حاتم فاروق (أبوظبي)
اتخذت المنشآت الصناعية الوطنية الكبرى، عدداً من الإجراءات الاحترازية والوقائية بهدف حماية الموظفين والعاملين من الكادر الفني والهندسي من تداعيات انتشار فيروس كورونا، مع استمرار مسيرة العمل والإنتاج داخل المصانع المحلية، بحسب مديرين تنفيذيين لعدد من المنشآت الصناعية بالدولة. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن الإجراءات الاحترازية والوقائية جاءت لضمان صحة الموظفين الموجودين في داخل المصانع، مؤكدين أن وضع معايير الصحة والسلامة أصبحت تتصدر أولويات المنشآت الصناعية المحلية، في الوقت الذي تعكف العديد منها على تدشين فرق للطوارئ لمتابعة كافة المستجدات المتعلقة بفيروس «كورونا».
وأضافوا أن الإجراءات الوقائية تضمنت عدداً من التدابير، منها العمل بنظام الورديات لتقليل الوجود بالمصانع، فضلاً عن التعقيم الكامل للمرافق بشكل مستمر، بما في ذلك المكاتب والمصانع وحافلات نقل الموظفين، مع توفير فرق طبية وأمنية على مدار الساعة داخل الوحدات الصناعية.
وأكدوا أن المصانع بدأت اتخاذ تدابير التباعد الجسدي للموظفين في أماكن العمل، مع إنشاء ممرات للتعقيم الذاتي لوقاية الموظفين قبل الدخول للمصانع، إلى جانب تفعيل آلية العمل عن بُعد في بعض الأقسام، من خلال الأنظمة التكنولوجية، وإرسال التقارير الدورية للموظفين بما يخص «كورونا»، فضلاً عن تركيب الأجهزة الحرارية لقياس درجة حرارة الموظفين قبل دخول المصانع.
إجراءات وقائية
وقال إسماعيل علي عبد الله، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا للتصنيع»: «إن صحة وسلامة الكادر الوظيفي في صدارة أولويات العمل داخل الشركة»، مؤكداً أن «ستراتا» تعمل وفقاً للحملة التي أطلقتها حكومة الإمارات «#عطاء_في_عملي_وسلامة_في_بيتي» بهدف تشجيع المجتمع للمساهمة في استدامة الأعمال الحيوية، وإدامة عمل القطاعات المهمة، والمحافظة على مستويات الإنتاج، مع التقيد بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لمواصلة العمل والإنتاج.
وأكد إسماعيل حرص «ستراتا» على مواصلة عملياتها الصناعية، بما يتماشى مع إجراءات منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وتوصيات وزارة الموارد البشرية والتوطين، ومكتب تنمية الصناعة وخطة استدامة الأعمال الخاصة بـ «ستراتا».
وأضاف أن الشركة طبقت عدداً من الإجراءات الاحترازية لضمان صحة موظفيها والموجودين في المصنع، ومنها على سبيل المثال، إنشاء فريق طوارئ خاص لمتابعة آخر مستجدات فيروس «كوفيد - 19»، حيث تم وضع آلية واضحة للإجراءات الاحترازية لضمان سلامة الموظفين، ويتم إرسال تقارير دورية لجميع الموظفين، بما يخص فيروس كورونا وطرق الوقاية.
ونوه إسماعيل عبد الله، بتطبيق نظام العمل بنظام الورديات الصباحية والمسائية لتقليل عدد الموجودين في المصنع في آن واحد، حيث تم خفض حضور أعداد العاملين في «ستراتا» إلى 30% من مجموع العاملين في الشركة، بالإضافة إلى تركيب عدد من الأجهزة الحرارية لقياس درجة حرارة الموظفين.
وأوضح أن «ستراتا» كانت حريصة على وجود عيادة متخصصة وكادر طبي داخل المصنع لفحص الموظفين بشكل دوري في حال اقتضى الأمر أو عانى أي موظف من أية أعراض الإنفلونزا، مؤكداً أنه يتم تعقيم المصنع بشكل دوري من قبل فريق نظافة مختص، بما في ذلك مسح أسطح المكاتب والهواتف ولوحات مفاتيح أجهزة الحاسوب بالمطهرات، وأيضاً تم إعفاء الموظفين الذين يعانون أعراض الانفلونزا، ولو طفيفة من الوجود في المصنع، ومتابعة حالتهم، كما تم تقليص عدد الاجتماعات المنعقدة في الشركة، وعدد المشاركين واستخدام تقنية الاجتماعات عن بُعد، ويسمح فقط بدخول موظفي الشركة إلى المصنع، وإلزام جميع شركات التعهيد العاملة في المصنع باتباع الإجراءات الاحترازية المتبعة.
