السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لعب الأطفال..حوارات ناطقة مع دمى صماء!

لعب الأطفال..حوارات ناطقة مع دمى صماء!
25 يوليو 2009 21:16
كان «أفلاطون» يرى في اللعب طريقة لتعليم الأطفال المهارات المطلوبة منهم في أعمالهم كراشدين. وقال فيلسوف يدعى «كومينوس» في كتابه مدرسة الطفولة: «ما دام لعب الأطفال لا يؤذي الغير، فيجب أن نشجعهم عليه بدلاً من أن ننهاهم عنه، لأن هذا هو أسلوبهم في التعليم». ينظر بعضنا إلى اللعب على أنه شيء تافه، أو مجرد ممارسة فارغة يقوم بها الأطفال لقتل وقت الفراغ، لكن في الواقع أن اللعب هو إحدى أقوى الدعامات للصحة النفسية والتعلم والإنتاجية، بل إنَّ العلاج باللعب هو إحدى الطرق الحديثة التي تساهم في علاج بعض الحالات التي يعاني منها الأطفال. هذا فضلاً عن كون اللعب وسيلة من وسائل فهم شخصية الطفل، فعندما نرقب أطفالنا وهم يلعبون، نستطيع الحصول على معلومات عن طريقة تفكيرهم وعن مشاعرهم ودوافعهم وسلوكياتهم وهمومهم أكثر مما نحصل عليه منهم عند الحديث معهم. ولا ترجع أهمية اللعب إلى الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في اللعب فحسب ، بل من خلال «اللعب»، يكتشف العالم وتنمو مداركه العقلية والانفعالية والاجتماعية فيتعلم المهارات المختلفة. كما إنَّ اللعب من شأنه أن يحرر الطفل من القيود، وهو يعتبر وسيلة من وسائل تحقيق عملية التنشئة الاجتماعية، وكذلك النمو الجسمي السليم، فهو ينمي عضلات الطفل الصغرى والكبرى، وقد لا يتطلب الأمر الأدوات باهظة الثمن، إذ من الممكن الاكتفاء بالمواد المستهلكة لتنمية مدارك الطفل وحواسه. أيضاً تتاح للطفل من خلال استغراقه باللعب فرصة جيدة للعمل والإتقان والإجادة، فيتعلم مواقف الحياة المتنوعة، ومحاكاة الظواهر، ويجرب الطرق المختلفة لأداء الأشياء، ومن ثم هو يدرك قدراته الخاصة كذلك، وعن طريق اللعب يكتسب الطفل وسائل عدة تساهم في نموه الاجتماعي، لذلك هو يبدأ باللعب منذ ولادته ولكن بطريقته، ويبقى الطفل مستمراً باللعب حتى أعتاب المراهقة، وكل حسب مرحلته العمرية. تبقى الحاجة للعب متساوية عند جميع الأطفال، وفي مختلف الأعمار، وكل ماعلينا فعله هو فقط التعرف على قدراتهم ومتابعة لعبهم، حيث على مر الأجيال والعصور يبقى اللعب في المقام الأول بالنسبة للطفل، فهو يستولي على تفكير الأطفال منذ أن بدأت الخليقة، حين كان طفل الإنسان الأول يلعب بالرمل والطين. كما نلاحظ استمتاع طفل الثالثة والرابعة في زماننا الحاضر بالماء والرمل، من هنا تتأكد مقولة أنَّ اللعب يحدث بشكل تلقائي وطبيعي من جانب الأطفال، وإن تكن البيئة تلعب دوراً بارزاً في تشكيل اللعب، وخاصة الخيالي منه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©