أطلقت هيئة أبوظبي للسياحة أمس نظام تصنيف المنشآت الفندقية في أبوظبي الذي أعدته بالتعاون مع شركائها في القطاع الخاص، وقال مسؤول بالهيئة أمس إن أبوظبي لديها حالياً 98 منشأة فندقية تضم 12600 غرفة، وإن الانتهاء من إعادة تصنيف كافة المنشآت الفندقية العاملة في الإمارة سيتم قبل نهاية العام الجاري·
ويعتمد نظام التصنيف على عدة تطبيقات وحزمة برامج يمكن التفاعل معها عبر الموقع المخصص على شبكة الإنترنت، وهي مبادرة أطلقتها الهيئة بهدف تطوير القطاع الفندقي والارتقاء بخدمات الإقامة والسياحة·
وقال مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة، مبارك حمد المهيري في كلمته أمس خلال اطلاق نظام التصنيف الفندقي في مركز ابوظبي الوطني للمعارض إن هذه المبادرة هي خطوة هامة للهيئة وشركائها في الاتجاه الصحيح وتهدف إلى تحقيق دقة تصنيف القطاع الفندقي·
وأضاف المهيري، أن النظام الجديد سيوفر حلولا عملية لمشغلي وموفري الخدمات السياحية الذين يقومون ببيع الحجوزات الفندقية للسياح، كما سيمنح القائمين على القطاع السياحي إمكانية الإدارة الناجحة للخدمات السياحية ليس فقط لتفي بتوقعات الزوار بل لتتجاوزها إلى الأفضل، وبالتالي التأكيد على مستوى جودة المنتج والخدمات المقدمة من كافة المنشآت الفندقية في الإمارة بما يتماشى مع الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة سياحية عالمية·
وأشار إلى ان النظام يوفر إطاراً للمستثمرين في القطاع الفندقي عند تصميم مشاريعهم بحيث تتضمن الخدمات والمرافق اللازمة لاستقطاب الشرائح المستهدفة من السوق، كما سيشكل حافزاً لمالكي ومديري الفنادق لتطوير خدماتهم وتحسينها بما يخدم أعمالهم والقطاع السياحي·
وأكد المهيري، أن نظام التصنيف هو نتاج عامين من التعاون المستمر مع القطاع الفندقي في أبوظبي، ويتوافق مع المعايير والمتطلبات العالمية·
وأظهرت دراسة قامت بها الهيئة أن أنظمة التصنيف في القطاع الفندقي تعتمد إما شروطاً إلزامية بطبيعتها أو تنطلق من منهجية تقييم تعتمد على النقاط، وغالباً ما كانت هاتان الطريقتان تؤديان إلى وجود ثغرات كبيرة بين التصنيف النظري والتطبيقي، مشيرا إلى أن نظام التصنيف مدعّم بنظام إلكتروني يضمن المساواة في التعامل والشفافية وقادر على تحقيق الجودة في القطاع الفندقي·
وذكر المهيري أن النظام يجمع ما بين المنهجيتين الإلزامية والتقييمية لتقديم نظام عالي الجودة بهدف تطوير العمل والإجراءات الخاصة بهذا القطاع الحيوي وتحسين معايير السياحة في الإمارة والتشجيع على تطويرها بصفة مستمرة· وفي خطوة تضفي المزيد من التمّيز على نظام التصنيف الفندقي في أبوظبي، تم اعتماد خمس عناصر ذات قيمة إضافية وهي'' الجوانب البيئية وحمايتها، واعتماد مبدأ ''السياحة للجميع'' بهدف تلبية متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، والالتزام بشروط ومعايير مفصلة وشاملة، والاستدلال بالبيئة الثقافية، واتباع استراتيجية واضحة لعملية التطبيق والتخطيط لنظام التصنيف'' ·
وأوضح المهيري، ان تصميم النجوم كعلامات دالة على فئات الفنادق، تم تطويره وليتضمن تصميم ومفهوم جديد يتميز عن التصاميم المرئية التقليدية للفنادق·
وقال: ''يتعين على كافة الفنادق التي تستوفي الحد الأدنى من الشروط المطلوبة فيما يتعلق بالأمن والسلامة العامة وغرف الإقامة والمرافق العامة ومجموعة الخدمات المقدمة والبنية التحتية وخدمة النزلاء والمطاعم، وعندها يتم تصنيفها بناء على نظام تقييم بالدرجات يغطي المساكن والبنية التحتية وخدمة النزلاء والمطاعم''·
ولفت إلى أن القطاع الفندقي قام بمشاركة فعالة وهامة أثناء عملية تطوير نظام التصنيف وتطبيقاته الذي يعد أحد الأنظمة الرائدة في خدمة القطاع الفندقي·
وأكد مدير إدارة التراخيص والتصنيف في هيئة أبوظبي للسياحة، ناصر سيف الريامي، في كلمته خلال الإطلاق إن النظام الجديد لتصنيف الفنادق يتمتع بمستوى عالمي وسيتم تطويره مرة كل عامين وفقاً للمعايير الدولية السائدة في السوق، وبما يعكس تقدم أبوظبي وتطورها كوجهة سياحية عالمية·
وقال إن الهيئة أطلقت نظاما إلكترونيا عبر الإنترنت يعتمد الشفافية، وهي أحد أهم عناصر النجاح بالنسبة لنا، ففي كل مرحلة من العملية يستطيع الفندق المصنف والهيئة مراجعة كافة التفاصيل بدءاً من المعاينة وصولاً إلى التصنيف، مما يحد من احتمالات الوقوع في الأخطاء·
