26 مايو 2008 03:41
دعا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إلى إحياء الجهود الخاصة بإنتاج مسرح عربي مشترك، بحيث يتنقل هذا المسرح بين البلاد العربية بشكل سنوي، ويناقش في إنتاجه قضايا عربية كبرى، من خلال عمل جماعي يتكرس له الفنانون العرب·
جاء ذلك خلال لقاء سموه مع عدد من الفعاليات المسرحية العربية والمحلية عقب افتتاح سموه صباح أمس لمقر الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح بالشارقة والذي تكفل سموه بإنشائه وتجهيزه، بالإضافة إلى إنشاء وتجهيز المقر الرئيسي للهيئة في القاهرة والذي سيتم افتتاحه قريباً·
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة أن الهيئة العربية للمسرح ليست مؤسسة تقليدية تضاف إلى المؤسسات المسرحية الموجودة، وإلا لما كان من الضروري أن نتداعى إلى تأسيسها، وتهيئة المسارح والاهتمام غير المنقوص بالفنان المسرحي، وبالمتلقي العربي عبر نصوص وكتابات مسرحية لا تذهب إلى التسلية وتزجية الفراغ، بل هي مؤسسة عليها واجب استعادة الدور المجتمعي للمسرح في مواجهته للكثير من التحديات التي تواجه العرب، وفي مقدمتها استعادة فلسطين السليبة·
ووجه سموه أعضاء الهيئة العربية للمسرح بضرورة السعي إلى بناء مسارح في المراكز القطرية للهيئة، حتى توفر المكان المناسب للمشتغلين بالمسرح من الشباب في المجالات المختلفة، كما وجه سموه إلى أن تؤمن الهيئة للفنان المسرحي الحياة الكريمة في كل الأحوال، في المرض، أو العجز، أو الوفاة، وأن توفر للكاتب المسرحي وللمنتج المسرحي فرص الالتقاء بزملائه في الأقطار العربية·
كما وجه الهيئة إلى أن تهتم بالتدريب والتأهيل وتنظيم الورش، ومساعدة الأمصار العربية في تأسيس الفرق والكيانات المسرحية، ودعا سموه أيضاً إلى استكتاب المسرحيين العرب والمحليين ونشر أعمالهم المميزة· وتبنى سموه في إطار احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 تمويل عمل مسرحي عربي مشترك حول فلسطين، تتداعى له الفعاليات العربية المسرحية في المجالات المسرحية المختلفة ليكون عملا عربياً يؤكد قيم التواصل والتلاحم· وتطرق صاحب السمو حاكم الشارقة كمسرحي ورئيس فخري للهيئة العربية للمسرح إلى الأحوال المسرحية العربية ووصفها بأنها تحتاج لجهود أكبر كي ترتقي إلى مستوى الطموح، مشيراً إلى أن أيام الشارقة المسرحية هي نقطة مميزة في الحياة الثقافية المحلية، وإن شابها بين حين وآخر بعض القصور، وهو أمر يمكن معالجته في الدورات المقبلة للأيام، موجهاً دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إلى معالجة بعض السلبيات التنظيمية التي نتجت عن الحماس والعاطفة في إشراك الفرق كافة في مسابقة الأيام المسرحية، منوهاً بضرورة فرز العروض داخل وخارج المسابقة، بحيث لا تستبعد الفرق عن المشاركة، ولكن يتم تقويم وتقييم التجارب المسرحية بشكل سليم·
ودعا سموه في ختام لقائه بالمسرحيين العرب والمحليين إلى ضرورة انتقال الأعمال المسرحية بين البلدان العربية، ونبذ حالة الركود، وتفعيل المسرح كقيمة مؤثرة في الحياة الاجتماعية·
من جانب آخر اجتمع المجلس التنفيذي للهيئة العربية للمسرح مباشرة بعد انتهاء فعالية افتتاح مقر الهيئة، لمناقشة جدول أعمال يتطرق إلى تفعيل الأنشطة والبرامج، وتمويل التدريب والتأهيل والنشر والطبع والترجمة، إلى جانب تشغيل مراكز الهيئة القطرية التي يتم تشكيلها في عشرة مراكز عربية في الوقت الحالي، وينتظر استكمال البقية من خلال مشاورات مع جهات عربية معنية بالمسرح·ويتكون أعضاء المجلس التنفيذي للهيئة العربية للمسرح من السادة : د· أشرف فهمي (رئيس الهيئة) من مصر، ود· حسين رشيد من قطر (نائب الرئيس)، وإسماعيل عبدالله من الإمارات ( الأمين العام للهيئة العربية)، والأعضاء: د· عبدالرحمن بن زيدان من المغرب، ود· محمد المديوني من تونس، وغنام غنام من الأردن، وسليمان البسام من الكويت، وفايز قزق من سوريا·
وفي تصريح لـ''الاتحاد'' بمناسبة افتتاح مقر الأمانة العامة للهيئة بالشارقة أشاد إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة بمكرمات صاحب السمو حاكم الشارقة الكبيرة والداعمة لجهود المثقفين بشكل عام والمسرحيين بشكل خاص·
المصدر: الشارقة