31 مايو 2008 03:09
تشهد الدولة العديد من الفعاليات احتفالا باليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يصادف 31 مايو سنويا، وقد اختير شعار ''شباب بلا تبغ'' لهذا العام· فقد كرمت منطقة الشارقة الطبية المقلعين عن التدخين، ويبدأ غدا تنفيذ القرار الذي أصدرته دائرة شؤون البلديات والزراعة بالشارقة لحظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة بالإمارة·
وأطلقت جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أمس حملة ''عالم خالٍ من التبغ''، تستمر لمدة خمسة أيام·
وقد أعدت وزارة الصحة مسودة مشروع قانون اتحادي لمكافحة التبغ على مستوى الدولة سيتم الإعلان عنه مع نهاية العام الجاري·
وكان معالي حميد القطامي وزير الصحة قد أشار في - تصريحات سابقة - إلى أن اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ والتي تتبع وزارة الصحة أدخلت في مسودة القانون بنودا حول رفع قيمة الضرائب على مصانع وشركات التبغ العاملة في الدولة إلى 150% بدلا من 100%·
واطلقت وزارة الصحة مركزين طبيين متخصصيين في مكافحة التدخين بكل من إمارتي عجمان والفجيرة، ليصل إجمالي المراكز الطبية المخصصة للمكافحة بدبي والإمارات الشمالية إلى 5 مراكز· تعتزم الوزارة إطلاق من 2- 3 مراكز طبية جديدة سنويا لمواجهة التدخين·
ويعتبر التبغ من الأسباب الرئيسية للوفاة بالنسبة للمدخنين، حيث يموت ضحايا التدخين بمعدل 15 عاماً أقل من نظرائهم الذين لا يستخدمون التبغ، فيما تستهدف شركات التبغ فئة الشباب، حيث يوجد في العالم ما يقارب 1,8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاما، و85 بالمئة من شباب العالم موجودون في الدول النامية·
وأكد الشيخ محمد بن صقر القاسمي مدير منطقة الشارقة الطبية، في كلمة خلال حفل تكريم خمسة عشر شخصاً من المقلعين عن التدخين الذي اقيم مساء أمس الأول في مركز ''ميجامول'' التجاري بالإمارة، أهمية قرار منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة بالإمارة، الذي أصدرته دائرة شؤون البلديات والزراعة بالشارقة، تنفيذا لقرار سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب الحاكم، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، الصادر أول أبريل الماضي بهذا الشأن·
وأشـــار إلى أن القــــرار يصب في الصالح العام حيث بينّت الإحصاءات الرسمية للدولة أن هناك ثلاثة من كل عشرة أشخاص من المدخنـــين، ما يعني أن الباقين معرضون للتدخين السلبي الذي قد يؤدي إلى اصابتهم بالعديد من الأمراض·
وبلغ عدد المراجعين لوحدة الإقلاع عن التدخين في الشارقة منذ إنشائها عام 2000 نحو 8265 مراجعاً ونجحت الوحدة في مساعدة 2654 منهم عن الإقلاع عن التدخين نهائيا، بحسب منطقة الشارقة الطبية· فيما بلغ عدد المراجعين لها في الفترة ما بين مايو 2007 وحتى أبريل الماضي 745 شخصاً تم إقلاع 254 منهم عن التدخين ·
وذكر مدير منطقة الشارقة الطبية أن قرار منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة تضمن لائحة شاملة للأماكن التي يمنع التدخين فيها مثل: أماكن الانتظار والاستقبال في الأماكن العامة، دورات المياه في الأماكن العامة، صالات الألعاب، المستشفيات والمرافق الصحية، المدارس، الفنادق والشقق الفندقية، الأسواق والمراكز المغلقة، صالات الألعاب والترفيه، المطاعم والمقاهي، مواقف السيارات غير المكشوفة، المحال والمعارض التجارية، صالونات التجميل وتصفيف الشعر·
ونوه إلى أن الغرامات التي حددها القرار، والتي تتراوح بين ألف درهم للأشخاص و عشرة آلاف إلى عشرين ألف درهم لأصحاب الأماكن، ستكون رادعة·
وبيّن أن وزارة الصحة في الدولة تولي اهتماما كبيرا بافتتاح وحدات للإقلاع عن التدخين في جميع إمارات الدولة، وتعزز إمكانيات هذه الوحدات بالكوادر المؤهلة·
وأشار الشيخ محمد بن صقر القاسمي، إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات والهيئات التي تشارك في تشجيع الأجيال، بدءا من الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية الثقافية والرياضية، مؤكدا ضرورة التنسيق وتعزيز الشراكة بين هذه الدوائر لضمان حماية المستهدفين من الوقوع في براثن التدخين والأضرار الصحية التي قد تنجم عنه·
