وكالات (مسقط)
توافد عدد من قادة الدول العربية، أمس، إلى العاصمة العمانية مسقط لتقديم واجب العزاء للسلطان هيثم بن طارق والعائلة الحاكمة في ثاني أيام العزاء بوفاة السلطان قابوس يوم الجمعة الماضي، عن عمر 79 عاماً.
وكان في مقدمة المعزين خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهد مملكة البحرين الأمير سلمان بن حمد بن عيسى، و الأمير مولاي رشيد مبعوث العاهل المغربي الملك محمد السادس بن الحسن، ومحمد بن سالم ولد البشير الأمين العام للرئاسة الموريتانية مبعوث الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ونجيب ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني الأسبق.
كما قدم واجب العزاء ماساجوس ذو الكفلي وزير البيئة وموارد المياه السنغافوري، مبعوث رئيسة سنغافورة حليمة يعقوب.
وشارك دون برامودويناي وزير خارجية تايلاند، والوفد المرافق له، مبعوث ملك تايلاند ماها فاجيرالونغكورن في تقديم واجب العزاء، بعد يومين من تولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم.
وتوجه إلى قصر العلم الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وعبدالله يعقوب بشارة، أول أمين عام للمجلس، لتقديم التعازي واستقبلهما السلطان هيثم بن طارق.
وأعرب المعزون عن خالص تعازيهم وبالغ مواساتهم للسلطان والشعب العماني في وفاة المغفور له، السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور.
ومن جانبه، شكر السلطان هيثم بن طارق جموع المعزين على تعازيهم ومواساتهم الصادقة في هذا المصاب الجلل، سائلاً العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، ويجنب الجميع كل مكروه.
إلى ذلك، توالت برقيات التعازي في وفاة السلطان قابوس، وأشاد زعماء عرب وغربيون بحاكم وصفوه بالحكيم.
وتلقى السلطان هيثم بن طارق برقيتي تعزية ومواساة من الرئيس الباكستاني الدكتور عارف علوي ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أعرب من خلالها عن أعمق وأصدق التعازي القلبية للسلطان وللأسرة المالكة وللشعب العماني في فقيد السلطنة الكبير.
ووصفا السلطان قابوس، بالشخصية الفـذة في هذا العصر، والذي كان لرؤيته الدور الفاعل والرئيس في تطور السلطنة كدولة عصرية، مشيدين بالتزامه بالمثل العليا في تعزيز الجهود من أجل السلام والازدهار العالميين.
وأكدا على أن مساهمته في تعزيز العلاقات العُمانية الباكستانية ستظل خالدة في الأذهان وعبر الأزمان، آملين للسلطنة دوام الازدهار والتقدم كما كانت تحت قيادة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور.
كما أرسل الدكتور شوكت ميرضيائيف، رئيس جمهورية أوزبكستان برقية تعزية، أعرب من خلالها عن تعازيه العميقة، مشيراً إلى أن السلطان قابوس كان رجل دولة معروفاً استحق احتراماً غير محدود لشعبه، مذكراً بجهود السلطان الراحل في تعزيز رفاه الشعب ومكانة بلده في الساحة الدولية. وأضاف أن الذاكرة ستبقي الفقيد الراحل للأبد في قلوب الأوزبكيين كرجل سياسي ساهم إسهاماً قيما في سبيل إقامة وتعزيز علاقات التعاون بين جمهورية أوزبكستان والسلطنة.
إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في برقية تعازي، أن السلطان الراحل كان حاكماً يُنصت إليه، وكانت لديه رؤية تاريخية وشعور خاص بعظمة شعبه وبلده، الأمر الذي مكنه من تحديثه مع الإبقاء على تقاليده وقيمه. وأضاف: «برحيله فقد الشعب العُماني رجلاً حكيماً تمتع بدرجة عالية من الثقافة»، مشيراً إلى أن الفقيد الكبير رغم ارتباطه العميق بجذوره العُمانية إلا أنه بقي منفتحاً على العالم، خاصة الجمهورية الفرنسية التي كان يعرفها جيداً.
وأشاد الرئيس الفرنسي بحكمة وشجاعة السلطان قابوس في زمن الاضطرابات الكبرى والعمل بلا كلل لحل النـزاعات، ودعوته المستمرة للسلام والتسامح المتبادل متحلياً بالصبر والعزم والوضوح.
ومن جانبه، نعى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، السلطان، مشيداً بمساهماته الكبيرة في مجال الدبلوماسية الإقليمية والدولية.
وأضاف جويتريس أن الفقيد نجح على مدار 50 عاماً، في تحويل السلطنة إلى بلد مزدهر ومستقر.
وأكد أن السلطان الراحل «كان ملتزماً بنشر رسائل السلام والتفاهم والتعايش في المنطقة والعالم، وكسب احترام شعبه وشعوب المنطقة ومن يعيشون خارجها».