أحمد مرسي (الشارقة)– كشف حمد تريم الشامسي مدير منطقة عجمان الطبية، أن الفترة القريبة المقبلة ستشهد الإعلان عن تشكيل “هيئة الإمارات الصحية” وبدء العمل بها، على أن يكون مقرها إمارة الشارقة ويكون تابع لها 82 منشأة طبية تتوزع على 15 مستشفى وأكثر من 67 مركزاً صحيا في الإمارات الشمالية.
وأضاف الشامسي في تصريح لـ “الاتحاد”، على هامش الإعلان عن استراتيجية وزارة الصحة للأعوام من 2011 وحتى 2013 والتي أعلنتها الوزارة مساء أمس الأول في مسرح كلية الطب بجامعة الشارقة، أن الهيئة سيكون لها استقلالية مالية وإدارية وستساهم في تحسين الأداء والرضا الوظيفي في تلك المنشآت الصحية التي ستتبع لها.
ولفت إلى أنه تم الانتهاء من إعداد الهيكل التنظيمي للهيئة بصورة نهائية وأنه سيتم الإعلان قريباً جداً عن بدء العمل بها، كما وأنها ستتميز بالتسريع في مد المستشفيات والمراكز الصحية في الإمارات الشمالية بالكوادر الطبية، من أطباء بتخصصاتهم المختلفة، وممرضين وفنيين، وكذلك الوظائف الإدارية بصورة سريعة.
وبدأت وزارة الصحة أمس الأول عقد سلسلة من الملتقيات التعريفية بالاستراتيجية الجديدة 2011 - 2013 وذلك في إطار وضع الرؤية والرسالة والأهداف التي تتضمنها الاستراتيجية ومبادراتها المتنوعة أمام جميع العاملين في مرافق الوزارة من مستشفيات ومراكز طبية في مختلف المناطق.
التطوير الشامل
وقال الدكتور سالم عبد الرحمن الدرمكي وكيل الوزارة بالإنابة، في الكلمة التي ألقاها أمام كوادر الوزارة إن استراتيجية وزارة الصحة الجديدة تأتي ضمن استراتيجية الحكومة الاتحادية في دورتها الثانية 2011- 2013 استكمالا للخطة الاستراتيجية 2008- 2010 لتحقق المزيد من الإنجازات وإحداث التطوير الشامل في النظم والخدمات الصحية من خلال بناء نظام صحي ينسجم والمعايير العالمية.
وذكر أن الاستراتيجية جاءت في إطار رؤية حكومة الإمارات واستراتيجيتها 2011 - 2013 لتركز على أن يكون النظام الصحي نظاما متميزا يضمن الشمولية والفاعلية لتحقيق أعلى مستوى لصحة الأفراد وتعزيز وتطوير النظام الصحي بالأسس العلمية وبمعايير عالمية وفق سياسات وتشريعات وشراكات فاعلة مع قطاعات المجتمع المحلي والدولي.
وأشار الدرمكي إلى أنه لتحقيق ذلك تضمنت الاستراتيجية مجموعة من المبادرات التي تستهدف تعزيز وتفعيل دور الوزارة في وضع وتطبيق السياسات والتشريعات والرقابة والحوكمة على مستوى الدولة، وتطوير البنية التحتية لأنظمة ومرافق الوزارة وتعزيز وتطوير الأمن الصحي لمواجهة المخاطر الصحية والارتقاء بمستوى الصحة العامة والوعي الصحي في المجتمع، وضمان تحقيق رعاية صحية شاملة ذات جودة عالية طبقا للممارسات العالمية ودعم وتعزيز البحوث العلمية والدراسات الصحية إضافة لتحسين الخدمات المساندة للرعاية الصحية.
وتابع أن إعداد الاستراتيجية الجديدة للأعوام 2011 - 2013 تم بمشاركة جميع الأطراف المعنية في جميع مراحلها المختلفة، مشيرا إلى أن التنفيذ يتطلب تضافر جميع جهود القائمين على الصحة والخدمات الصحية من كوادر طبية وفنية وإدارية في مختلف القطاعات، ومن شركاء استراتيجيين ومتعاملين ومراجعين تحقيقا للأهداف الوطنية المنشودة.
ملامح الخطة
وجاء في استعراض ملامح الخطة الاستراتيجية الذي قدمته الدكتورة فاطمة الخاجة مديرة إدارة التخطيط الاستراتيجي وتقييم الأداء في الوزارة أن الخطة الجديدة 2011 - 2013 تتضمن 9 أهداف رئيسية تحكمها 31 من مؤشرات الأداء الاستراتيجي من خلال 78 مبادرة متنوعة و438 نشاطا مختلفا وأن الرسالة الأساسية للخطة تؤكد على تعزيز وتطوير النظام الصحي بمعايير عالمية وفق سياسات وتشريعات وشراكات فاعلة مع قطاعات المجتمع المحلي والدولي.
وتتضمن قيم الخطة الكثير من المبادئ الهامة مثل تعزيز الالتزام والانتماء والشفافية والمساءلة والمهنية والكفاءة والتركيز على رضا المتعامل أولا والتميز والإبداع والعمل الجماعي والتحفيز والدعم وتحقيق العدالة في الحصول على الرعاية الصحية.
