الأحد 24 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حركة «حفلة الشاي»... تذكَّروا جيداً هذا الاسم

26 ابريل 2010 22:12
تخيل أن حركة "حفلة الشاي"، وهي تيار سياسي يميني أميركي، ستستمر في النمو حجماً ونفوذاً؛ وفي مرحلة ما في المستقبل، سيقوم أعضاؤها، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، بالهيمنة على الفرعين التنفيذي والتشريعي للحكومة الفيدرالية. حسب هذا السيناريو، فإن حركة "حفلة الشاي" ستغير في نهاية المطاف وجهَ الحكومة الفيدرالية؛ ولكن كيف سيصبح شكل أميركا بعد ذلك؟ قبل الإجابة على هذا السؤال، تذكر أنه لا يوجد شخص واحد يتحدث باسم حركة "حفلة الشاي"؛ ذلك أن أعضاءها ينتمون إلى ألوان سياسية وإيديولوجية متنوعة من المحافظين المسيحيين إلى التحرريين. وبالتالي، فإنه لا يمكننا أن نصف مستقبل "حفلة الشاي" بدون الإجابة ابتداءً على هذا سؤال: "عن أي عضو من حركة حفلة الشاي نتكلم؟". غير أننا إذا اخترنا أكثر النقاط التي يشتركون فيها، حينها يمكننا أن نرسم صورة دقيقة إلى حد ما للتغييرات التي سيُدخلها على الأرجح أعضاء الحركة على الحياة السياسية والحكومة الفيدرالية، وكيف يمكن لهذه التغييرات أن تغير علاقتنا بواشنطن. ولكن لنلقِ نظرة أولا على أكثر المواضيع المشتركة بين منتسبي هذه الحركة. إذا كان كثير من منظمات "حفلة الشاي" الفرعية ينخرط في المواضيع والسباقات المحلية، فإن اهتمام الحركة الرئيسي يوجد في واشنطن؛ حيث يفيد استطلاع للرأي أجراه مؤخراً "مركز بيو للبحوث" أن 8 من كل 10 أميركيين لا يثقون في الحكومة الفيدرالية؛ في حين يقارب العدد بين منتسبي حركة "حفلة الشاي" 9 من كل 10. وهذه ملاحظة مهمة لأنها تبرز موضوعاً مشتركاً مهمّاً جدّاً: رؤية تحررية لدور العاصمة واشنطن. ويرى أعضاء حركة "حفلة الشاي" أنه ينبغي تقليص نطاق السلطة الفيدرالية بطريقتين: أولا، تقليص التشريعات الفيدرالية، بحيث يتقلص حجم "السجل الفيدرالي" -النشر اليومي للقوانين والتنظيمات والمراسيم الفيدرالية- من أكثر من 69 ألف صفحة إلى 10 آلاف صفحة، مثلما كان عليه الحال في عام 1950. ثانياً، إزالة السلطة التشريعية للوزارات والوكالات الفيدرالية بحيث لا يعود باستطاعة "وكالة حماية البيئة"، مثلا، أن تعلن أن البركة الموحلة التي توجد في حديقتي الخلفية أصبحت مستنقعاً محميّاً بموجب القوانين الفيدرالية. وهو ما يعني بالنسبة للمواطن الأميركي العادي نفوذاً أقل لواشنطن على حياته. وبذلك، سيصبح باستطاعته التخطيط للمستقبل وهو يعلم أن ملكه هو بالفعل ملكه؛ ولن يكون في حاجة إلى إذن بيروقراطي من واشنطن لصبغ منزله بالأزرق أو إنشاء حوض سباحة. كما لن يكون مضطراً لشراء تأمين صحي معتمد من قبل الحكومة أو سياقة سيارة مصنوعة من قبلها. وعلاوة على ذلك، فإن التغيير سيزيد بشكل كبير سلطة المواطن الأميركي السياسية الشخصية. فاليوم، تتمتع الحكومة الفيدرالية في واشنطن بتأثير مفرط على حياته؛ وتغيير القانون الفيدرالي يكاد يكون مستحيلا، لأن على المرء، إن كان يرغب في ذلك، أن يستعين بخدمات باهظة لفريق من أفراد جماعات الضغط، أو إقناع نصف كل الناخبين الأميركيين على الأقل بدعم المرشحين للكونجرس الذين يؤيدون فكرته -فكرة الإصلاح. فهل لدى الأميركي البسيط هذا النوع من الوقت والمال؟ إن أعضاء حركة "حفلة الشاي" يريدون ما يعتبرونه إعادة توازن إلى ميزان القوى في أميركا، بما يجعل حكومة الولاية والحكومة المحلية أكثر أهمية من الحكومة الفيدرالية، مثلما كان مقصوداً أصلاً من الدستور الأميركي، ومثلما كان عليه الحال خلال النصف الأول من تاريخ الولايات المتحدة. والواقع أن الدستور يشير إلى عدد محدود جدّاً من الأنشطة التي تستطيع حكومة الولايات المتحدة القيام بها باسم الأميركيين؛ غير أن حركة "حفلة الشاي"، لو قدر لها الحكم، ستطبق مخططاً يقضي بالإلغاء التدريجي لتلك الأنشطة والوزارات والوكالات التي تم إنشاؤها خارج الدستور، بحيث تختفي مع مرور الوقت وزارات التعليم، والصحة والخدمات الإنسانية، والسكن والتطوير العمراني، وشؤون قدماء المحاربين. على أنه إذا كنا نرغب في الإبقاء على وزارة قائمة تتعدى مهمتها الدور الذي يحدده الدستور للحكومة، سيتعين على الكونجرس والولايات حينها تبني تعديل دستوري للتأسيس لتلك السلطة الجديدة. وفي عام 1949، شكل الإنفاق الفيدرالي 14 في المئة من الناتج الوطني الخام؛ أما في 2009، فقد أنفقت الحكومة الفيدرالية 25 في المئة من الناتج الداخلي الخام، ما يمثل عمليّاً زيادة بـ70 في المئة. وحسب مكتب ميزانية الكونجرس، فإنه بحلول 2019 سيشكل الدين الوطني 90 في المئة من الناتج الداخلي الخام، ما يمثل نقطة تحول لها علاقة بتباطؤ النمو الاقتصادي، كما يقول عالما الاقتصاد كينيث روجوف وكارمن رينهارت. وهدف حركة "حفلة الشاي" هو وقف ذلك. وهو ما يعني بالنسبة للمواطن الأميركي العادي مستقبلا ماليّاً أكثر أماناً، وتعليماً أفضل لأطفاله، وتقاعداً أكثر راحة، لأن عبء الضرائب الفيدرالية سيخف بشكل ملحوظ في النهاية. كما سيقلص انخفاضُ الإنفاق الفيدرالي عجزَ الميزانية السنوية مما سيسمح لنا نحن الأميركيين بالبدء في تسديد ديننا الوطني الضخم. ولئن كنت لا أدعي أنني أتحدث باسم كل أعضاء حركة "حفلة الشاي"، إلا أنني أعتقد أن هذه الإصلاحات تمثل موضوعاً مشتركاً بالنسبة للفصائل المختلفة التي تشكل تيار حركة "حفلة الشاي" الأكبر. بيل هينسي - سانت لويس - ميسوري ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©