في إطار استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث المتمثلة في حفظ وصون التراث المعنوي، وتعميق دوره في بناء الهويّة الوطنيّة، والنهضة التنمويّة الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات العربيّة المتحدة، وتعزيزاً للإنجازات التي حققتها الإمارات في التعاون مع منظمة اليونسكو لإبراز التراث الوطني الأصيل، تنظم الهيئة وبالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ورشة عمل للمهتمين بتراث العيالة والتغرودة من أكاديميين ومُتخصصين وخبراء وباحثين ومُمارسين، بمشاركة هيئات ومؤسسات حكومية ومجتمعيّة، وذلك خلال الفترة من 22- وحتى 24 مارس الجاري في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي.
وأكد محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أنّ دولة الإمارات قد تمكنت من تحقيق نجاح باهر في مجال صون عناصر التراث المعنوي وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ عليها وفقاً لاستراتيجية الحفاظ على تراثنا الثقافي العريق، وبما يُمثّل نموذجاً فريداً في التعايش والاندماج الثقافي والحضاري بين شعوب العالم. مُشيراً إلى تواصل الجهود الحثيثة للتعاون مع منظمة اليونسكو في دعم الخطط والبرامج الرامية للحفاظ على التراث الثقافي والإرث الإنساني للبشرية.
وعن الاستعدادات لإعداد ملفات العيالة والتغرودة، يوضح د. ناصر علي الحميري مدير إدارة التراث المعنوي في الهيئة، أنّ هذه الورشة تندرج في إطار الشراكة التي باتت تربط دولة الإمارات العربيّة المتحدة- ممثلة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، باليونسكو، وفي إطار خططنا المنهجيّة المدروسة لتوطيد دعائم هذه الشراكة، لا سيما بعد المكانة التي حظيت بها دولة الإمارات العربيّة المتحدة لدى اليونسكو، والتي كان من بين نتائجها تبوؤ عدد من أعضاء فريق الخبراء الممثل للدولة في اجتماعات اللجنة الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي مناصب قياديّة مهمة فيها. وأضاف الحميري: كلنا يعلم أن اليونسكو نافذة تطل عن طريقها الحضارات على بعضها بعض، من خلال التعريف بثقافاتها وتراثها وأصالتها، وهي قبل كل شيء جسر للتواصل والتفاهم بين الأمم والشعوب، لذلك نحرص في إدارة التراث المعنوي منذ حين على حصر عناصر التراث في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، في قوائم جرد، تبعاً للمعايير والمتطلبات الخاصة باليونسكو، بغية ترشيحها لهذه المنظمة الدولية تباعاً.
ومع نجاح جهود تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية، قمنا بترشيح ملفين آخرين في شهر فبراير الماضي، هما ملف السدو، وملف الألعاب الشعبيّة، والآن في طريقنا لترشيح ملف العيالة، وملف التغرودة، واللذين سيتم استكمالهما في ورشة العمل القادمة، التي يواكب انعقادها احتفالات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث باليوم العالمي للتراث.
وحول أهداف الورشة يوضح الحميري أنها تهدف للتعريف بالجهود التي تقوم بها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لصون تراثنا، وأهميّة تسجيله في اليونسكو، إضافة لتقييم الجهود الحالية، والمستقبليّة، التي تقوم بها الهيئات والمؤسسات الحكوميّة والمجتمعيّة من إجراءات حالية وتطلعات مستقبليّة لصون تراثنا، ومنه تراث العيالة والتغرودة، وأخيراً استكمال إعدادهما بالصورة النهائية للترشيح. لذلك حرصنا على مشاركة الوزارات والمؤسسات الحكوميّة، وأنديّة التراث، والجمعيات التراثية، وغيرها من الأفراد والجماعات، التي تمارس تراث العيالة والتغرودة، آملين أن تحقق الورشة أهدافها.