كشفت بيانات صدرت أمس أن الصادرات الألمانية قفزت في نوفمبر 2010، حيث ساهم الطلب العالمي القوي في تبديد الغموض الاقتصادي في أوروبا نتيجة أزمة ديون منطقة اليورو.
وقال مكتب الإحصاء الوطني الألماني إن صادرات أكبر اقتصاد في أوروبا انتعشت لتسجل ارتفاعاً بنسبة 0,5% بعد أن تراجعت بنسبة 1,3% في أكتوبر، وتأتي الزيادة الشهرية عقب هبوط في قيمة اليورو وزيادة الطلب من الاقتصادات الصاعدة الكبيرة، كما جاءت متماشية مع توقعات المحللين.
وأظهرت بيانات صدرت أمس الأول عن المزيد من الطلبيات الصناعية الآجلة إن الطلبيات على إنتاج الصناعات التحويلية نما بأسرع معدل في عشرة أشهر في نوفمبر مرتفعة بدرجة كبيرة عن توقعات الاقتصاديين بسبب الطلب القوي من خارج منطقة اليورو.
وبعد ركود في أكتوبر، زادت الواردات بنسبة 4,1% في نوفمبر، ونتج عن ذلك أن الفائض التجاري، بعد احتساب المتغيرات الموسمية, تقلص إلى 11,8 مليار يورو (15,5 مليار دولار) مقابل 14,2 مليار يورو في أكتوبر.
وقفزت صادرات ألمانيا ثاني أكبر دولة مصدرة في العالم بعد الصين بنسبة 21,7% في نوفمبر لتصل إلى 88 مليار يورو مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، وقفزت الواردات بنسبة 33,3% لتسجل قيمتها رقماً قياسياً بلغ 75,1 مليار يورو. من ناحية أخرى، أثار هبوط شهري نسبته 2,4% في مبيعات التجزئة في نوفمبر مخاوف جديدة بشأن توقعات الاستهلاك الخاص في البلاد، ويأمل خبراء اقتصاد أن يتسبب التحسن المضطرد في سوق الوظائف العام الماضي والتوقعات بأجور أعلى في تشجيع الإنفاق الخاص، وفي المقابل سوف يساهم ذلك تعزيز التعافي الاقتصادي للبلاد من ركود عام 2009 ليشمل تحسناً في الإنفاق الخاص، ولا يزال مكتب الإحصاء يتوقع أن تظهر البيانات نمو مبيعات التجزئة بحوالي 1,5% في 2010، وذلك بعد نمو تراوح بين 1,3 إلى 1,6% في عام 2009 بعد احتساب التضخم.
وأظهرت بيانات أولية من مكتب الإحصاءات الألماني أمس الجمعة إن مبيعات التجزئة الألمانية انخفضت في نوفمبر الماضي 2,4% على أساس شهري بعد تعديلها، حسب بيانات التضخم، وعلى أساس سنوي ارتفعت قيمة المبيعات 0,2% بافتراض ثبات الأسعار.
وكان استطلاع أجرته “رويترز” الأسبوع الماضي قد توقع ارتفاعاً سنوياً أقوى عند مستوى 3,2% وزيادة شهرية ضئيلة عند 0,10% بالمقارنة مع أكتوبر.
قالت وزارة الاقتصاد الألمانية أمس إن الإنتاج الصناعي انخفض بأكثر من المتوقع في نوفمبر متأثراً بالصناعات التحويلية والإنشاءات، وهبط الإنتاج الصناعي بمعدل شهري 0,7%، حسب بيانات معدلة موسمياً، وهو ما جاء أقل من متوسط التوقعات في استطلاع أجرته “رويترز” أشار إلى انخفاض بنسبة 0,2%.
برلين وباريس تعملان بشكل وثيق لتنسيق سياسات “اليورو”
لندن (رويترز) - قالت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاجارد إن فرنسا مصممة على العمل بشكل أوثق مع ألمانيا لتنسيق السياسات الاقتصادية لمنطقة اليورو، وقالت لاجارد في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية “بي. بي. سي”: “نحن نعمل لكي يكون لدينا سياسة اقتصادية أكثر تماسكاً”، مضيفة أنه يتعين أن تكون السياسات الضريبية متسقة بشكل أوثق مع السياسات في ألمانيا.
ورفضت لاجارد ما يقال عن أن دولاً في منطقة اليورو قد تضطر لمغادرة العملة الأوروبية الموحدة هذا العام، وقالت: “جميع الأعضاء السبعة عشر في منطقة اليورو سيكونون ضمن مجموعة اليورو. هذا شيء لا يساورني أدنى شك بشأنه”.