تضارب الأسعار والثقة المفقودة

أدهشني التضارب الصارخ في الأسعار أثناء تجولي في بعض المحال التجارية، فقد وجدت سعرين مختلفين لمنتج واحد، وهذا الأمر تكرر في أكثر من سلعة، وأن العبرة ليست في الفارق الرمزي بين السعرين ولكن هذه الظاهرة السلبية تؤدى إلى فقدان الثقة بين البائع والمشتري مما يؤثر في الصدقية، لأن هذه الظاهرة جزء من منظومة أكبر يقودها طمع المكسب المادي الذي يؤثر في استقرار السوق بصفة عامة ويثبط جهود المسؤولين في تثبيت الأسعار. نقول ذلك في الوقت الذي يحدونا الأمل في استقرار الأسعار ونجاح الجهود التي تبذل للسيطرة عليها ومنع الاحتكار خاصة مع اقتراب مع حلول شهر رمضان المبارك، الذي يستغله الكثير من التجار في رفع الأسعار، فجنون الأسعار يتجه نحو ذروته في تلك المواسم التي تشهد إقبالاً كبيراً على كافة المشتريات. من هنا أناشد الجميع عدم الإفراط في كماليات الطعام والشراب وأن نتجه إلى الاعتدال في الإنفاق وعدم التكلف والجري وراء آفة المظهر الاجتماعي التي ترهقنا بكثير من الأعباء المادية. وعلى التجار أن يتقوا الله فينا وألا يستغلوا هذا الموسم الديني من كل عام لرفع الأسعار، كما على الأجهزة المعنية أن تفُعّل نشاطها وفي مقدمتها تلك المسؤولة عن حماية المستهلك ولجان الرقابة المختصة بالبلديات المعنية، من خلال تكثيف حملاتها التفتيشية خاصة خلال الفترة المقبلة والضرب بيد من حديد على أي شكل من أشكال الغش التجاري والتركيز على تثبيت الأسعار وحماية المنتج من الاحتكار من خلال إعداد خطة شاملة ذات برامج محددة لمراقبة التزام التجار بالتسعيرة المفروضة. محمد زكريا النجار