الأيام تمضي سريعاً ·· ولكل يوم سعيد، ذكرى جميلة تعز على قلب الإنسان (كبيراً كان أم صغيرا)، يحفظها في قلبه لسنوات عديدة، وكلما مرت عليه لحظة حزن، تذكر تلك الأيام، وقال في قلبه: ليت الأيام السعيدة لا تنتهي· حتى الأطفال 'أحباب الله'، تجد لكل منهم ذكرى جميلة، يحتضنها في ذاكرته وقلبه، يأخذها معه حتى يكبر فالأيام تجري وبسرعة الصاروخ فقبل يومين كنت في أول مرحلة دراسية لي، أبكي مع أولئك الأطفال الذين تترقرق الدمعات في عيونهم البريئة، حين يودعون أمهاتهم، ويبقون وحيدين مع مجموعة مجهولة من الأطفال 'غريبي الأطوار'، لازالت تلك الصرخات المدفونة ترن في أذني، كنت معهم أبكي بشدة وأنا متمسكة بأطراف ثوب أمي، لكنها اكتفت بقولها لي: 'لا تبكي، فالجميع هنا يحبك'، إلى أن لجأت إلى الحيلة، حيث كانت هنالك حديقة صغيرة بالقرب من البوابة الرئيسية للمدرسة، فاشترطت على أمي، أن تأخذني إلى الحديقة وبعدها لن أبكي، وافقت وأخذتني، إلى هناك، وما كان مني، إلاّ أن ركضت إلى البوابة للبحث عن سيارة لاختبئ فيها·
ولا أنسى أخواتي الصغيرات ومواقفي، المضحكة معهن، وأيام كنا نلعب معاً ألعابنا الشعبية الجميلة كما لا أنسى موقفي المضحك مع أختي التي تصغرني بعامين، حيث بعثت لنا جدتي 'رحمها الله' مجموعة سيارات صغيرة لنتسلى بها، وكانت تمشي بفعل حركة عجلاتها الخلفية السريعة جداً، ولمجرد المزاح، وضعت تلك السيارة الصغيرة على شعر أختي، وبدأت العجلات بالدوران، حتى تكتل شعرها بأكمله حول إحدى العجلات، وبدأت هي بالصراخ·
وإن لم تخني ذاكرتي كان بتاريخ 12 سبتمبر في عام 1994م الذي يصادف يوم ميلاد أختي 'نفسها'، فطلبت إليّ أن أقيم لها حفلة صغيرة، وافقت على طلبها، واتصلت بصاحب أقرب بقالة إلى منزلنا (بابو الهندي)، وطلبت منه إحضار كعكة صغيرة 'بونص'،، وضعناها في منتصف غرفتنا، وأشعلنا فوقها شمعة صغيرة، وبدأنا ننشد بالأجنبية، التي لم نكن نعي معناها·
اقتربت أختي من الشمعة الصغيرة لتطفئها، فإذا بشعرات من شعرها الأمامي، تصل إلى الشمعة قبلها، واحترقت حتى تغير لونها، رغم أن الشعرات كانت قليلة ولكنها كانت ضمن شعرها الأمامي والظاهر 'قصتها'، فجئت أنا بشعرها المحروق، أنزلتها وأنزلت من فوقها الشعر الباقي 'السليم'، جاءت أمي تسألنا إن كنا نشم رائحة 'شي يحترق'، فقلنا بكل براءة 'ما نشم شي'، وإلى هذا اليوم، لا تعلم أمي بما حصل!
أما عن مغامراتنا أنا و'عيال الفريج' فكان الجميع يشتكي ويتذمر، ولكن الجميل الذي كنا نفعله هو أيام كأس العالم حيث كان الجميع تلك الأيام 'مدمني كورة' بما فيهم نحن، فكنا نفرش 'حصيرا' بالقرب من منزلنا، ونخرج التلفاز الاضافي، ونتابع المباريات في الخارج، وما أن ينتهي الشوط الأول، حتى نرى من في 'فريجنا'، جالسا خلفنا على ذلك 'الحصير'، ويتابع المباراة معنا، كان منظر أولئك الآسيويين يغلقون البقالات، ومنظر من هو خارج من المسجد بعد الصلاة، يده على 'عقاله' وهو يركض متجهين نحونا، يثير الضحك والدهشة!!
ذكريات جميلة نأخذها معنا ونحن نكبر ونتعلم، فمن يستطيع نسيان أيامه الحلوة؟؟
حصة العبيدلي·· - العين