القاهرة ـ جميل حسن:
رغم الانتقادات الكثيرة التي واجهها فيلم 'يا انا يا خالتي'·· فإن محمد هنيدي سعيد بالايرادات والاسلوب الذي ناقش به قضية الدجل والشعوذة التي تشغل المجتمع·
الفيلم كتبه احمد عبدالله الذي إعتاد كتابة أفلام هنيدي والراحل علاء ولي الدين وأخرجه سعيد حامد وشارك هنيدي البطولة دُنيا سمير غانم في أول تجربة سينمائية لها وحسن حسني الذي اصبح القاسم المشترك في افلام الشباب وفادية عبدالغني وعلاء مرسي ولطفي لبيب·
ويُعرض الفيلم في خمسين دار عرض ورغم الفكرة المستهلكة 'الدجل والشعوذة' التي تدور حولها الاحداث مازال ينافس على الصدارة في الايرادات·
قصص الحب بين طلبة وطالبات الجامعات كثيرة ورغم ان اغلب هذه القصص لا تثمر زواجا فإنها تأخذ طابع الجدية، لكن السيناريست أراد ان يكون الزواج نهاية لقصة حب بين 'تيمور' و'نوال' اللذين يدرسان بكلية التربية الموسيقية· حيث يعزف 'تيمور' على الكونترباص وتعزف 'نوال' على الفلوت ويجسد هنيدي شخصية 'تيمور' وتجسد دنيا سمير غانم شخصية 'نوال'، ومجرد اختيار آلة الكونترباص ليعزف عليها هنيدي مفارقة كوميدية لأن جسم هنيدي ضئيل والكونترباص أكبر آلة موسيقية في عائلة الوتريات وترفض والدة 'نوال' قصة الحب لكن 'تيمور' يصر على استكمال مشواره العاطفي، إلا ان الام التي تجسد شخصيتها فادية عبدالغني تنصح تيمور بالابتعاد عن إبنتها لأنها ستتزوج من إبن خالتها ويصطحب تيمور والده الذي يجسد شخصيته الفنان حسن حسني الى منزل نوال إلا أنهما يقابلان بالرفض، بل ان ام نوال تتهم تيمور بأنه سرق قرطها الذهبي وتتأكد من ذلك عندما تلجأ الى 'بشندي' الدجال الذي يجسد شخصيته الفنان لطفي لبيب الذي سبق ولجأت اليه لتعرف رأي 'الاسياد' في تيمور وهل يوافقون على زواجه من نوال، ومنذ اللحظة الاولى يرفض بشندي هذا الزواج ويدخل الرعب في قلب ام نوال عندما يؤكد لها ان الاسياد يحذروها من زواج ابنتها بتيمور وانها سوف تتعرض لأذى الاسياد اذا وافقت وعندما يؤكد بشندي ان تيمور هو السارق للقرط الذهبي وتحاول ام نوال أن تقنع ابنتها بأن حبيبها حرامي ولا يصلح لأن يكون زوجا لها·· يفكر تيمور في حيلة لكشف كذب بشندي ويساعده في ذلك صديقه الذي يجسد شخصيته علاء مرسي، فيتنكر تيمور في زي رجل عربي ويذهب الى بشندي ويكشف كذبه ويثبت براءته لكن ام نوال تصر على رفضها له وينشأ بينهما صراع حيث يلتقي تيمور حبيبته يوميا في كلية التربية الموسيقية ويتعاهدان على الزواج وتحاول الام فرض ابن اختها على 'نوال' زوجا ولأنه يعرف انها تؤمن بالدجل والشعوذة فكر تيمورفي ان يلاعبها بطريقتها·
صراع الشعوذة
ويلجأ 'تيمور' الى حيلة جديدة يقنع بها 'أم نوال' بالموافقة على الزواج فيتنكر في زي امرأة تدعى 'الخالة نوسة' ويحاول الترويج لبركات نوسة وقدرتها على فك السحر وقراءة الطالع من خلال صديقه، وخلال ايام قليلة تعلم أم نوال بأن الخالة نوسة مبروكة ولا يضاهيها أحد في فك السحر فتلجأ اليها وتعرض عليها امر ابنتها نوال فتؤكد لها الخالة نوسة أن تيمور هو الشخص المناسب لنوال وعليها ان توافق فورا على زواجهما فتوافق ام نوال وتستقبل تيمور ووالده في بيتها بحفاوة ورغم يقينها بصدق الخالة نوسة تستعين ايضا ببشندي الدجال الذي يفكر في إلحاق الضرر بالخالة نوسة التي اخذت منه زبائنه فيستعين بإبن خالة نوال الذي يكن كراهية لتيمور ويتم القبض على الخالة نوسة وتدخل السجن، وتتأكد نوال من ان الخالة نوسة هي تيمور حبيبها فيزداد تمسكها به·
وفي السجن يرتدي تيمور زي سيدة تعمل في السجن ويهرب لتلتقي به المذيعة هالة سرحان وتسجل معه حلقة على انه الخالة نوسة الدجالة وفي البرنامج يكشف تيمور عن شخصيته الحقيقية ويؤكد للجميع انه فعل ذلك حتى يتزوج حبيبته وانه هرب من السجن بعد ان أقنع سيدة تعمل في السجن بأن نوسة قادرة على فك السحر لها وفي اثناء وجود الخالة نوسة في السجن تفاجأ بوالد تيمور يعرب لها عن حبه فتغني الخالة نوسة للسجينات اغنية مضمونها ان والدها وقع في حبها وبعد ان يكشف تيمور عن شخصيته الحقيقية مع المذيعة هالة سرحان يفاجأ بظهور دجالة تحمل اسم 'الخالة نوسة' وبهذا الافيه تنتهي احداث فيلم 'يا انا يا خالتي'·
