السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجاني والضحية

7 مارس 2011 21:51
لا تزال العلاقات بين الأندية الرياضية والمدربين واللاعبين وحتى الجماهير غير مفهومة في أنديتنا على اختلافها، ولا تزال النتائج “الوقتية” هي من تحدد شكل العلاقة التي تربط بين هذه الأطراف البعض، ولا تزال خزائن أنديتنا تنزف أموالا طائلة بسبب غموض هذه العلاقة. استوقفتني كثيرا العلاقة المتوترة التي يمر بها النادي الأهلي أحد أكبر أنديتنا مع مدرب الفريق الإيرلندي أوليري الذي يقضي عامه الأول مع الكرة الإماراتية، وبعيدا عن التصريح الذي أدلى به المدرب لـ”الديلي أكسبريس” البريطانية، فإننا في الإمارات نعاني من استنزاف مواردنا المالية بسبب مزاجية اللاعبين تارة، وردود أفعال الجماهير الغاضبة في مباراة والسعيدة في الأخرى، وحيرة الإدارة التي تميل غالبا لطرف للاعبين على حساب المدرب حتى لو كان الجهاز الفني من خيرة وافضل المدربين في العالم. ما يحير الحليم كما يقولون إن الإدارات تجتهد في بداية الموسم وتأتي بالمدرب المثالي وتعلن في مؤتمر صحفي تحشد له كافة وسائل الإعلام بأنها تعاقدت مع المدرب من أجل بناء فريق في المستقبل لمدة ثلاثة سنوات وصولا إلى الاستقرار الفني، وبعد فترة قصيرة تتغير العلاقة وتصبح أشبه بلعبة القط والفار عندما تتعلق بالأمور المالية وتنتهي العلاقة بالمدرب ويتم هدم ما بنته الإدارة وتبدأ حكاية جديدة مع مدرب آخر والنتيجة أموال تهدر ولا من حسيب ولا رقيب. أكاد أجزم أن أغلب أنديتنا لا تستفيد من تجارب الآخرين بشكل جيد، حتى أقرب المقربين لن تستفد من تجاربهم خذ مثلا تجربة نادي الجزيرة مع البرازيلي أبل براجا والصبر على هذا المدرب وما يصنعه في الفريق حتى وصل بالفريق إلى هذا التفوق وكيف أتت النتائج تدريجيا حتى أصبح الجزيرة اليوم المرشح للفوز بلقب الدوري هذا العام وربما أكثر من ذلك في هذا الموسم، و فريق بني ياس أيضا مثالا يحتذى به فهو يعيش أفضل أيامه مع لطفي البنزرتي وهو اليوم في المقدمة بفضل استقرار الجهاز الفني والكثير من النماذج والتجارب الأوربية والعالمية الأخرى. والمفارقة العجيبة بأن أوليري بدأ بداية مثالية في الأهلي وكانت شكل العلاقة نموذجية، فالتفاهم والانسجام يلف الجميع، فهو مدرب ودود جدا يتعامل باحترام وتقدير مع كل وسائل اللعبة من لاعبين وإداريين وإعلاميين، لكن النتائج “الوقتية” هي التي تحدد مسار العلاقة بين المدرب وأطراف اللعبة الباقين وهل تصلح أم تتوقف؟ هذا بالضبط ما يحصل في الأهلي هذه الأيام فسوء النتائج وتأثيرها على الاستراتيجية والهدف الرئيسي للإدارة الأهلاوية من هذا الموسم هو ما يدعونا للقول بأن رحيل أوليري بات مسألة وقت ولحين وجود البديل الذي سوف يكمل المهمة. لقد أصبح المدرب بالنسبة للإدارة وجماهير الأهلي رهان خاسر مع نهاية كل مباراة يلعبها الفريق سواء في مسابقة الدوري أو غيرها، وأن الجميع يرى بأن أوليري ليس هو المدرب الأنسب للمضي في تطبيق استراتيجية النادي في بناء فريق للمستقبل من خلال الرجوع إلى دوري الأبطال الأسيوي، والفوز بكأس رئيس الدولة، والفوز ببطولة مجلس التعاون الذي يشارك فيها الفريق بجانب الظفرة نتحدث عن احتراف لأنديتنا ولا نطبق أبسط أمور الاحتراف وهو الالتزام والتخطيط البعيد المدى، و نتحدث عن طموحات مؤجلة ستحدث تباعا ولم تتحقق حتى الآن، نتحدث عن دعم مادي لا يكفي ونحن نمارس قمة الهدر المادي. alassam131@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©