غزة- محمد أبو عبده:
يعاني العمال الفلسطينيون كثيراً من البطالة او المضايقة لمن يعمل منهم في المستوطنات، ويصفون حياتهم كمن يبحث عن لقمة العيش بين فكي التماسيح، من أجل سد رمق أطفالهم··
يقول محمد أبو خميس (55عاماً) إن العمال الفلسطينيين يمثلون أسطورة الحصول علي قوتهم فهم يقاسون ألواناً من المعاناة والمآسي، وما يلاقيه العمال الذين يعملون بالمستوطنات الجاثمة على أراضي المواطنين، ليس إلا جزءاً من الصورة الكاملة لمعاناة الشعب الفلسطيني وما يعشه في ظل الاحتلال الإسرائيلي ·
أبو موسى يقول: أنها حياة محفوفة بالخطر الشديد لان الرغبة في الحياة والعيش بكرامة تفرض علينا واقعاً صعباً وأليماً نعيشه يوميا على حاجز بيت حانون، حيث اخرج من بيتي في تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً كل يوم لكي أتمكن من عبور الحاجز قبل الإزدحامات التي تخلقها وتضعها قوات الاحتلال الإسرائيلي في وجه العمال الفلسطينيين، فهي لم توفر جهداً في عرقلة الحياة الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني، ناهيك عن الأسلوب السيئ الذي يعاملنا به الجنود على الحاجز من استفزازات وشتائم نتلقاها صباحاً ومساء·هذه المأساة ليست أصلح حالا من العامل عبد الحميد قاسم الذي يعمل في المستوطنات الاسرائيليه في مجمع غوش قطيف الاستيطاني لأكثر من أربع سنوات، فهو يقول: 'نعاني خلال العمل من الخوف والإذلال من قبل المستوطنين، وكل يوم نأمل وندعو الله أن نعود سالمين إلى أهالينا، وبعد هذا اليوم الشاق من العمل يبدأ مسلسل آخر من المعاناة للعودة إلى عائلاتنا، حيث يتم إيقافنا لأكثر من ساعة بعد عمليات تفتيش دقيقه لنتمكن من الخروج من المستوطنة'·ويقول ياسر فطاير 'نخرج في منتصف الليل لنقف ساعات على بوابات مستوطنة غوش قطيف، ليهينونا بالشتائم والضرب أحياناً ولتستمر المعاناة حيث نجبر أحيانا للعمل لساعات إضافية في المستوطنة ونحصل على أجور متدنية لا توازي مقدار الجهد والخوف التي نعايشه، ولكنها تسد جزءاً من احتياجاتنا المتزايدة في ظل تفاقم الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها بالاضافه إلى تكرار إغلاق حاجز أبو هولي في اغلب الأحيان، ونمنع من العبور إلى مدينة دير البلح للوصول إلى منازلنا، فنجبر على المبيت في احدى دفيئات المواطنين في مدينة خان يونس لنعود في اليوم التالي إلى منازيلنا وليضيع يوم من العمل ويحل يوم آخر من المعاناه والحياة الصعبه ·· ويناشد فطاير السلطة بإيجاد فرص عمل بديلة لهم عن العمل القاسي الذي يواجهونه في المستوطنات وحل مشكلاتهم بصوره سريعة، اضافة الى ما هو متوقع من انسحاب اسرائيلي من غزة، وبالتالى عدم وجود مستوطنات وتوقف عدد كبير من العمال عن عملهم ·وفي حديث مع يحيي ابوالعطا مدير اتحاد نقابات عمال فلسطين في المحافظة الوسطي بقطاع غزة قال: إن هناك مخططاً اسرائيلياً لتدمير الاقتصاد الفلسطيني، مستنكرا الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تدمير البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني من خلال العراقيل التي تضعها في وجه العمال، موجها نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التدخل لإنقاذ العامل الفلسطيني من الممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المعابر·وقال ابوالعطا إن الاتحاد والسلطة الفلسطينية لم يوفران ادني جهد في ممارسة الضغط على حكومة الاحتلال من اجل التخفيف من الأعباء التي يعاني منها العامل الفلسطيني على المعابر ومداخل المدن وخاصة معبر بيت حانون 'ايرز'· وأضاف 'قمنا بمراسلة الدول العربية وجامعة الدول العربية من اجل استيعاب الأيدي العاملة الفلسطينية في مؤسساتها لتساهم في التخفيف من حدة البطالة المتفشية بين العمال ولتساعد في إنعاش الاقتصاد الفلسطيني وتوفير لقمة العيش لعدد كبير من العمال العاطلين عن العمل الذين لا تسمح لهم إسرائيل بدخول أراضيها بحجج أمنية واهية ليس لها أي أساس من الصحة' ·