بدرية الكسار (أبوظبي)
أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية فعاليات المحور الثالث لحملتها التوعوية الاجتماعية الأولى «أسرة متماسكة...مجتمع متسامح...وطن آمن» والمتمثل في «الابتكار والمرونة الأسرية»، بهدف خلق ثقافة الإبداع والابتكار والمرونة الأسرية لبناء علاقات أسرية تحقق سعادة ورفاهية الأسرة، ودور الإبداع والابتكار في أساليب التربية لمواجهة التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة، وتنمية قدرات الأمهات على المرونة والتجديد في أساليب التعامل مع الأبناء، وتعميق ثقافة تبادل الاهتمام العاطفي والتواصل الأسري الفاعل والوقت النوعي، بالإضافة إلى تحقيق الاستدامة الاجتماعية من خلال تشجيع الأمهات على التفكير الإبداعي في مشكلات الأبناء وتطبيق حلول ابتكارية للحد من تكرارها، ورفع وعي الأسر بالمهارات اللازمة للتعامل الناجح والسليم في الحالات الطارئة، بما يمكنها من التعافي والعودة لوظائفها في أقصر وقت ممكن.
جاء ذلك في إطار الحملة التي انطلقت برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، والتي انطلقت يوم 3 مارس وتستمر حتى 15 مايو المقبل، وتشمل محاور دعم الأسرة الناشئة
و«أبناؤنا مسؤوليتنا»، بالإضافة إلى محور الابتكار والمرونة الأسرية الذي بدأ يوم الأحد الماضي.
علاقات إيجابية
وقالت وفاء العلي رئيس قسم الاستشارات الأسرية في المؤسسة: «نعني بالمرونة والإبداع في العلاقات الأسرية، المرونة والإبداع في بناء العلاقات الأسرية، والذي هو قدرة أفراد الأسرة على التحرر من الجمود في التفكير والبعد عن النمطية في التعامل مع المواقف والمشكلات والتحديات التي تواجه الأسرة، وتطوير وظائفها بمرونة وبصورة إيجابية تتفاعل مع متغيرات العصر ومنجزات العولمة الإيجابية، والتكيف مع المتغيرات التي تمر بها خلال مراحل حياتها دون أن يؤثر ذلك على مواصلة أدائها لوظائفها الطبيعية واندماجها في المجتمع، وهي قدرة الأسرة على تنمية نقاط قوتها لمواجهة تحديدات الحياة بشكل إيجابي».
وأضافت:«المرونة الأسرية هي تلك المهارة التي تفتح أمام الشخص آفاقاً واسعة لبناء علاقات إيجابية، من خلال توسعة أفق الحوارات الأسرية المتبادلة المثمرة والتي يؤدي الطرفان فيها دوراً فاعلاً، حيث يؤثران على بعضهما البعض، التواصل الذي يمكن الطرفين من التعبير عن مشاعرهما بحرية، هي المهارة التي تساعدك على أن تتقبل أخطاءك وتبدل سلبياتك بإيجابيات، وإخفاقاتك بنجاحات، تمكنك من الأخذ والعطاء، فتجعلك تخرج من صفوف المتفرجين على أحداث حياتك إلى صفوف اللاعبين المشاركين فتكون قادراً على التحكم في مشاعرك وعلاقاتك، مسؤولاً عن تصرفاتك وأفعالك، قادراً على اتخاذ قراراتك في الوقت المناسب».
وأوضحت أنه عند التساؤل لماذا المرونة الأسرية، نقول: إن التخلي عن شخص ما والارتباط بآخر لا ينهي حالة العزلة التي تشعر بها من فقدان الشخص الأول، ولكنه يؤجل هذا الإحساس بالفراغ، وأن تغير مكان العمل أو الهروب من مواجهة شخص ما يسبب لنا الألم لا ينهي صراعنا، وأن الندم على عدم فعل شيء ما لا يشعرك بقيمتك، وأنك عندما تثبت أن الآخر هو المخطئ لا يعني أنك على صواب، وأن الانتقال بأحلامك من أحد الأبناء للآخر لا يلغي شعورك بمرارة عدم تحقيقها من قبل الابن الأول، وأن قناعتك بأن هذا هو نصيبك وحظك وعليك أن تمد أحلامك على قدر غطائك لا يلغي طموحك وأحلامك، وأخيراً أن تأييد الدنيا كلها لك ولوجهة نظرك ومناصرتك في موقف ما لن يلغي تأنيب ضميرك ولن يشعرك بالطمأنينة، كل هذا من شأنه فقط تأجيل مشاعرنا الغاضبة والتي تعود فجأة للظهور عندما نتعرض لموقف يستفزها ويثيرها.
مهارة ضرورية
وأشارت إلى أن الأسرة التي تمتاز بالمرونة هي الأسرة التي يكون كل فرد فيها راضياً عن نفسه، وقادراً على التعبير عن ذاته وتنمية قدراته ومهاراته، والحصول على الدعم الكامل من أفراد أسرته مادياً ومعنوياً وفق إمكاناتهم، لتحقيق التكيف الاجتماعي والتغلب على الصعوبات الحياتية التي تواجهه والتمكن من القيام بوظائفه الاجتماعية بفعالية، وتحقيق التوازن والرفاهية الاجتماعية المنشودة. وهي الأسرة التي تعيش في جو أسري يسوده الدفء العاطفي والطاقة الإيجابية والأمل والثقة والترابط فيما بين أعضائها، فإذا احتاج أحدهم الدعم وجد حوله من يسانده ويدعمه حتى يجتاز محنته.
وقالت وفاء العلي :«حيث إن الحياة لا تخلو من المصاعب التي قد تواجه الأسرة في أي وقت، إضافة لما قد يواجه الأسرة من أزمات مفاجئة قد تؤثر على أدائها لوظائفها الطبيعية، مما قد يؤثر على طبيعة علاقاتها وكيانها ويهدد استقراراها، فإن المرونة والإبداع والابتكار في العلاقات الأسرية تعدان مهارات على الأسرة الاهتمام بها وتنميتها للتمكن من الحفاظ على كيان أسرته واستقرارها وسعادتها».