ووضعت الخطة الاستراتيجية، تطوير وتحسين البنية التحتية لأنظمة ومرافق الوزارة في مقدمة الأهداف الاستراتيجية، بالإضافة إلى تعزيز الأمن الصحي لمواجهة المخاطر الصحية والارتقاء بمستوى الصحة العامة والوعي الصحي في المجتمع وفقاً للمعايير العالمية.
كما تهدف الوزارة إلى ضمان الرعاية الصحية الشاملة ذات الجودة العالية وضمان تقديم الخدمات الإدارية المركزية كافة بكفاءة وشفافية، بالإضافة إلى تحسين الخدمات المساندة للرعاية الصحية، كما تسعى الوزارة من خلال الخطة الجديدة إلى استكمال وتحديث التشريعات الصحية.
وتضمنت الاستراتيجية أيضا إعداد دراسة لتحديد ضوابط وشروط إرسال المرضى للعلاج في الخارج، واستقدام الأطباء الزائرين فضلاً عن إعداد برنامج المعايير الوطنية للتعليم التمريضي العام والتخصصي وتحقيق إنشاء سجل وطني للأمراض ذات الأولوية وتطوير قاعدة البيانات للبحوث والدراسات الصحية وتطوير خدمات نقل المرضى بين الوحدات الصحية التابعة للوزارة كمرحلة أولى، وذلك ضمن هدف تطوير وتحسين البنية التحتية لأنظمة ومرافق الوزارة.
وأفادت الخاجة، بأن الوزارة تستمر وفقا للخطة الجديدة، في إعداد المباني الصحية وتجيزها بالمستلزمات الطبية كافة والأجهزة والمعدات اللازمة للتشغيل، حسب المواصفات العالمية لتحقيق بيئة عمل تضمن جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة.
كما تستهدف الاستراتيجية الجديدة لوزارة الصحة التغلب على جوانب الضعف من حيث قلة الكادر الطبي وعدم كفاية الخدمات بحيث تصبح كافية وملبية لاحتياجات الرعاية الصحية.
كما تعتمد الاستراتيجية على تحقيق عدم التداخل في مستويات الرعاية الصحية الثلاثة الأولية والثانوية والثالثة، تفاديا لضعف نظام التحويل وتجنبا لزيادة كلفة العلاج وزيادة العبء على المستشفيات.
وكان حمد تريم الشامسي مدير منطقة عجمان الطبية قد استعرض الرؤية والرسالة والأهداف والقيم أمام الحضور، موضحا أن الرؤية تؤكد على ترسيخ نظام صحي متميز يضمن الشمولية والفاعلية لتحقيق أعلى مستوى لصحة الأفراد، من خلال رسالة واضحة تعمل على تعزيز وتطوير النظام الصحي بمعايير عالمية وفق سياسات وتشريعات وشراكات فاعلة مع قطاعات المجتمع المحلي والدولي.
وأوضح أن الأهداف التسعة التي تسعى الوزارة إلى تطبيقها ضمن الاستراتيجية تتمثل في تعزيز وتفعيل دور الوزارة في وضع وتطبيق السياسات والتشريعات والرقابة والحوكمة على مستوى الدولة، وتطوير وتحسين البنية التحتية لأنظمة ومرافق الوزارة ( من خلال نسبة الإنجاز وتقييم شهادات الأطباء ونسبة الإنجاز في التراخيص الطبية)، وتعزيز وتطوير الأمن الصحي لمواجهة المخاطر الصحية ( من خلال تطوير برنامج الترصد الوبائي والتعامل مع الجائحات الصحية العمومية ورفع جاهزية المدارس في التعامل مع الحالات الطارئة والأوبئة).
وأضاف أن من بين الأهداف أيضاً الارتقاء بمستوى الصحة العامة والوعي الصحي في المجتمع وفقا للمعايير العالمية، من خلال تحديد نسبة الإصابة بالأمراض المنتشرة في الدولة والوقوف على واقعها وطرق التصدي لها، وتحقيق هدف ضمان رعاية صحية شاملة ذات جودة عالية طبقا للممارسات العالمية، ودعم وتعزيز وتفعيل البحوث العلمية والدراسات الصحية وضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية المركزية وفق معايير الجودة الكفاءة والشفافية ضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية اللامركزية وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية وتحسين الخدمات المساندة للرعاية الصحية.
وبيّن تريم أن من أهم الأمور التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها ضمن استراتيجية الثلاثة أعوام المقبلة، قضية “ العدالة سواء في الحصول على الرعاية الصحية” أو الوظيفية من خلال التزام العاملين فيها بالانتماء لمكان العمل وشعورهم بالولاء له وتحقيق الرضا الوظيفي وعليه المساواة في المكافئات والترقيات مما يوجد بيئة مشجعة للعمل.
وأوضحت الدكتورة أمينة المرزوقي خبير وعضو فريق التخطيط الاستراتيجي في وزارة الصحة المؤشرات الاستراتيجية للمبادرات التي تتضمنها الاستراتيجية، مشيرة إلى أن الخطة الاستراتيجية للوزارة طموحة وتتطلب تعاون كافة الكوادر العاملة في الوزارة من أجل تحقيق أهدافها.