شركات الطيران الوطنية تقر رحلات «إضافية» الى أوروبا

قررت شركات طيران وطنية في الإمارات تسيير رحلات إضافية استثنائية إلى المطارات الأوروبية فور انحسار المخاوف من سحابة رماد بركان آيسلندا، لنقل الركاب المتكدسين في الدولة مع إعطاء الأولوية لركاب الترانزيت، وذلك بموجب اتفاقيات تبرمها الهيئة العامة للطيران المدني مع نظيراتها في أوروبا، على أن تتولى الشركات إيصال الركاب إلى وجهاتهم النهائية بوسائل نقل أخرى. وأكد سيف السويدي المدير العام لهيئة الطيران المدني لـ”الاتحاد” أن اتفاقا تم بالفعل مع الهيئة المعنية في أسبانيا على تسيير رحلات إضافية لتعويض الرحلات الملغاة في الأيام الماضية، وأشار الى مناقشة اتفاقات مماثلة مع جهات أخرى. في وقت أعادت “الاتحاد للطيران” أمس تسيير رحلاتها إلى مدينة ميلان الايطالية. وأعلنت “طيران الإمارات” مراقبة تطورات المجالات الجوية المغلقة في أوروبا، وسط تأكيد متحدث باسمها عن نية الشركة تسيير رحلات إضافية بعد انقشاع سحابة الرماد. وقال السويدي لـ”الاتحاد” “إن سحابة دخان بركان آيسلندا تمثل أكبر خطر من نوعه على الطائرات وربما تؤدي إلى كوارث، ولهذا دعت الهيئة جميع شركات الطيران إلى عدم استخدام الأجواء الأوروبية في المرحلة الحالية إلا بعد الحصول على معلومات من الهيئة تسمح بالطيران دون مشاكل”. وأضاف “أن التعليمات تشمل أيضا عدم استخدام الأجواء الأوروبية للرحلات القادمة أو المتجهة إلى محطات في الأميركيتين أو استراليا بحيث يتم استخدام أجواء توفر الأمن والسلامة للطائرات، خصوصا أن الخطر الأكبر يواجه المحركات. وتابع قائلا “إنه تم الاتفاق مع شركات الطيران على أن يتم إبلاغ الهيئة بأي مشكلة تواجه طائراتها جراء السحابة البركانية، حتى يتسنى لها التعامل معها، وإيجاد الحلول السريعة. وكانت الهيئة شكلت فريق عمل يضم ممثلي شركات الطيران الوطنية والمركز الوطني للأرصاد الجوية والجهات ذات الصلة لدراسة جميع الاحتمالات والسيناريوهات التي قد تطرأ من تأثير السحابة البركانية، ووضع الاستعدادات اللازمة لأي طارئ. ووفقاً للأرصاد الجوية في الدولة فإن احتمال وصول السحابة إلى المنطقة ضئيل. وأبلغ السويدي “الاتحاد” “أن فريق العمل عقد اجتماعا أمس ناقش كافة المستجدات ذات الصلة بالأزمة، لافتا الى أن كل شركة ستقدم تقريرا وافيا يوميا للهيئة حول مختلف التطورات وآليات المعالجة لأي مشكل طارئة. من جهته، قال جيمس هوجن الرئيس التنفيذي لـ”الاتحاد للطيران” إن رحلة الناقلة المتجهة إلى ميلان غادرت أبوظبي في الثامنة صباح أمس في أول الرحلات المتجهة إلى أوروبا. وتوقع استئناف الرحلات إلى جميع أنحاء أوروبا بحلول نهاية اليوم الثلاثاء. وأضاف “سنعمل على استئناف الخدمات تدريجيا عند السّماح بذلك من قبل سلطات السلامة الجوية”. وأكد هوجن استئناف الرحلات الى موسكو، وقال “انه مع حصول الشركة على الموافقة باستئناف الرحلات إلى وجهات مختلفة في أنحاء ألمانيا وفرنسا وسويسرا سيتم تسييرها. لكنه استبعد استئناف الرحلات إلى المملكة المتحدة وإيرلندا بنفس جدول الوجهات الأخرى، وذلك نتيجة استمرار انتشار السحابة البركانية التي أثرت على النقل الجوي في هذه المناطق. وشدد على مواصلة موظفي الاتحاد للطيران الاهتمام بالمسافرين المتواجدين في مختلف الفنادق في أبوظبي وغيرها الى حين وصولهم آمنين إلى وجهاتهم. وقال متحدث باسم طيران الإمارات “إن الناقلة تواصل مراقبة تطورات المجالات الجوية المغلقة عبر القارة الأوروبية نتيجة السحابة البركانية، كما تواصل توفير الإقامة الفندقية في دبي لآلاف من ركاب الترانزيت الذين ألغيت رحلاتهم، بالرغم من تجاوز الخسائر سقف الـ50 مليون دولار”. واكد المتحدث تمديد عدم قبول “طيران الإمارات” سفر أي راكب عبر شبكة خطوطها إذا كانت وجهته النهائية إحدى المحطات الأوروبية ما عدا موسكو وأثينا ولارنكا ومالطا واسطنبول، علاوة على نيس وروما اللتين سيتم تسيير رحلات اليهما ابتداء من 21 أبريل. وأفاد أن عدد الرحلات التي ألغيت حتى أمس تجاوز 250 رحلة، كما تجاوز عدد ركاب الناقلة المتأثرين من إلغاء الرحلات نحو 80 ألف مسافر. لافتا الى أن خيار إلغاء أو تغيير مواعيد الرحلات للركاب من دون دفع رسوم إضافية لا يزال قائما حيث ألغت الشركة جميع النفقات المترتبة على هذه العمليات. وذكر أن الشركة أعدت خطة طوارئ لضمان وصول كافة الركاب الذين ألغيت رحلاتهم إلى وجهاتهم بمجرد أن يتم فتح المجال الجوي في الدول الأوروبية المتأثرة، لافتا الى انه سيتم تشغيل رحلات إضافية. وأفاد عادل علي الرئيس التنفيذي لشركة “العربية للطيران” عن وجود تأثير طفيف لسحابة بركان آيسلندا على عمليات الناقلة، حيث تأثرت الرحلة اليومية للناقلة من الشارقة إضافة الى عمليات الشركة في مركزها التشغيلي في المغرب، حيث توقفت الرحلات من هناك إلى أوروبا. وقال “إن عدد المسافرين المتأثرين بالبركان لم يتعد 500 مسافر”، وأضاف “انه من الصعب في الوقت الحالي توقع حجم الخسائر التي تكبدتها صناعة الطيران بسبب هذه الأوضاع. وبلغ عدد المسافرين العالقين في مطار دبي حتى مساء امس الأول ستة آلاف راكب ترانزيت، بعد أن كان عددهم خمسة آلاف راكب السبت. وقال مسؤولون في “طيران الإمارات” إن إقامة هذا العدد الكبير من الركاب في فنادق دبي يكلف مليونا ونصف المليون دولار في اليوم الواحد تتحملها الشركة”.