أحمد مرسي (الشارقة)
أكد المهندس علي بن شاهين السويدي رئيس دائرة الأشغال العامة بالشارقة، أن مشروع ميدان خورفكان، وبحيراته الأربع، يعتبر من المشروعات الجمالية الرائعة التي أضفت على المدينة جمالاً فوق جمالها، وواجهة خلابة للقادمين إليها والمقيمين فيها وبلغت تكاليفها 120 مليون درهم.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن فكرة المشروع بدأت أثناء زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لمدينة خورفكان عام 2017 ووجه سموه حينها أن يتحول هذا المكان إلى منتزه بديع يتيح للآتين إلى خورفكان بهجة، والتمتع بجمال المنظر وأن يكون متنفساً طبيعياً للأهالي ومكاناً لتجمعاتهم بما يحتويه من مناطق خضراء وبحيرات ومدرجات ومعابر فضلاً عن استراحات جلوس إلى جانب الممرات في محيط البحيرات ومسطحات خضراء وأعمال الزراعة والتشجير للجبال المحيطة.
وقال إن الجهد الذي نٌفذ به المشروع، وتم بالتنسيق مع الجهات المعنية، وشهد تعاونا وثيقا فيما بينها، تحقق في فترة زمنية قياسية، أخرجت للواقع لوحة فنية معمارية سعد بها الجميع، وفق رؤية لإعمار حضاري مستدام واستخدام التقنيات الحديثة والمتطورة في العمران.
وأوضح أن ميدان خورفكان، ببحيراته الأربع، استخدم التقنية الذكية في تشغيل البحيرات والنوافير التي توجد بها، وفقاً لأحدث النظم والتقنيات مستغلة الذكاء الصناعي في الأمر، حيث تم تزويد البحيرات بنظام تحكم حديث يدعى «اسكادا» ويعمل على التحكم والمراقبة لعمل النوافير عن طريق الربط الإلكتروني بينها جميعاً لتعمل بوقت واحد، مع مراعاة جمع المعلومات المتعلقة بمستوى المياه في البحيرات وسرعة الرياح وتدفق المياه وإرسالها لنظام التحكم الرئيسي، وبالتالي اتخاذ قرارات ذاتية في مواضع معينة، وعليه يتم إرسال إشعارات لمركز البيانات في الدائرة، مما يسهل من عملية معالجة المشكلات وتحديد مواضع الخلل بصورة ميسرة.
أرقام على أرض الواقع
أفاد السويدي، أن تكلفة المشروع بلغت نحو 120 مليون درهم وعلى مساحة 40 فداناً، 100 ألف متر مربع، و180 متراً مكعباً قطع جبلي، و156 ألف متر مكعب كميات الردم، ومساحة البحيرات فقط 21 ألف متر مربع، واستخدم فيه 8500 متر مكعب خرسانة ومر بعدة مراحل، منها مرحلة تهيئة الأرض، ومع مطلع عام 2018 جرت تسوية الأرض المخصصة للمشروع بالكامل ووصلت كمية القطع الجبلي ما يقارب 180 ألف متر مكعب لارتفاعات تراوحت ما بين المترين وخمسة أمتار بالإضافة إلى أعمال الردم التي بلغت 56 ألف متر مكعب على مساحات تجاوزت 40 فداناً.
وتابع أنه من بين مراحل تنفيذ المشروع مرحلة التمديدات والأعمال تحت سطح الأرض حفاظاً على الشكل الجمالي للميدان، حيث تم حفر الأرض على أعماق مناسبة تصل لأربعة أمتار، وذلك لوضع خزانات مياه عملاقة يصل حجمها إلى 1800 متر مربع وإخفائها حتى لا تؤثر على الشكل المتألق للميدان. وقال إن هناك العديد من الأرقام التي يجب ذكرها لتوضيح حجم وقيمة المشروع من بينها وجود خزانات مياه بسعة 3.8 مليون جالون، كما أن عمق الخزانات المركبة تحت الأرض بلغ 4 أمتار، وسعتها من المياه مليون جالون، 8500 متر مكعب خرسانة صديقة للبيئة، 28 مضخة، 1800 متر مربع مساحة كل غرفة مضخة، وعدد 12 مضخة مياه لري المسطحات الخضراء، و20 حصانا بخاريا سعة كل مضخة.