وذكر الريامي أن فريق المعاينة والتقييم في الهيئة سيبدأ مراجعاته شاملة لجميع المنشآت الفندقية العاملة في إمارة أبوظبي، وذلك خلال الشهرين القادمين·
وقال الريامي، سيتم الانتهاء من إعادة تصنيف كافة المنشآت الفندقية العاملة في الإمارة مع نهاية العام الجاري، ويستدعي ذلك تحقيق درجة محددة على سلم نقاط يمتد من واحدة إلى 900 للتأهل إلى تقييم تصنيفي خاص، ولكل نجمة تضاف إلى التصنيف الفندقي هناك مجموعة من المعايير اللازمة والضرورية التي يتعين على الفندق المعني الوفاء بها للتأهل إلى تصنيف معين·
وأضاف إننا نتوقع من الفنادق أن تكون قادرة على تقديم كافة الخدمات والمرافق المدرجة في نظام التقييم، لذلك فإنه يتيح للفنادق تقديم منتجات وبرامج سياحية مختلفة، وسيتم التصنيف المبدئي للفنادق والشقق الفندقية مجاناً بدون رسوم، إلا أنه يتعين على هذه المنشآت الفندقية أن تدفع رسوم طلبات تطوير النظام، وسيتم تزويدها بتقرير لاحق حول المعاينة المبدئية لأماكنها، بالإضافة إلى جدول زمني للالتزام به في تصحيح أية ثغرات يتم رصدها قبل منح الدرجة التصنيفية·
وقال الريامي، تم تقديم التدريب اللازم لكافة الجهات المعنية، بدءاً من مفتشي التصنيف وصولاً إلى شركات الفنادق وإداراتها المختلفة، لافتا إلى أن هذا المشروع يعد نموذجاً للشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص، ونرى أن هذا المشروع سيصبح دراسة حالة نموذجية لقطاع السياحة يحتذى بها في أماكن مختلفة·
واكد الريامي ان ابوظبي حالياً لديها 49 فندقا و49 شقة فندقية يعادلون 12600 غرفة حالياً في ابوظبي، وقال: ''نتوقع خلال العامين او الثلاث سنوات المقبلة دخول 2000 غرفة فندقية''·
وأكد ان معظم الفنادق القادمة الى ابوظبي هي من فئة الخمس والاربع نجوم وهذا ماتطمح اليه ابوظبي واستراتيجيتها، مشيرا ان 18 شركة عالمية متخصصة في ادارة الفنادق ستدخل ابوظبي خلال الفترة المقبلة·
وقال الريامي: ''طبقنا كافة التفاصيل في التصنيف منذ دخول العميل الى الفندق وحتى خروجه''، وقال: تم ادخال نظام الكتروني يعتبر الاحدث على مستوى العالم والذي من خلاله يستطيع الفندق نفسه الاطلاع على ادق التفاصيل في فندقه، كما تستطيع الفنادق ذات النجوم الاربع الاطلاع على الشروط والمتطلبات التي تؤهله للوصول الى فئة الخمس نجوم·
وقال الريامي ان محتويات النجمة قد تغير حيث يتم وضع النجمة على الفندق وبجانبها رقم يحدد فئتها، بعيدا عن التقليدية في الانظمة القديمة في تحديد مستويات الفنادق·
ومن خلال تطبيق هذه المبادرة سيتم تصنيف جميع الفنادق والشقق الفندقية في الإمارة وذلك من خلال تقسيم الفنادق إلى فئات متعددة تتدرج من نجمة واحدة إلى خمس نجوم، فيما يتم تصنيف الشقق الفندقية إلى الفئات: ''فاخرة'' و''مميزة'' و''سياحية''·
ويذكر أنه تم تشكيل لجنة فنية من مدراء عدد من الفنادق العاملة في أبوظبي، وأشرفت هذه اللجنة على سير العمل بالنظام مع إقامة سلسلة من ورش العمل المتخصصة في القطاع الفندقي في كل مرحلة من التطوير، وتمت الاستفادة من آرائها وانطباعاتها لإجراء التطوير والتحسين اللازم·
وتتميز أبوظبي بأنها واحدة من الوجهات السياحية الأسرع نمواً وتطوراً في العالم خلال السنوات الأخيرة الماضية، وذلك بعد اتخاذ الحكومة قراراً بتعزيز قطاع السياحة كواحد من القطاعات ذات الأولوية القصوى في الإمارة، فإلى جانب جوها المشمس على مدار أيام السنة، وفنادقها الراقية ومرافقها الترفيهية والرياضية الحديثة وغيرها من مراكز التسوق والمطاعم المتنوعة، تعكس أبوظبي ذوقاً أصيلاً للثقافة العربية العريقة وتتمتع بجمال الطبيعة بما في ذلك مساحات شاسعة من الكثبان الرملية الساحرة والواحات الخضراء ومسافات ممتدة من الشواطئ الرملية الطبيعية الرائعة· من جهته أشاد رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا الفندقية ناصر النويس بالدور الكبير الذي تقدمه هيئة سياحة أبوظبي، معتبراً ان الخطوة التي تقوم بها الهيئة حول تقييم والتمييز بين فئات الفنادق المختلفة، هي خطوة مهمة جداً ومطلوبة بالنسبة لابوظبي، كما انها مطلوبة للسائح الذي يقوم بزيارة ابوظبي ولرجال الاعمال والمستثمرين وذلك ليكونوا على بينة بان الخدمات التي سوف يتلقونها مقابل المال الذي سيدفعونه جيدة وتستحق ما يدفع لاجلها·