21 مايو 2008 02:14
اعترف آلان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة ''البنك المركزي'' بأن الحرب التي شنتها بلاده عام 2003 لإسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت ''من أجل النفط'' بغض النظر عن الأسباب المعلنة·
وقال في كتابه ''عصر الاضطراب، مغامرات في عالم جديد'': إنه بغض النظر عن قلق بريطانيا وأميركا ''المعلن بشأن أسلحة الدمار الشامل الخاصة بصدام حسين، يحزنني أنه ليس من المناسب سياسياً الاعتراف بما يعرفه الجميع، وهو أن حرب العراق كانت إلى حد كبير من أجل النفط''·
وأضاف أن مقولة الرئيس الأميركي جورج بوش ''إدماننا للنفط'' هي التي تجعل لمستقبل منطقة الشرق الأوسط اعتباراً أكثر أهمية في أي توقع طويل المدى للطاقة، مشيراً إلى أن أي أزمة نفطية تشكل ضرراً بالغاً بالاقتصاد العالمي·
وجرينسبان الذي كان رئيساً لمجلس إدارة المجلس الاحتياطي الفيدرالي أكثر من ثمانية عشر عاماً، قال: إن هجمات 11 سبتمبر عام 2001 أدت مباشرة إلى زيادة الطلب على إعانة البطالة، لكن المجلس رأى أن يخفض أسعار الفائدة لكي ييسر على الناس الاقتراض والإنفاق، وهكذا عاد الاقتصاد الأميركي بعد نحو شهرين للنمو، وهو دليل على ''حقيقة مهمة إلى حد بعيد، وهي أن اقتصادنا أصبح على قدر كبير من مقاومة الصدمات''· وقدم تعريفاً موجزاً للبنك الذي يضم 12 فرعاً في أميركا، قائلاً إنه ''مسؤول عن نظام الدفع الإلكتروني الذي يحول أكثر من أربعة تريليونات دولار يومياً من النقود والأوراق المالية بين البنوك في أنحاء الولايات المتحدة وجزء كبير من سائر بلدان العالم''·
وفي سياق استعراضه لحركة الاقتصاد العالمي خلال الحرب الباردة، قال: إن ''اللحظة الحاسمة في اقتصاديات العالم هي سقوط سور برلين في عام 1989 مما كشف عن الخراب الاقتصادي وراء الستار الحديدي'' بما يزيد على توقعات الاقتصاديين الغربيين وتأكد أن التخطيط المركزي ''فشل لا يمكن إصلاحه''، مضيفاً أن هذا النظام سقط من أجندة العالم الاقتصادية باستثناء كوريا الشمالية وكوبا· ولا ينكر المؤلف أن ''العالم الجديد الذي نعيش فيه الآن يعطي مواطنين عديدين الكثير مما يخافون منه بما في ذلك اقتلاع الكثير من مصادر الهوية والأمن التي كانت مستقرة من قبل''·
وأشار إلى أن بلاده تستهلك ''اليوم ربع النفط العالمي، مضيفاً أن العالم المتقدم ارتبط اهتمامه المكثف بالشؤون السياسية في الشرق الأوسط ''باستمرار بالأمن النفطي· وما رد الفعل تجاه تأميم رئيس الوزراء الإيراني الأسبق محمد مصدق لشركة أنجلو أميركان أويل في عام ،1951 وجهود بريطانيا وفرنسا المجهضة لإلغاء استيلاء الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر على قناة السويس عام 1956 إلا مثالين تاريخيين بارزين''
المصدر: القاهرة