الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النمس» يواجه «الزّبال» في «باب الحارة»

«النمس» يواجه «الزّبال» في «باب الحارة»
20 ابريل 2010 21:02
اكتملت التغييرات في مسلسل “باب الحارة” بنسخته الخامسة التي بدأ تصويرها مؤخراً، فقد أسند بسام الملا مهمة الإخراج بالكامل لشقيقه مؤمن الملا، وتفرغ هو للإشراف على الإنتاج بوصفه منتجاً منفذاً للعمل. وبذلك يكون بسام الملا المخرج قد أخرج نفسه من العمل فنياً في أعقاب الخروج المتوالي للفنانين بسام كوسا وعبد الرحمن آل رشي، ثم عباس النوري وسامر المصري وغيرهم. وشمل الخروج أيضاً الفنان أيمن رضا الذي دخل “باب الحارة” في الجزء الرابع ليخرج منه في الجزء الخامس، كما أن كاتب المسلسل الأصلي مروان قاووق قد خرج نهائياً وتكرس “كمال مرة” بوصفه كاتباً للمسلسل. وجوه وأحداث تشارك في الجزء الخامس من “باب الحارة” وجوه قديمة وأخرى جديدة، فالسيدة منى واصف التي عادت إلى العمل في جزئه الرابع، ستستمر في الجزء الخامس، وكذلك فايز قزق ووفيق الزعيم وصباح الجزائري وجومانا مراد ووائل شرف وزهير رمضان وميلاد يوسف ووفاء الموصلي وأناهيد فياض وليليا الأطرش وعلي كريم، وسينضم إلى هؤلاء في الجزء الخامس الفنان عبد الهادي الصباغ والفنان الشاب قصي خولي الذي سيقوم بشخصية زبال الحارة “أبو دياب”. وسيتضمن الجزء الخامس مفاجآت مثيرة ومشوقة، حيث سنشهد اعتقال أم جوزيف “منى واصف” ومحاولة الثوار القيام بتحريرها، وكذلك زواج فريال “وفاء الموصلي” من ابن عمها الغامض والمثير للشبهة من حيث علاقته بالفرنسيين ونفوذه لديهم، وقد لعب دوره بدءاً من الجزء الرابع الفنان المتميز فايز قزق، في حين لم تعرف بعد طبيعة ملامح دور زبال الحارة، الذي قد يحمل مفاجأة أيضاً!. الكاميرا تدور المشاهد الأولى التي تم تصويرها كانت في بيت فريال، حيث يتم زواجها من ابن عمها، كما تم تصوير مشاهد الفنان وفيق الزعيم بوصفه صاحب مقهى “حارة الضبع”، بعد أن تحوّل في الجزء الرابع إلى محرك أساسي للأحداث، وقائد لمقاومة الحارة ضد القوات الفرنسية. ويعتقد الزعيم أن مسلسل “باب الحارة” قد أعاد اكتشافه كممثل، لذا فهو يلتزم به، ولا يؤدي أدواراً في مسلسلات شبيهة لكي يحافظ على خصوصية العمل ونكهته، باعتباره توليفة ناجحة تعبر عن البيئة المحلية الشامية. ويعكف المخرج الجديد مؤمن الملا على إدارة الكاميرا، بعد أن عمل مساعداً للمخرج لأكثر من عشر سنوات، ثم ارتقى إلى وضع اسمه على شارة الجزء الرابع تحت مسمى “التعاون الفني”، وهو يبذل جهوداً استثنائية كي يثبت جدارته الفنية بإخراج عمل حقق نجاحاً وجماهيرية مشهودين. ومع بدء التصوير، وتحديد أبطال العمل، فإنه يمكن القول إنه لا عودة لعباس النوري أو سامر المصري إليه، رغم أن بسام الملا سبق له أن أعلن أن عودة حكيم الحارة مرهونة برغبة النوري، بينما استبعد أية عودة للمصري. الملا يحمي مشروعه يبدو بسام الملا واثقاً من نجاح الجزء الخامس من “باب الحارة”، وإن كان يربط ذلك برضا الجمهور، ورغم تخليه عن الإخراج، فإنه يعتبر المسلسل مشروعه الشخصي، وأن عليه حمايته، ولن يسمح بأن تكون مشاركة أي فنان عبئاً على العمل، ولا يحسم الملا القول باعتبار الجزء الخامس هو آخر أجزاء “باب الحارة”، بل يترك الباب موارباً بحيث يكون هناك جزء سادس إذا شعر بأن رغبة الجمهور تقول بذلك، ولا سيما أن المسلسل أصبح يمثل فسحة تسلية ومتعة تقدم للمشاهد العربي عقب الإفطار في رمضان. ويؤكد الملا أن مشروعه الأساس هو مسلسلات البيئة الشامية وباب الحارة واحد منها، فإذا توقف، فإن لديه البديل الجاهز لأعمال أخرى عن هذه البيئة. استباقاً للنقد واستباقاً لأية انتقادات لباب الحارة من قبل المثقفين والنقاد السوريين، ولا سيما ما يتعلق بشخصية المرأة السورية، كما قدمها، وحالة العزلة والانغلاق التي تعيشها الحارة، فإن بسام الملا يعلن وبوضوح أنه يقدم حكاية فنية افتراضية غير موجودة في الواقع، وأنه لا يحاول كتابة تاريخ دمشق، إذ لا وجود لحارة الضبع فيها، وإنما يقدم حكاية شامية خيالية، ولحارة مفترضة، وأنه كصانع دراما يقدم حالة فنية من وحي الخيال، وليس صورة اجتماعية واقعية أو تاريخية لمدينة دمشق. وكانت انتقادات الصحافة السورية قد أدت إلى تغييرات في الجزء الرابع، منها ظهور شخصية أم جوزيف التي أدت دورها الفنانة القديرة منى واصف، وهي تمثل المرأة الشامية القوية التي تنتقم من الجنود الفرنسيين وتستولي على أسلحتهم، وكذلك مشاركة كل نساء الحارة في التصدي لهجوم القوات الفرنسية على “حارة الضبع”، ويتوقع أن يتضمن الجزء الخامس حكايات وإضافات جديدة يغلب عليها الطابع الاجتماعي. النمس حالة خاصة حتى نهاية الجزء الرابع وبداية الجزء الخامس، فإن شخصية النمس التي لعبها الفنان مصطفى الخاني قد حققت نجاحاً كبيراً، ومن المتوقع أن تستمر مفاجآت هذه الشخصية، ولاسيما في مواجهة فايز قزق الشخصية الإشكالية والغامضة التي دخلت إلى الحارة، وأثارت أسئلة كثيرة، ما تزال تثير انتباه المشاهد. وما يزال بسام الملا يراهن على هذه الشخصية رغم إصراره على أن سر نجاح العمل يكمن في البطولة الجماعية وليس الفردية!. وهكذا فإن الجزء الخامس من “باب الحارة” سيكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل، مع احتمال أن يليه جزء سادس، أو عمل بيئي شامي قريب منه، لكن المؤكد أن هذا المسلسل ما يزال يحصد نجاحاً جماهيرياً ونسبة مشاهدة عالية، ربما لأنه يخوض في صورة متخيلة عن حياة الماضي، وربما لأنه يقدم الحكاية البسيطة دون تعقيد، أو لأنه يخوض في تفاصيل حياتية، ويجعل المشاهد يشعر بأنها قريبة منه جداً.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©