وتضمن الاحتفال عرضا لتجربة أحد المقلعين عن التدخين وفيلما تسجيليا عن وحدة الإقلاع عن التدخين·
وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، قد أصدر أوامره بمنع تدخين الشيشة في مقاهي الإمارة ثم جاء تعميم المجلس التنفيذي رقم 1 لسنة 2000م بحظر التدخين في المؤسسات والهيئات والدوائر الحكومية في الإمارة·
وبحسب القائمين على حملة عالم خال من التبغ ، فإن واجب تحذير الشباب والأطفال من مضار التدخين يقع على كاهل فئات المجتمع كافة ودون استثناء·
وقد قام مركز الخدمات المجتمعية في جائزة الشيخ حمدان للعلوم الطبية بتثقيف الشباب حول أضرارالتدخين ومنتجات التبغ كخطوة أولى للحد من نسبة الشباب المدخنين·
وتشتمل الحملة على برامج زيادة الوعي عن اضرارالتدخين، وكذلك خدمة الرسائل النصية القصيرة، التي تحتوي على معلومات قيمة حول الاضرار التي يسببها التبغ، حيث سيتم إرسال هذه الرسائل الى سكان الامارات من مختلف الفئات والجنسيات·
وستعمل الحملة على زيادة وعي الجمهور حول أضرارالتدخين، سواء عن طريق قنوات الإذاعة والتلفزيون، أو من خلال المطبوعات التثقيفية التي سوف يتم توزيعها على المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز التجارية·
وبمناسبة حملة ''عالم خالٍ من التبغ'' أفادت الدكتورة ليلى المرزوقي، التي تعمل في قسم القلب بمستشفى دبي، وتدير مركز الخدمات الطبية التابع لجائزة الشيخ حمدان للعلوم الطبية، بأن معظم أمراض الرئة والقلب تبقى ناجمة عن التدخين، مضيفة أن شركات التبغ تستهدفت الشباب من خلال وسائل الاعلان التي تجذب اهتمامهم ·
وأكدت الدكتورة ليلى على ضرورة التثقيف المبكر حول عواقب التدخين المميتة، حيث إن معظم صغار السن يقومون بتقليد أبطالهم على شاشة التلفزيون، أو يكتسبون عادة التدخين من خلال الفضول الذي يدفعهم لتجريب التدخين·
وقال الدكتور نجيب الخاجة، الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان الطبية، إنه متــفاءل بنتائج الحملة في الحد من نسبة الذين يبدأون التدخين في سن مبكرة، معتبراً أن تثقيف الجمهور عن اضرار التدخين المميتة سوف ينقذ أرواحاً وأجساداً كثيرة، حيث إن أمراض الرئة والقلب الناتجة عن التدخين منتشرة في دولة الامارات بشكل يثير القلق·
ودعا الدكتور الخاجة الحكومة والشعب للعمل يداً بيد لجعل دولة الامارات بلداً خالياً من التبغ، والتركيز على بيئة نظيفة وسليمة وخالية من مختلف الممارسات التي تضر بالصحة، سواء العامة أو الشخصية·
محاضرة حول أضرار التدخين في دبا الفجيرة
دبا - ''الاتحاد'' نظمت المكتبة العامة في دبا الفجيرة ضمن برنامجها للتوعية محاضرة مساء أمس الأول حول أضرار التدخين وآثاره الخطيرة على صحة الإنسان·
تحدث في المحاضرة محمد أحمد اللاغش من دار التربية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية، حيث تطرق إلى الأسباب والدوافع التي تجعل الشخص ينزلق إلى عالم التدخين المدمر للصحة·
وقال إن البعض وخاصة صغار السن يعتبرون التدخين تعبيرا عن الرجولة واستعراض القوة والآخر يعتقد انه الملاذ للتخفيف من الهموم والضيق وهي كلها أوهام فآثار التدخين وأضراره معروفة لدى الجميع ومع هذا هناك إصرار من البعض على الاستمرار في ممارسة الخطأ·
ولا شك في أن كافة الأبحاث العلمية والطبية في العالم أثبتت مخاطر التدخين وآثاره الجسيمة على سلامة الإنسان الذي يصاب بالشيخوخة المبكرة والأمراض المزمنة، وخاصة في الرئة إلى جانب ضيق التنفس والسرطان·
وأكد المحاضر أهمية نشر التوعية وضرورة الاهتمام بتقوية الوازع الديني وعدم الاقتراب أو الانجراف وراء المدخنين فهذه أول خطوات الانزلاق والدخول إلى هذا النفق المظلم·
وطالب المحاضر بتشديد الرقابة وزيادة إجراءات الوقاية مثل منع التدخين في الأماكن العامة وعزل المدخنين عن أسرهم وتذكيرهم بالأضرار الجسيمة التي تصيب الأسرة والأولاد جراء آثار التدخين، وكذلك الآثار الخطيرة للتدخين السلبي·
المصدر: دبي-الشارقة