السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات بلا مقار.. كيف تعمل؟

شركات بلا مقار.. كيف تعمل؟
19 ابريل 2020 02:24

حسونة الطيب (أبوظبي)

بينما لم يكن الأمر غريباً لشركات الإنترنت، أن تعمل من دون مقار، وهي شركات بدأت في النمو منذ فترة، قبل ظهور فيروس كورونا، كان لزاماً على الشركات الأخرى التقليدية، التخلي عن مكاتبها الفاخرة، والعمل عن بُعد.
وفي الواقع، فإن الشركات من دون مقار قديمة قدم «الإنترنت»، حيث أدرك القائمون عليها قبل 50 سنة، حجم العمل الذي يمكن إنجازه، من خلال تبادل الرسائل الإلكترونية والملفات الرقمية، ونتج عن عمليات التبادل هذه، تطوير برمجيات مفتوحة المصدر، تتم كتابتها عبر مجموعة من أشخاص مختلفي الأعراق، تفصلهم مسافات وحدود جغرافية شاسعة.
وممارسة العصف الذهني والنشاطات الإبداعية ممكنة على «الإنترنت»، لكنها تتطلب القيام بتمارين معينة، إلا أن الشعور بافتقاد غرفة العمل الحقيقية لا يزال ملازماً، كما أن عملية تعيين موظفين جدد، والاستغناء عن آخرين، ليست بتلك السهولة افتراضياً، ما دفع بعض الشركات لتوفير مكاتب اختيارية، ووفقاً لإحدى الدراسات الحديثة التي أجريت على 3500 موظف، فإن 1 من بين كل 5 موظفين يعمل عن بُعد، يشعر بالوحدة، وفقاً لموقع مجلة «ذا إيكونوميست».
وربما يشجع انتشار فيروس كوفيد - 19، بعض الشركات التي عهدت بنسبة كبيرة من أعمالها للحوسبة السحابية، اتخاذ خطوة إضافية، والتخلص من بعض المكاتب، لكن بعض الشركات التي أرغمها الفيروس على العمل عن بُعد، لم تعجبها هذه التجربة؛ لأنها ودون سابق تجربة عاشت كل أنواع الإخفاقات، وجنت فوائد قليلة.
ويقول كايل ماثيوز، من شركة جاتسباي التي تعمل على مساعدة المؤسسات في إدارة المحتوى على نظام الحوسبة السحابية: «لم تتغير الأشياء كثيراً في ظل هذا الوباء، على الأقل على صعيد العمل»، ولا تملك هذه الشركة مكتباً رئيسياً، حيث ينتشر 50 موظفاً تابعين لها حول العالم من كاليفورنيا إلى سيبيريا. ويبدو أن عدد هذا النوع من المؤسسات، كان في تصاعد واضح قبل انتشار فيروس كورونا، ومن بين هذه الشركات «أوتوماتيك»، المعروفة بتطبيق «وورد برس»، البرنامج المستخدم لإنشاء مواقع إلكترونية، وكذلك شركة «جيتهوب»، التي تستضيف الملايين من مشاريع المصدر المفتوح، والتي استحوذت عليها «مايكروسوفت» في 2018، والتي ربما تكون أكبر شركة في العالم للعمل عن بُعد، ويعمل نحو ثلثي موظفيها البالغ عددهم 1.079 ألف، عن بُعد، ومعظم المؤسسات التي تعمل بتقنية «بلوك تشين»، ذلك النوع من قاعدة البيانات الموزعة، تعمل عن بُعد بطبيعتها.
وكانت العديد من المؤسسات الناشئة، قررت أن تمارس نشاطها عن بُعد لتفادي تكاليف الإيجارات العالية، في «سيلكون فالي» وفي بعض مراكز التقنية الأخرى، ويخطط العديد من هذه المؤسسات، للاستمرار في نشاطها على ذلك المنوال، وما يسهم في وجود هذه المؤسسات التي تعمل عن بُعد، جملة من الأدوات الرقمية مثل: «تطبيق سلاك للدردشة، وزوم لعقد لاجتماعات عبر تقنية الفيديو»، ومن بين الشركات التي تساعد على تنظيم عمل المؤسسات لمباشرة نشاطها عن بُعد، «ريبلينج» التي تدير أجور الموظفين ومزايا الخدمة، وتسهيل الوصول لخدمات الشركة وإعداد الأجهزة، ومن المتوقع أن يتم تحويل معظم العمل الذي كان يتم تنفيذه في جداول البيانات لخدمات افتراضية.
وبجانب الأدوات الجديدة، يتطلب العمل عن بُعد، ممارسات إدارية جديدة، وينبغي دائماً الأخذ في الاعتبار، عدم خلط الموظفين في المكاتب، مع زملائهم الذين يعملون عن بُعد، خاصة أن المشاركين عن بُعد في الاجتماعات المختلطة، غالباً ما يشعرون بالعزلة. والذين يعملون عن بُعد، لا يميلون للركون، ويتسلحون بثقة مديريهم لتحقيق الأهداف المرجوة، وفي حين تفضل الشركات التقليدية المتحدثين اللبقين، تميل نظيراتها التي تعمل عن بُعد، للذين يجيدون الكتابة، والتي تتطلب التفكير غير المشوش والانضباط، ولخلق روح الزمالة، تقوم بعض مؤسسات العمل عن بُعد، بعقد لقاءات سنوية بين الموظفين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©