واستطرد السويدي قائلاً «إن من بين المراحل المهمة في المشروع مرحلة إنشاء 4 محطات كهربائية تصل كفاءة المحول لثلاثة منها 1000 كيلو فولت والرابع 500 كيلو فولت، كما تم إنشاء عدد من آبار المياه الجوفية ذات المياه العذبة حول البحيرات كمصدر أول لتغذيتها بالمياه، بالإضافة لتوصيل المياه من الشبكة الخاصة بالهيئة كمصدر ثان، ويوجد خط دائم للتغذية قطرة 200 مم وبطول كيلو مترين.
4 بحيرات
ذكر المهندس علي بن شاهين السويدي، أن المشروع يضم أربع بحيرات، الأولى بجوار الجامعة وبمساحة 5520 متراً مربعاً و 341 نافورة، وفي كل بحيرة توجد نافورة وسطية لدفع المياه تصل لـ 25 متراً، وأخرى تصل لـ 18 متراً، مع صنابير مياه تتفاوت في الارتفاع بين 3 أمتار و 8 أمتار، وتضم 865 ألف جالون في الخزان الرئيسي والبحيرة الثانية أسفل سارية العلم مساحتها 5807 أمتار مربعة وبها 249 صنبور نافورة، بسعة أكثر من مليون جالون الإجمالي في الخزان الرئيسي.
وأضاف أن البحيرة الثالثة أسفل نصب المقاومة بمساحة 3144 متراً مربعاً وبها 321 صنبو نافورة، و492 ألف جالون الإجمالي في الخزان الرئيسي، والبحيرة الرابعة بجانب مجمع المحاكم وتبلغ مساحتها 6722 متراً مربعاً وتضم 375 صنبور نافورة، و 1.3 مليون جالون الإجمالي في الخزان الرئيسي.
تحديات المشروع
تحدث رئيس دائرة الأشغال العامة بالشارقة، عن عدد من التحديات التي واجهت المشروع من حيث التنفيذ، وذلك نظراً لطبيعة الأرض الجبلية المحيطة بالميدان وموقعه الاستراتيجي الهام الذي يربط معظم مداخل الميدان ومخارجه بقلب المدينة.
وقال إن من التحديات العديدة التي واجهت فرق العمل، كبر حجم الخزانات التعويضية التي تم تزويدها، ومن ثم تهيئة المكان المناسب لغرف الخدمات، وبالتالي إخفاءها تحت الأرض، وطبيعة الأراضي الجبلية وصلابتها التي تتطلب معدات خاصة وآليات على درجة عالية من القدرة تناسب أعمال القطع الجبلي.
وأَضاف أن من بين التحديات ضرورة توفير كميات كبيرة من المياه للنوافير ورى المسطحات الخضراء، وتم ذلك عن طريق حفر الآبار وإنشاء خزانات مياه في وقت قياسي، بالإضافة لوجود الكثير من الخدمات القائمة في مكان الإنشاء، مما تطلب نقلها إلى مواقع أخرى وضمان انسيابية الحركة المرورية أثناء العمل على الميدان وعدم إيقافها لاسيما عملية دخول وخروج سيارات الإنشاء إلى الموقع وضمان وصول ونقل التجهيزات إليها مع عدم إيقاف الحركة المرورية.
أعمال التشجير
قال المهندس علي بن شاهين السويدي، إن هناك العديد من أعمال التشجير الرائعة التي زينت المكان وحققت جماليته، حيث تم عمل مسارات بين البحيرات بواقع 17 ألف متر مسطح، وزراعة المسطحات الخضراء حول البحيرات بمساحة تصل لـ46 ألف متر مربع، وتم استخدام أشجار الجهنمية والسدر لتطويق المكان وتجميله بالتنسيق مع بلدية المدينة، وكذلك شبكة متكاملة للري.
وقال السويدي تبلغ المساحة الخضراء التي تضمنتها منطقة الميدان 46000 متر مربع ، وتضم 200000 من زهرة الفنكا و3305 شجرات جهنمية و 20700 من نبات دباي «المتسلقة» و 7900 شجرة سدر و520 الكونوكاربس «دمس»، و2200 متر أطول الأحواض الشريطية الزراعية في الميدان.
وأشار إلى أنه تم تركيب أعمدة إنارة ديكورية يصل طولها لـ4.5 متر وعددها 56 عمود إنارة، مع حماية البحيرات بسور معدني، وكذلك نظام محكم لتصريف المياه حولها حال سقوط أمطار غزيرة، كما تتضمن البحيرات 26 مقعد ديكوري وزودت بـ 848 كاشف إضاءة أرضياً، و1296 فوهة ضخ مياه.