26 ابريل 2010 20:58
تعرف إنعام المنصوري، استشارية العلاقات الأسرية والزوجية في العين، التحرش الجنسي على أنه كل إثارة يتعرض لها الطفل أو الطفلة - وتسبب له إساءة وألماً نفسياً ومعنوياً أوجسدياً- عن عمد بتعرضه للمشاهد الفاضحة أو الصور الجنسية أو العارية، أو غير ذلك من مثيرات حسية كتعمد ملامسة جسمه أو أماكن حساسة منه، أو حثه على فعل ذلك مع شخص آخر أو تعليمه ألفاظاً سيئة أو عادات سلوكية سيئة بالابتزاز والتلصص والتخويف والقهر والعنف، أو الاعتداء الجنسي المباشر، أو استغلاله سنه وضعفه وعدم أهليته للقيام بأفعال مشابهة.
وتشير المنصوري إلى إمكانية تعرض الطفل للتحرش ما بين سن (2-5) على يد أقرب من يتولون رعايته دون رقابة كالمربية والسائق والخدم والمراهقين في العائلة أو أطفال الجيران أوالأقارب الذين قد يترك معهم في خلوة، والتلفاز بقنواته الفضائية غير المراقبة من الوالدين التي قد يترك أمامها ليشاهد أشد المشاهد الجنسية إثارة له فيقوم بمحاكاتها فور أن تسنح له الفرصة.
أما في سن من (5-12) فقد يتعرض الطفل أو الطفلة للتحرش من كل من يمكن أن يختلط بهم دون رقابة، بعد إغوائه مصحوباً بالتهديد بالضرب أو العقاب أو القتل إذا باح لأحد، أو بتخويفه بأن الوالدين قد يعاقبانه أو يؤذيانه إذا علما بالأمر، أو قد يتم إغراؤه بالمال أو الهدايا أو الحلوى أو غير ذلك. كما أن حب الطفل للتجربة والمعرفة واكتشاف كل مجهول قد يكمن وراء إمكانية سقوط الطفل ضحية للمتحرشين في معزل عن والديه. وعادة ما يكون المتحرش هو شخص متحرَش به من قبل، وهذا ما يدفعه للتحرش بالآخرين.
عواقب التحرش
تشير المنصوري إلى عواقب التحرش على الطفل، وتقول: “غالباً نجد الطفل الذي يتحرى غياب والديه ليفعل أو يفعل به مثل هذه الأمور هو طفل لا توجد علاقة قوية أو صداقة حميمة تربطه بوالديه أو أحدهما، فصداقة الطفل لوالديه وشعوره بالأمان معهما تحميه من الكثير من المشكلات وتجعل باب الحوار بينه وبين والديه مفتوحا دائما بما لا يسمح بوجود أسرار بينهم.، فالطفل الذي يتعرض للتحرش بمعناه المشار إليه، غالبا ما يحدث له ما يسمى “إفاقة جنسية مبكرة”، وهو ما يؤدي إلى إصابته بـنشاط جنسي زائد، والطفل في هذه السن من الناحية العلمية لا يعرف الميول الجنسية المعروفة لدى الكبار، لكن يمكن أن يندرج هذا النشاط الجنسي الزائد بما يتتبعه من تصرفات تحت ما يسمى بالسلوك السيئ الذي يفعله الطفل مقلداً أو مجبراً دون غريزة حقيقية داخله، فتظهر لديه تصرفات جنسية، وقد يتحول لمتحرش، كما قد تظهر لديه العديد من الاضطرابات على صورة أكل الأظافر أو التبول اللاإرادي أو الشرود، أو التدهور الشديد في المستوى الدراسي، أو الاضطراب في النوم، والكوابيس، والاستيقاظ فزعا من النوم. وقد تتصاحب هذه الأعراض أو توجد منفردة، ومن ثم يصبح في المستقبل طفل عدواني، أو مضاد للمجتمع، وكاره للآخرين، وقد يتكون لديه ميولاً عدوانية متعددة، وغير ذلك من اضطرابات سلوكية”.
وتوضح المنصوري طرق الوقاية في:” بناء جسور الحوار والصراحة والحب والمكاشفة بين الآباء والأطفال، ومشاركة الطفل في اختيار أصدقائه بشكل سليم، والتعارف الأسري على أسر أصدقائه، للتأكد من التقارب في أسلوب تنشئة الأطفال، وللمزيد من رعاية والحفاظ على الأبناء، وتوعية الطفل بمواصفات الشخصية السوية السليمة من الصدق، والحياء، والكرم، والاجتهاد، والأدب، واحترام الأكبر، والأمانة، والشجاعة في الحق... إلخ، مع دعم ذلك بالقصص لتقريب معنى كل صفة، ولا بد من ملاحظته جيدا دون تخويف، ومتابعة أنواع لعبه وممارساته اليومية مع أصدقائه ومع نفسه. و يفضل أن يكون اللعب مع الأطفال أمام أعين الأب أو الأم ما استطاعا، ولا بد من توعية الطفلة بقواعد التعامل مع الناس، وأن البنت الجميلة لا يقبلها سوى والدها أو جدها أو عمها فقط، أما أي أحد آخر فلا يصح أن يقبلها، وأن الله يرانا في كل مكان. مع دعم ذلك بالقصص، وبالتالي فما لا يصح أن يفعله الإنسان أمام الناس لا يصح أيضا أن نفعله في الخلوة”.
وتؤكد المنصوري: “يجب أن يتعلم الابن أو الابنة خصوصية كل جزء من جسمها من خلال حوارات موظفة لهذا الغرض لا تشعر فيه الطفلة بالافتعال أو النصح بالصيغ الإرشادية.