فاطمة عطفة (أبوظبي)
ثمن فائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الحالية، الدور الثقافي والفكري والعلمي الكبير الذي تلعبه الجائزة في دعم الثقافة العربية، وتقديمها للأوساط الثقافية العالمية، وأكدوا في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد» أن الفوز بجائزة علمية وثقافية كبيرة كجائزة الشيخ زايد للكتاب هي إنجاز كبير يحققه المبدع، لكنها في الوقت نفسه مسؤولية عظيمة تلقي على عاتقه الاستمرار في تجويد عمله، لافتين إلى أن الجائزة تشجع المبدع، وتربّت على كتفه قائلة له: واصلْ طريقك.. نحن نراك ونقدر ما تقوم به.
بداية تقول سلمى الخضراء الجيوسي الفائزة بجائزة شخصية العام الثقافية أنه «ليس في عالم الكاتب أروع من هذه اللحظات التي تبارك عمله وتدفع بصاحبه إلى المزيد من العطاء... إنني سعيدة بوجود مؤسسات ثقافية رائدة كجائزة الشيخ زايد للكتاب التي هي مثال أعلى للجد والتنوير».
وقال د. حيدر قاسم التميمي: «إن الفوز بجائزة علمية وثقافية كبيرة كجائزة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يعد إنجازاً مهماً على الصعيدين، الشخصي لمن يحمل هذا اللقب وهذا الوسام الرفيع، وعلى صعيد وطني لبلدي العراق. إنني أعد نفسي قدوة لزملائي من الباحثين الشباب والذين هم في بداية مشوارهم المعرفي وتحصيلهم العلمي، لكي يشدوا من الهمم ويسعوا للارتقاء نحو الفوز بجوائز تقديرية مهمة كالتي حصلت عليها.
إلا أنه، وفي المقابل، لا يمكن لنا أن نعد هذا الفوز إنجازاً فحسب، بل هو مسؤولية عظيمة تُلقى على عاتقي منذ اللحظة، لأكون على مستوى ما منح لي من تقدير من قبل اللجنة العلمية الموقرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب. مسؤولية ثقيلة تلزمني بأن أحافظ على ذات المستوى والرصانة البحثية في جميع نتاجاتي العلمية مستقبلاً، وهو ما أصبو إليه وأخطط لتحقيقه بعون الله تعالى».
وقال محمد آيت ميهوب: «إن جائزة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، تعد من أهم الجوائز لا في المنطقة العربية فحسب، فهي الأولى طبعاً، ولكن في المستوى العالمي أيضاً، وذلك لرفعة قيمتها ولموضوعية لجان تحكيمها واعتمادها أحدث معايير التحكيم وأكثرها دقة. وعلى هذا النحو فإن الفوز بهذه الجائزة يعتبر إنجازاً علمياً وأدبياً رائعاً، وخطوة كبيرة جداً في مسيرة كل باحث أو مترجم أو أديب.
فما من شك في أن هذا التتويج الرائع سيزيدني عزماً على مزيد الاجتهاد في عملي، والسعي إلى تحقيق إنجازات جديدة في مجال الترجمة الأكاديمية والأدبية. ذلك أن السمعة العلمية العالية جداً للجائزة، تمثل لكل باحث ومترجم فاز بها منزلة رفيعة لدى الجامعات ومراكز البحوث والمنابر الثقافية الجادة. ومن شأن كل ذلك أن يوفر فرصاً جديدة للكاتب والمترجم لمزيد التعريف بعمله وفتح آفاق جديدة لمشاريعه المستقبلية».
وقالت ابتسام بركات: «الحصول على جائزة الشيخ زايد للكتاب هي بالتأكيد إنجاز مهم للمبدع، وكذلك إنجاز مهم للحضارة، لأن الاهتمام بالمبدعين باللغة العربية هو استثمار في الناس الذين يساعدون في بناء الحضارة العربية، لذلك أرى أن هذه الجائزة مهمة جداً لكونها تستقطب المبدعين، ليس فقط الكتاب العرب إنما حتى المبدعين العالميين، فهي جائزة متميزة في استراتيجيتها وفي عالميتها أيضاً، الجائزة تعمل على الاستثمار باللغة العربية، وهذا شيء مهم جداً.
أما بالنسبة لي شخصياً فأعتقد أن الفوز بالجائزة سوف يزيد من حجم حريتي لأن أهم شيء بالنسبة للفنان بشكل عام هو الوقت. والجائزة سوف تعطيني إمكانية لأن أشتري وقتاً من أجل مواصلة مشروعي الإبداعي وهو، ببساطة شديدة، تحرير العقل عن طريق تحرير اللغة وتجديدها، بالتالي سيكون عندي حرية ومسؤولية أكثر، وأيضاً فرح أكثر لأن الحصول على جائزة كبيرة ومهمة كهذه الجائزة لا بد أن يكون مشعلاً يضيء طريقي. من عادة الفنانين أن يعانوا أحاسيس كثيرة جداً بسؤال النفس: هل أنا قدمت ما يجب أن أقدمه؟ لكن جائزة من هذا النوع تربت على كتف المبدع وتقول له: نحن نرى عملك، فواصل الطريق، ونحن نحتاج عملك. وهذا ما تفعله جائزة الشيخ زايد للكتاب.
من جهته، قال ريتشارد فان لوين، الفائز عن فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى: «لقد جعلتني الجائزة أشعر بالفخر، خاصة لأنها رمز تقدير للكتاب من زملائي العرب، وآمل أن تمكن الجائزة الكتاب من الوصول إلى القراء العرب لتكون جزءاً من التبادل الثقافي».
وصرحت مارجريت أوبانك، الناشرة لمجلة بانيبال البريطانية للنشر، الفائزة في فرع النشر والتقنيات الثقافية، معتبرة «أن الحصول على هذه الجائزة يعتبر مهماً بالنسبة لنا، نحن متحمسون لمشروع بانبيال في الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، ومن خلال اللغة الإنجليزية سنصل إلى جمهور أوسع، فهذه الجائزة ستساعد المشروع بشكل كبير».
يذكر أنه، تم منح الفائزة بلقب «شخصية العام الثقافية» «ميدالية ذهبية» تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير، بالإضافة إلى مبلغ مالي بقيمة مليون درهم. في حين يحصل الفائزون في الفروع الأخرى على «ميدالية ذهبية» و«شهادة تقدير»، بالإضافة إلى جائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم إماراتي.