19 ابريل 2010 21:36
تواجه العمارة في ظل الأزمة البيئية وتأثيرات العولمة إشكالية التوفيق بين الإنسان وأوساطه الثقافية والاجتماعية والبيئية، من خلال وضع استراتيجيات للتحول والتجديد بشكل لا يضع الطبيعة والتكنولوجيا في موضع التضاد وإنما البحث عن وسيلة لتوحيدهما. هذا ما أكدته الدكتورة عبير شاهين الجناحي المحاضرة في جامعة إتكينز والحاصلة على ماجستير في التصميم المستدام في البيئة العمرانية وزميل فخري في كلية ويلز للهندسة المعمارية، وعضو أكاديمي في الرابطة المعمارية في لندن وزميل زائر في كلية هارفرد للدراسات العليا في التصميم.
وقالت الدكتورة الجناحي إن فهم النظم البيئية يتطلب تقدما كافيا في المجال المعماري وبشكل يشتمل على علم الأحياء، وذلك لوضع نهج لتقييم المشاكل والحلول، ويجب أن يكون هذا النهج تخصصا قائما بحد ذاته بحيث يبحث في نقاط الاهتمام الرئيسية ويضع التصاميم البيئية والخطوط العريضة الأولى لترجمة نقدية تحليلية لاهتمامات البيئة الحضرية، وذلك كمشروع أكاديمي موجه نحو التصميم. وقد اقترح غريغوري بيتسون، مهندس معماري شهير، أن يتم تعريف النظام البيئي الصحي على أنه نظام يجمع كلا من البيئة والحضارة الراقية، حيث تتلاقى مرونة الحضارة والبيئة لتشكلا نظاما متكاملا ومستمرا وقادرا على استيعاب التغيير البطيء حتى في خصائصه الأساسية المبرمجة بإحكام.
من خلال ملاحظة بيتسون نعرف أن هناك مفهوما جديدا للمرونة يجب تطويره بتكامل يندمج مع خصائص البيئة الحيوية والحضرية لرفع استقرارية وكفاءة النظام، والهدف من هذا النهج هو تطوير عملية تصميم متعددة التخصصات لنموذج معماري مرن ومتحضر، وهو أيضا من خلال اتباع نهج شامل للحد من الأثر البيئي الكامن في التطورات الحضرية ودمج المتغيرات الطبيعية والحضرية وتحقيق أقصى قدر من التحول من العوامل المسببة للتلوث إلى موارد وطاقات متجددة.
وأضافت الجناحي أنه يجب أن يتم إنتاج وتقييم برامج بيئية واقتصادية واجتماعية وذلك لوضع الأساس لنموذج متكامل يدير مختلف الصعد والمجالات من تصنيع المكونات إلى التنظيمات الإنشائية، ومن الوحدات السكنية إلى أنظمة الأحياء. ومن هنا يظهر الهيكل التنظيمي من تشكيل مجموعات منفصلة من العلاقات وتحديد الأنظمة العددية والمجالات المترابطة، ويضمن هذا الهيكل استقرارية النظام على مستويات مختلفة، كما تسهل المرونة الهيكلية التبادل بين المجالات المرتبطة بها نظرا لتأثير مدخلات بيئية متنوعة على العملية الإنتاجية ما يتطلب إقامة أنظمة مختلفة للتكيف بدءا من الترتيبات العالمية إلى التمايز المحلي المولد لأنظمة بيئية فعالة.
المصدر: دبي