محمد صلاح (رأس الخيمة)
تجاوزت مبيعات أسماك الحبار في أسواق إمارة رأس الخيمة خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين حاجز المليوني درهم بسبب الصيد الوفير من هذا النوع من الأسماك وزيادة الإقبال على شرائه من قبل المواطنين والمقيمين بالإمارة.
واعتبر صيادون وتجار بالإمارة أن ارتفاع حجم مبيعات هذا النوع من الأسماك والمعروف محلياً باسم «النغر» يأتي تعويضاً للصيادين والتجار عن التراجع الذي شهده السوق العام الماضي بسبب قلة صيد بعض الأنواع، مثل القباب والشعري والصافي والكنعد.
وقال حميد الزعابي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الصيادين في رأس الخيمة: إن الصيد الوفير من الحبار خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين ساهم في تحريك السوق، وتعويض غياب بعض الأنواع المهمة في أسواق السمك المحلية، والتي أدت إلى قفزة في أسعار معظم الأسماك في ظل الإقبال الكبير على السوق، لافتاً إلى أن الصيد الوفير من «الحبار»، وانخفاض سعره لمستويات قياسية وتسجيله لسعر 15 درهماً للكيلو جرام الواحد تسبب في بيع كميات كبيرة من هذا النوع طوال الشهرين الماضيين.
وأضاف: الحبار من الأسماك ذات القيمة الغذائية العالية ويزيد الإقبال عليه بدءاً من منتصف أكتوبر، ويؤشر ظهوره في قراقير الصيد على عودة الأسماك المهاجرة، ووصول موسم الصيد لذروته، كما أن للحبار قيمة كبيرة كونه يدخل في صناعة بعض المستحضرات الطبية.
وأشار إلى أن الجمعية نبهت خلال الفترة الماضية الصيادين حول كيفية التخلص من البيوض العالقة للحبار في قراقير الصيد، والتي تسبب خسائر كبيرة في المخزون السمكي من هذا النوع إذا لم يتم إعادتها للبحر قبل مرور نصف ساعة من إخراج القراقير، موضحا أن أسماك «الحبار» تتكاثر مرتين في العام، المرة الأولى تكون في شهري أكتوبر ونوفمبر، والمرة الثانية تكون في شهري مارس وأبريل من كل عام، مشيراً إلى أن حركة الصيد تأثرت خلال الفترة الماضية بارتفاع أمواج البحر والرياح الشديدة التي شهدتها قبل أن تعود إلى طبيعتها.
وأكد الزعابي أن هناك التزاماً من جميع الصيادين بالإمارة بالقوانين المنظمة للصيد، سواء المتعلقة بفترات حظر الأسماك أو المتعلقة بالبيئة البحرية وأحجام الأسماك، مشيداً بتشديد إجراءات منع الصيد في الخيران لما له من انعكاسات إيجابية على قطاع الصيد بالإمارة، كون هذه الخيران تمثل بيئة بحرية آمنة، وحاضنة لكثير من الأحياء البحرية والأسماك التي تتخذها موائل للتكاثر نظراً لضعف التيارات البحرية الموجودة بها.
ومن جانبه، أكد ناصر محمد تاجر بالسوق إلى أن شهري نوفمبر وديسمبر شهدا زيادة المبيعات من أسماك الحبار، وبأسعار تراوحت بين 15 20 درهماً، مشيراً إلى أن زيادة الطلب حالياً على السوق وراء الارتفاع الكبير في أسعار بعض الأسماك، وفي مقدمتها القباب التي سجلت منذ بداية الأسبوع الجاري أعلى قيمة سعرية منذ فترة طويلة، حيث قفز سعر السمكة إلى 150 درهماً، مقارنة مع 50 درهماً في السنوات الماضية لنفس الحجم والوزن الذي يتراوح بين 3- 4 كيلو جرامات.