الشارقة (الاتحاد)
أطلقت مكتبات الشارقة العامة التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، الدورة 21 من جائزة الشارقة للأدب المكتبي تحت عنوان «مكتبات المستقبل: استشراف ما بعد الرقمية»، وذلك خلال ندوة سياسات التخطيط الثقافي المستقبلية التي نظمتها إدارة مكتبات الشارقة ضمن فعاليات المهرجان.
وتزامن إطلاق الدورة الجديدة من الجائزة مع احتفالات الشارقة كعاصمة عالمية للكتاب لعام 2019، لتؤكد على استدامة وتميز المشروع النهضوي طويل الأمد الذي انتهجته الإمارة منذ أربعين عاماً، بمشاركة المؤسسات والدوائر الحكومية في التحولات الرقمية والذكية لكافة أنشطتها وخدماتها، وبإدماج ومشاركة مجتمعية مؤثرة.
وحضر الندوة إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة، في حين شارك في النقاش ثلاثة فائزين في الجائزة بدورتها الماضية وهم: الدكتور عبد الرحمن فراج والدكتورة نيرمين إبراهيم اللبان، والدكتور أحمد شحادة، كما أدار الندوة الدكتور عمر عبد العزيز.
وأكدت إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة، أن جائزة الشارقة للأدب المكتبي وهي تستشرف عشرين عاماً جديداً، في ظل تحديات معرفية كبيرة فرضتها الثورة الرقمية، تبحث عن أطر جديدة لدور وعمل المكتبات ومؤسسات المعلومات وأنشطتها تمهيداً لمستقبل أكثر تعقيداً لمكتبات ما بعد الرقمية.
وأضافت: إن الثورة الرقمية التي نشهدها أحدثت تحولات كثيرة على الصعد كافة، وامتدت آثارها لتشكل نمط حياة وعمل جديد خاصة في الجانب المعرفي، ولم تكن المكتبات ومؤسسات المعلومات بمعزل عن هذه التحولات، فتغيرت النظرة الكلاسيكية للمكتبات لتتحول الى منصات وفضاءات شاملة للتعليم والتعلم الذاتي والإبداع والابتكار، وأصبح جوهر العمل المكتبي هو توفير وسائل ومرافق عامة للوصول الحر للمعرفة كحق أصيل لكل إنسان».
وتستهدف الجائزة في هذه الدورة الممارسات الواقعية والتجارب الحية لمكتبات ما بعد المعرفة الرقمية سواء على مستوى الأشكال والأطر المعرفية أو على مستوى التشريعات أو الأدوات والممارسات أو مستوى الخدمات، وانتهاء بمستوى التخطيط واستشراف المستقبل على أن تكون المساهمات ضمن أحد المحاور الستة التي حددتها إدارة الجائزة.
وتضمنت المحاور، استشراف الخدمات المعلوماتية والمعرفية لمكتبات المستقبل، ومكتبات المستقبل كمنصة للتعليم والابداع والابتكار المعرفي: تجارب واقعية، وهندسة الخدمات المعلوماتية في البيئة الرقمية لمكتبات المستقبل، وأمن وإدارة الحقوق الرقمية في مكتبات المستقبل، ومكتبات المستقبل وبناء الشبكات الاجتماعية المعرفية، وأخيراً التقنيات والتطبيقات الذكية لمكتبات المستقبل.
وقدم الدكتور عبد الرحمن فراج أستاذ علم المكتبات والمعلومات في جامعة بني سويف، شرحاً عن البحث الذي فاز من خلاله بالجائزة والذي حمل عنوان» المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت المتاح وفقاً للوصول الحر»، مشيراً إلى أنه متفائل بمستقبل الوصول الحر على مستوى الأرشفة والنشر في العالم العربي.
وتحدث الدكتور أحمد شحادة المدرس في قسم المكتبات والمعلومات في جامعة المنيا، عن بحثه بعنوان «التكاملية بين علوم المكتبات والمعلومات والعلوم الأخرى»، لافتاً إلى أهمية تطوير المحتوى الرقي العربي على مستوى المكتبات وعلى مستوى الوسائط الأخرى المتعددة.
كما قدمت الدكتورة نيرمين اللبان من قسم المكتبات والمعلومات في جامعة الإسكندرية، شرحاً عن بحثها الفائز بالجائزة بعنوان «دور الشراكات في إثراء القيمة المعرفية الناتجة عن مشروعات التراث الأرشيفي».