عدد اليوم
القاهرة (الاتحاد)
تربع الفنان كمال الشناوي على عرش النجومية في السينما العربية لثلاثة عقود متواصلة، وأهلته حسن اختياراته وتنوع أدواره للاحتفاظ بتألقه وحضوره على الشاشة الفضية، وحتى بعدما تقدم به العمر لم يخفت بريقه، وظل لفترة طويلة فتى الأحلام، ولقب بـ«دنجوان السينما المصرية».
ولد الشناوي في 26 ديسمبر 1922، ولفت انتباه مسؤول النشاط الفني في المدرسة، فأشركه في فريق التمثيل، وكان يشاهد جميع الأفلام والمسرحيات، ثم التحق بمعهد الموسيقى الشرقي في قسم الأصوات، ونجح فيه.
لم يكمل تعلم الموسيقى لارتباطه بالدراسة بمعهد التربية للمعلمين، وأثناء دراسته أعجب زكي طليمات بموهبته وطلب منه الالتحاق بمعهد التمثيل الذي افتتح وقتها، ولكنه شعر أن المعهد لن يضيف جديداً إليه، لدراسته غالبية مواده في معهد التربية.
عمل في الإذاعة مع مجموعة من الفنانين الهواة، ومنهم فريد شوقي وعبدالمنعم مدبولي وصلاح منصور، وكان يحصل على أجر 50 قرشاً، وعمل بعد تخرجه معلماً للرسم في الأسكندرية، ولكن اختلف مع ناظر المدرسة بعد شهرين، فتم نقله إلى أسيوط ومكث فيها لفترة، وهناك تعرف على الشاعر عزيز أباظة وقدما معاً نشاطاً فنياً كبيراً، ثم انتقل إلى القاهرة، وفي العام 1947 التقى صديقه القاضي الذي عرفه على شقيقه المخرج نيازي مصطفى، فرشحه لدور رئيس في فيلم يحضر له هو «غني حرب»، حيث جسد شخصية شاب يدرس في كلية الطب ويحب ابنة الجيران «إلهام حسين» التي يعمل والدها جزاراً «بشارة واكيم»، وتندلع الحرب العالمية ويغتني الجزار وينتقل إلى حي جاردن سيتي، وتعيش الفتاة حياة أخرى، ولكنها تعود في النهاية إلى حبيبها الذي أصبح طبيباً مشهوراً.
وتقاضى الشناوي في الفيلم أجراً قدره 100 جنيه، وتعرف وقتئذٍ على المخرجين حلمي رفلة وبركات وأحمد بدرخان ووقع معهم عقود أفلام، منها «سجى الليل» مع عماد حمدي وليلى فوزي.
زادت شهرته بعد فيلم «ليلة الحنة» مع شادية التي كون معها ثنائياً ناجحاً أثمر 32 فيلماً، بداية من «حمامة السلام» العام 1947، ومروراً بـ «ساعة لقلبك» و«عدل السماء» و«في الهوا سوا» و«الدنيا حلوة» و«بشرة خير» و«المرأة المجهولة» و«اللص والكلاب»، وانتهاءً بـ«الهارب» 1975.
برع الشناوي في تقديم كل الشخصيات، الأرستقراطي والفلاح والمعلم والشرير والكوميديان وغيرها، وجسد أدواراً لافتة. وحصل على جوائز عديدة عنها ومنها «دمي ودموعي وابتسامتي» و«الوديعة» و«ضربة معلم» و«العوامة 70» و«الحناكيش» و«الوحل» و«عزبة الصفيح» و«ملف سامية شعراوي» و«الإرهاب والكباب» و«سكر هانم» و«طأطأ وريكا وكاظم بيه». كما قام بتأليف وإنتاج وإخراج عدد من الأفلام.
ولعب الشناوي بطولة مسلسلات ناجحة، منها «زينب والعرش» و«هند والدكتور نعمان» و«العائلة والناس» و«لدواعي أمنية»، واختيرت ستة من أفلامه من أحسن مئة فيلم في السينما المصرية، وهي «اللص والكلاب» و«المستحيل» و«أمير الانتقام» و«المذنبون» و«الرجل الذي فقد ظله» و«الكرنك».