سلامة الموظفين
من جانبه، قال المهندس سعيد غمران الرميثي الرئيس التنفيذي لشركة «حديد الإمارات» لـ«الاتحاد»: «إن الشركة اتخذت الإجراءات الاحترازية عملاً بالمعايير التي أقرتها حكومة أبوظبي، والتوجيهات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، والتي تهدف إلى ضمان صحة وسلامة الموظفين والمجتمع ككل».
وأضاف الرميثي: «إن مثل هذه التدابير الوقائية جاءت للحفاظ علي مسيرة العمل والإنتاج داخل الوحدات الصناعية بشركة حديد الإمارات، كونها من القطاعات الحيوية والداعمة للمشاريع الإنشائية والمستثناة من قبل الجهات المختصة أثناء أوقات برنامج التعقيم الوطني، وذلك من خلال التركيز على سلامة وصحة موظفيها وعملائها والمجتمع».
وأوضح أن الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها شركة «حديد الإمارات» شملت تعقيم جميع المرافق بشكل مستمر، بما في ذلك المكاتب والمصانع والحافلات، فضلاً عن توفير فرق طبية وأمنية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مؤكداً أن صحة وسلامة الموظفين تبقى في صدارة أولويات «حديد الإمارات». وأشار الرميثي إلى أنه تم إنشاء ممر للتعقيم الذاتي لوقاية وحماية الموظفين قبل الدخول للمصانع، إلى جانب تطبيق التباعد الجسدي للموظفين الذين يجب وجودهم في مكان العمل، منوهاً بأنه تم تفعيل آلية العمل عن بعد من خلال استخدام أحدث الأنظمة التكنولوجية لضمان وتسهيل استمرارية العمل والتواصل بين العملاء والموظفين.
توجيهات حكومية
بدوره، قال سميح زمزم، نائب الرئيس لعمليات التصنيع في مصنع «دوكاب»: «نواصل متابعة هذه الأوضاع التي تشهد تغيرات متسارعة، كما أننا حريصون على اتباع التوجيهات والمبادرات التي تطلقها الحكومة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف زمزم «نعمل في (دوكاب) على تعقيم منشآتنا والمصانع والمكاتب ومساكن العمال، انطلاقاً من حرصنا على سلامة كوادرنا البشرية والمجتمع ككل»، مؤكداً تطبيق مجموعة من الإجراءات لحماية صحة موظفينا وتوفير بيئة عمل آمنة.
وثمن جهود القيادة الرشيدة في الحد من انتشار واحتواء فيروس «كوفيد - 19»، مؤكداً حرص «دوكاب» على مواصلة مسيرة الإنتاج والعمل بالتوازي مع اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لحماية الموظفين والحفاظ على صحتهم.
وأوضح أن «دوكاب» وجهت جميع موظفي مكاتبها بالعمل من منازلهم، حيث سيتم تسجيل كافة الطلبات ومعالجة العمليات، وغيرها من الإجراءات عن بُعد، كما قامت الشركة بتقسيم عملياتها بين إمارتي دبي وأبوظبي، وألغت الاجتماعات بين مختلف أقسامها في جميع مرافقها، كإجراء احترازي للحفاظ على سلامة كوادرها البشرية وضمان استدامة واستمرارية أعمالها.
واشار زمزم إلى أن «دوكاب» حرصت على تطبيق إجراءات النظافة الصحية والتعقيم في جميع مصانعها ومرافقها، بما في ذلك مساكن العمال، حيث قامت بتخصيص غرف للحجر الصحي للموظفين العائدين من السفر خارج الدولة، حفاظاً على صحتهم، فضلاً عن تنفيذ الفحوص الحرارية لجميع الذين يدخلون مرافقها كافة.