمية لا تشمل أصوات الجنود. وأعلن قيادي في قائمة التغيير التي يتزعمها مصطفى نوشيروان أن ثلاثة من مقارها في أربيل تعرضت إلى اقتحام من قبل أنصار بارزاني في المحافظة. وقال عثمان دشكي أمس «بعد إعلان حزب بارزاني حصول الأخير على 70 في المائة من الأصوات في عمليات الفرز الأولى وتقدم قائمته البرلمانية في الانتخابات، بدأ أنصاره بإطلاق العيارات النارية حول ثلاثة من مقراتنا، اثنان منها في مركز المدينة، وآخر شرق أربيل». وأوضح أن «مسلحين من أنصار بارزاني يحملون بنادق كلاشنيكوف دخلوا المقرات وكسروا كل شيء وعلقوا في أحد المقرات صورة له». وقال القيادي إن «المسلحين رشقوا الحراس بالعيارات النارية والحجارة وأحرقوا صور قائمة التغيير». وأضاف «عندما اتصلنا بمسؤولي محافظة أربيل ليحمونا، قالوا إنهم غوغائيون وخارجون عن القانون لا يمكننا السيطرة عليهم». وتابع أن «عدداً آخر من أنصار القائمة الكردستانية حاولوا اقتحام المقر الرئيسي لحزبنا في أربيل والذي فيه مقر فضائية (كي إن إن) شبكة أخبار كردستان التابعة للحزب، لكن المحافظة أرسلت قوة أمنية تمكنت من منع اقتحامه». وأكد أنه لم يسقط ضحايا، لكنه حمل السلطة في أربيل المسؤولية. من جهته كشف مصطفى نوشيروان في تصريحات صحفية عن فوز قائمة التغيير في مدينة السليمانية وعدد من النواحي التابعة لها، فيما أشارت قائمة الإصلاح والخدمات في بيان صحفي إلى حدوث خروقات في الانتخابات وأنه تم نقل الجماهير بحافلات نقل الركاب للتصويت، إضافة إلى منع مراقبي الكيانات السياسية من تقديم الشكاوى إلى مفوضية الانتخابات. وقال مسؤول من قائمة التغيير في أربيل إنه يتوقع حصول القائمة على ما بين 27 و30 مقعداً في البرلمان. وقال شاهو سعيد وهو مسؤول آخر من «التغيير» إن القائمة جاءت في المرتبة الأولى في السليمانية والثانية في أنحاء كردستان. وقالت قائمة أخرى هي قائمة الخدمات والإصلاح أنها تتوقع الحصول على بين 14 و17 مقعداً في البرلمان. ومثل هذه النتيجة قد تكون نقطة تحول في السياسة بكردستان حيث كانت البدائل السياسية للحزبين القويين مهمشة وحيث يشكو النقاد من الافتقار للشفافية وترهيب وسائل الإعلام وانتهاكات قوات الأمن. وقالت اللجنة الانتخابية إنها تنظر في بضع مئات من الشكاوى المقدمة لكنها لا تتوقع أن تغير أي منها نتائج الانتخابات. وقالت إن الانتخابات جرت في معظمها من دون مشاكل. لكن بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) دعت إلى مراجعة الشكاوى التي قدمها المعترضون في الانتخابات الكردية لضمان تحقيق الشفافية التامة وتعزيز الثقة لقبول النتائج النهائية. وقالت في بيان لها أمس «إن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تهنئ شعب كردستان العراق بانتخابات الإقليم في بيئة سادها النظام وخلت من أحداث العنف بشكل ملحوظ». وأوضح البيان أن البعثة تثني على الجهود التي بذلتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وتدعوها إلى جدولة ومراجعة الشكاوى لضمان تحقيق الشفافية التامة. كما دعا أهالي كردستان والكيانات السياسية إلى التحلي بالصبر حتى إعلان النتائج النهائية.
المصدر: بغداد، أربيل