اتهامات كثيرة وجهت للفنان محمد هنيدي عقب عرض الفيلم اهمها تناوله لقضية 'الدجل والشعوذة' التي ناقشتها اعمال درامية كثيرة، بالاضافة الى انه عاد ليجسد شخصية امرأة بعد تأكده من نجاح هذه التيمة التي حقق زملاؤه الذين جسدوها ايرادات ضخمة ومنهم محمد سعد الذي جسد شخصية 'أطاطا' في فيلم 'عوكل' والراحل علاء ولي الدين الذي جسدها في فيلم 'الناظر' اما هنيدي نفسه فقد سبق له تجسيد شخصية امرأة في مسرحية 'الابندا' ثم في فيلم 'جاءنا البيان التالي' ثم عاود تقديمها في فيلم 'صاحب صاحبه' ومن الاتهامات التي وجهت لهنيدي انه يخاطب شريحة الاطفال من خلال فيلمه وان الجمهور الذي يذهب لمشاهدته يجد نفسه طوال الوقت امام الخالة نوسة اما هنيدي فبادر بالرد على الاتهامات واكد ان الايرادات التي حققها الفيلم ترضيه وان 'يا أنا يا خالتي' حقق اكثر مما توقع اما مناقشته لقضية 'السحر والشعوذة' فكانت مقصودة·
ويضيف: اعلم ان كثيرين سبقوني في طرح هذه القضية لكني طرحتها بطريقة جديدة والسيناريست احمد عبدالله وضع لها معالجة درامية لم نرها في عمل فني اخر، والجمهور اعجب بهذه المعالجة واي فنان يهمه رأي الجمهور وكلمة جمهوري وصلتني وارضتني·
الابندا
وفي رده على تجسيده لشخصية امرأة ثلاث مرات من قبل اكد هنيدي ان تجسيده للشخصية رسم البسمة لدى الجمهور وانه معجب بشخصية الخالة نوسة التي قدمها في مسرحية 'الابندا' ولقيت نجاحا جماهيريا كبيرا·
ويضيف: كنت احلم بتجسيد شخصية الخالة نوسة منذ فترة طويلة، لان الجمهور صفق لها في المسرحية، وتحقق حلمي عندما وضعها السيناريست احمد عبدالله في الفيلم وافرد لها مساحة كبيرة، ويعترف هنيدي انه يغازل الاطفال ويسعده ان يضحكهم لكنه أكد ان افلامه تضحك الكبار والصغار والفيصل في ذلك هو شباك التذاكر·
وأكدت دُنيا سمير غانم ان الفيلم حقق لها نقلة فنية كبيرة وان بدايتها في السينما مع هنيدي اختصرت الطريق لانه نجم له جمهور عريض ينتظر منه جديدا كل عام، ورحبت باي نقد يوجه للفيلم مؤكدة انه ولابد ان يصاحبه نقد، ويكفي ان الجمهور يتزاحم على دور العرض لمشاهدته·
وقالت الفنانة فادية عبدالغني ان عودتها للسينما من خلال فيلم بطله محمد هنيدي جعلتها تنتقل من قالب الدراما الاجتماعية الى القالب الكوميدي· ونجاح الفيلم فتح شهيتها للسينما بعد ان انشغلت عنها بالدراما التليفزيونية·
واضافت: اغلب النقاد يصنفونني على انني ممثلة تليفزيونية وهذا يسعدني خاصة انني مدينة بشهرتي للتليفزيون ومن خلاله قدمت ادوارا علقت بأذهان الناس واجد نفسي اكثر في الدراما التليفزيونية لكن مشاركتي في فيلم 'يا انا يا خالتي' جس نبض للجمهور وتحد لي واستقبال الجمهور لي كان جيدا وقد نجحت كممثلة في تحدي نفسي ونجحت على الشاشة الكبيرة·وقال الفنان لطفي لبيب ان شخصية الدجال النصاب التي قدمها في فيلم 'يا أنا يا خالتي' جديدة لكن عمله مع جيل الشباب ليس بجديد لانه حقق معهم نجاحا لكن لطفي عندما قارن بين عمله مع هنيدي في فيلم 'يا انا يا خالتي' وعمله مع عادل امام في فيلم 'السفارة في العمارة' قال: هناك فرق كبير بين التجربتين، لان عادل امام استاذ الاساتذة واستفادتي منه اكبر واشاد بموهبة هنيدي كنجم كوميديا له جمهوره الغفير·اما علاء مرسي الذي اعتاد الظهور مع اصدقائه من جيل الشباب بأدوار صغيرة فقال: صداقتي بهنيدي تجعلني اقبل بضعة مشاهد في فيلم له، وهنيدي نفسه لن يرشحني لدور مهما كان حجمه الا اذا شعر بان الدور مؤثر في الاحداث، وانا سعيد لان الفيلم حقق اعلى الايرادات والجمهور صفق لدوري·